الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

فلاش باك.. 1973.. أوهام موشيه ديان تفشل في إجهاض معركة التحرير

موشيه ديان
موشيه ديان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الثالث من أكتوبر من عام ١٩٧٣، عُقد اجتماع مصغر لمجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أفصح خلاله موشيه ديان وزير الدفاع آنذاك، عن تقديراته بشأن احتمالية شن مصر لهجوم عسكري قائلًا «ليس هناك احتمال عمل عسكري على الجبهة الجنوبية مع مصر، وعلى فرض أن ذلك حدث فإنه سوف يحدث بعيدًا عن المواقع السكانية الإسرائيلية، ثم إن الضربة الإسرائيلية المضادة سوف تكون قادرة على سحقه».
ويبدو من حديث «ديان» مدى الغرور الذي وصلت إليه القيادات في إسرائيل بشأن اندلاع أي مواجهة عسكرية مع مصر، ويظهر «يقين وهمي» عن عجز العرب عن استرداد أرضهم المحتلة، وواصل ديان حديثه وفقا لما ذكره الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه «أكتوبر ٧٣ السلاح والسياسة» قائلا «إذا أقدم المصريون على حماقة فسوف يتكبدون خسائر فادحة في المرحلة الأولى، وأما في المرحلة الثانية فإن الجيش الإسرائيلى سوف يكون قادرا على ضربهم في كل اتجاه، ولن يحققوا شيئا من محاولة عبور قناة السويس، بل العكس لأن قناة السويس هي التي تحميهم الآن».
ولكن أمورًا جديدة بدأت تتكشف لدى الاحتلال الإسرائيلى تبنئ باقتراب مصر من بدء تحرك عسكري، ففي مثل هذا اليوم الخامس من أكتوبر من عام ١٩٧٣ وتحديدا في التاسعة صباحا بتوقيت تل أبيب، اتصل رئيس المخابرات العسكرية الجنرال «زاييرا» برئيس هيئة الأركان «دافيد أليعازر» قائلا «إننى لا أظن أن إسرائيل في طريقها إلى حرب، ولكن الموقف اليوم مثقل بعلامات الاستفهام بأكثر مما بدأ بالأمس» وبناء على تلك الأبناء فقد اجتمع رئيسا الأركان والمخابرات العسكرية الإسرائيلية بموشيه ديان في مكتبه لبحث الأمر، وقبل بدء اجتماعهم الثلاثى وصل تقرير مفاده أن «الجيش المصري على طول قناة السويس اتخذ أوضاع طوارئ تجعله من ناحية التعبئة والمواقع في حالة لم ترصد من قبل بواسطة جيش الدفاع الإسرائيلي ثم تلت هذه المقدمة تفصيلات عن تعزيزات إضافية وصلت إلى الخطوط المصرية تضم وحدات مدفعية وعدة مئات من الدبابات وما يعتقد أنه تجهيزات عبور».
كل هذه الأمور عمقت الخلاف بين «ديان» و«أليعازر» الذى اقترح استدعاء الجنود الاحتياطي إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي متكئا على غروره رفض ذلك، وانتقل الخلاف بينهما إلى مكتب جولدا مائير رئيسة حكومة الاحتلال التى أصيبت بالحيرة الشديدة لاتخاذ القرار فدعت مجلس الوزراء المصغر لبحث الأمر الذي رضخ في النهاية إلى رؤية «ديان» الذي كان وحده في إسرائيل واثقًا من عدم قدرة الجيش المصري على شن هجوم عسكري لتحرير الأرض، ولكن الساعات التالية لذلك الاجتماع كشفت عن «معجزة بكل المقاييس» سطرها أبطال الجيش المصري الذي تمكن من استعادة أرضه المحتلة.