الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جريدة الأهالي تنادي أبناءها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لجريدة الأهالى التى يصدرها حزب التجمع مساحة واسعة من المحبة والتقدير لدى المثقف المصرى والعربى بشكل عام.. ما من رمز التقيته داخل مصر أو خارجها إلا وله ذكرى مع جريدة الأهالى وحزبها وزمنها وتاريخها العتيق.. لذلك تبقى الأهالى موصولة بالروح والذكريات والأمل والحلم بمستقبل يليق بالبسطاء من العمال والفلاحين، تبقى هى سند المثقف المستقل الذى لم يجد سندا له إلا مجلة أدب ونقد، التى مثلت سابقة تاريخية، حيث يتصدى حزب سياسى معارض لإصدار مجلة متخصصة في الأدب والفن.
ولأن شهادتى مجروحة عنها باعتبارى واحد من أبنائها سوف أحاول في مقالى هذا أن أكون موضوعيا بقدر المستطاع متحصنا بالتاريخ الثابت والمعروف للجريدة محاولا الوصول إلى اللحظة الراهنة.. ولعل سبب الكتابة الآن عن جريدة الأهالى هو التغيير الذى أقدم عليه الحزب مؤخرا حيث تولى واحد من جيلنا رئاسة التحرير وهو الأستاذ حسين البطراوى المعروف بموهبته المهنية وقدرته العجيبة على العمل تحت الضغط.. وليس سرا أن الأهالى تعانى كبقية المطبوعات الورقية من ضعف الإعلانات وزيادة تكاليف الإنتاج وتراجع التوزيع وغيره.. 
هذه المعاناة هددت الجريدة بالتوقف قبل عام.. وقتها انتفض القريبون من المؤسسة لإنقاذها وتوحدت كتيبة الإنقاذ في حول الهدف مؤمنين بضرورة الاستمرار.. كان على رأس غرفة العمليات الكاتبة الصحفية أمينة النقاش، رئيسة التحرير آنذاك والنائب سيد عبدالعال، رئيس الحزب والراحل الكبير نبيل زكى وغيرهم، وفى الدائرة الأقرب كان النائب عبدالرحيم على، الابن المخلص للجريدة وللحزب وعشرات من الرموز يرفضون كتابة شهادة وفاة الجريدة.
ولأن الأهالى جزء من ذاكرة وشهادة على تاريخ كان لا بد أن تواصل الصدور صباح كل أربعاء.. واليوم وهى تبحر في مياه ثقيلة مكبلة بعجز الإمكانيات ليس أمامنا إلا تقديم التحية لكل عناصر الجريدة بسبب إصرارهم على مواصلة العمل وعلى خط مواز لا نجد غضاضة في الدعوة من جديد لكل أبناء المؤسسة، سواء داخل مصر أو خارجها لكى يلتفوا حول الجريدة لتنهض وتعود إلى سابق عصرها ملء السمع والبصر.. وتتنوع أشكال المساندة هنا ابتداء من التطوع بالكتابة في الجريدة وصولا إلى التبرع النقدى للمساهمة في سداد تكاليف الطباعة.
المئات إن لم يكن الآلاف من الأسماء المشهورة مرت ذات يوم على جريدة الأهالى التى لم تتأخر عنهم ودعمهم مهنيا وإبداعيا، وها هو اليوم قد جاء للوقوف بجوار الجريدة كما سبق لها أن فعلت معنا.
كل ما سبق يمكن اعتباره محاولات فردية لكى تستمر الجريدة العريقة في صدورها.. ويبقى مجال الأفكار مفتوحا على مصراعيه.. وعلى سبيل المثال نسأل- ونحن مقدرين صعوبة ما تمر به الدولة اقتصاديا- كيف يتم معاملة جريدة تاريخية مثل الأهالى في سعر ورق الطباعة معاملة تجارية دون دعم؟.. نحن نرى أن دعم جريدة جادة هو حق وواجب.. لأنه دعم للمهنة وللصحافة بشكل عام ويمكن لمتخذ القرار أن يسأل في نقابة الصحفيين عن الأدوار الوطنية والتاريخية للأهالى ابتداء من مواجهة التطرف والفساد وصولا إلى صيانة الدولة الوطنية المصرية بحدودها الأربعة... وهنا نحن لا نساوم بموقف ومقابل ولكن يعز على من ينتمى لتراب هذا البلد أن يرى مصباح ضوء ينطفئ.