لا يختلف أحد على أن انتصار المصريين فى حرب السادس من أكتوبر والملحمة العظيمة التى حدثت آنذاك حتى تحقق النصر على الجيش الإسرائيلى هى أهم انتصار تحقق للجيش المصرى على عدو غشيم وعنيد وهو الجيش الإسرائيلى فى حرب وصفها المؤرخون بأنها الأعظم على مدى القرن الماضى لما جسدته من معان وحكم كثيرة لا تعد لاسيما أن أحد المشاهد التى تتجلى فيها الإرادة المصرية من خلال الثأر لنكسة ٦٧ وإثبات أن كل مستحيل ممكن أن يكون واقعًا بعد إرادة الله ثم إرادة الجيش المصرى العظيم.
وقد اختلفت مظاهر الاحتفال بهذا الانتصار العظيم عبر مراحل من التاريخ الذى لا بد أن يأخذ طابع الفخر والقوة والعظمة حتى يترسخ فى أذهان الأجيال القادمة هذا الانتصار العظيم والإرادة القوية والعزم الشديد للمصريين أعظم أجناد الأرض، وأن مصر القوية بجيشها وإرادة شعبها التى تغلبت على العديد من المؤامرات التى واجههتا ولا تزال تواجهها حتى الآن من تهديدات الإرهاب وخفافيش الظلام من الإخوان وأعوانهم تركيا وقطر، وقد تغلب المصريون على الوهم الإسرائيلى بأنه الجيش الذى لا يقهر، ولكن الجيش المصرى كسر وهزم هذه القاعدة والشعار الكذب بالفعل فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣.
كانت أولى احتفالات السيسى بنصر أكتوبر بعد انتخابه كرئيس للجمهورية، وتمثلت مظاهرها فى تكريمه لأبطال الحرب ودخولهم على سيارة تستخدم للمرة الأولى مزينة بالورد ووقف لهم احترامًا وإجلالًا، بالإضافة إلى وجود عروض عسكرية للأفرع المختلفة بالقوات المسلحة، وذلك للمرة الأولى بعد توقفها فى أعقاب حادث اغتيال السادات، كما ألقى الرئيس كلمة كان أبرزها دعوة الأحزاب لضم الشباب لهم، والتأكيد على أهمية البرلمان المقبل.
ويكفى ما قاله رئيس قسم التحقيقات بشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلى «أمان» العميد دارور شالوم، فى حواره لصحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية، بمناسبة مرور ٤٦ عاما على مرور حرب أكتوبر بإن حرب أكتوبر كانت وما زالت الجرح ينزف بالنسبة للإسرائيليين!
لذا فالاحتفال بنصر أكتوبر المجيد لا بد أن يتم بشكل كبير وينبغى إيصاله بسلاسة إلى الأجيال القادمة والحالية التى لم تشاهد الحرب والتى وُلدت بعد الحرب بسنوات ولابد من إعادة إحياء القيم والدروس من انتصار حرب أكتوبر بالصبر والإرادة والقوة والاستعداد الجيد لمواجهة تحديات التنمية المجتمعية من ناحية التى تواجهها الدولة والتخلص من الإرهاب الغاشم من ناحية أخرى والحفاظ على الوطن الذى نعيش جميعًا لأجله!