أكتوبر يا شهر النصر، جئتُ إلينا هذا العام في الموعد الصحيح الذى نحتاجك فيه، الوطن يحتاج للتذكير، لاستعادة روح أكتوبر، للتأمل في الدروس المستفادة، لتذكرتنا بأخطائنا لكى نتفاداها، لنستعيد روح الثأر والأمل والقوة، لنستعيد ثقتنا بأنفسنا مره أخرى.
فنحن نعيش الآن معركه أصعب وأخطر مما تعرضنا له منذ عدوان 56، ولن أكرر كلمات رددتها كثيرًا أنا وغيرى عما نتعرض له الآن من مؤامرات حقيقية، لكنى أكتفى بقول إننا نعيش معركه وجود، إما أن نغرق في بحر ظلمات الفوضى وإما العبور والنصر.
في الأيام الأخيرة الماضية سعى الأعداء إلى هز ثقتنا في أنفسنا وفى وطننا وفى جيشنا متوهمين عدم وعى الشعب المصرى وشعوره بالإحباط نتيجة الضغوط التى يعيشها التى كانت نتيجة ما حدث في أحداث 25 يناير.
ولن أخفى عليكم إننى وصل بى الأمر، بأننى كنت أتخيل جماعات إرهابية تدمر معابدنا وتنهب متاحفنا وتسرق وتهدم تاريخنا وحاضرنا كما فعلوا في العراق وسوريا، كنت أتخيل غلق المصانع وتشريد العمالة مرة أخرى كما حدث بعد 25 يناير، لكننى كنتُ على خطأ، أعترف بذلك، هذا الشعب سيظل حائط السد المنيع لهذا الوطن ولن يستطيع أحد أن يهز ثقة الشعب في جيشه ومصر ستظل مصر حتى لو اجتمع شياطين الأنس والجن لهدمها لن يصلوا لمرادهم.
لذلك أقول مرحب شهر النصر عدتُ إلينا في الوقت السليم الذى نحتاجك فيه، عدت إلينا بالنصر الحقيقى مرة أخرى على كل أعداء هذا الوطن الذين يحاولن نهش هذا الوطن، عدتُ إلينا ونحن نعيش ملحمة وطنية جديدة تدير الأزمة بعبقرية شديدة عمل عليها الرئيس وجنود مجهولون لا يبحثون عن شىء سوى حماية الوطن والحفاظ عليه، فكانت النتيجة عكس ما تخيلت وتوقعت، انتصار حقيقى ونجاحه معتمد على استمرارية إدارة الأزمة بهذا النجاح.
عاد إلى الأمل والثقة في الغد، ولكن أمل يصاحبه حرص على أننا ما زلنا في المعركة وعلينا أن ننتهى من هذه المعركة إلى الأبد حتى نستطيع عبور معركة البناء والتعمير، حتى غد أفضل نرى فيه مصر كما ظلت دائمًا، وعلينا أن نتذكر أننا نعيش الآن نتيجة ما فعلوه أبطالنا البواسل، نعيش بفضل كل مصرى ناضل ضد الاحتلال وضد العدوان، نعيش بفضل كل بطل من أبطال حرب الاستنزاف وكل جندى وضابط استشهد أو أصيب في حرب أكتوبر وكل بطل من أبطال أكتوبر الذين استمروا في العطاء لسنين بعد نصر 73، نعيش بفضل الجنود المجهولة، المجد لهم.