الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

نحو معادلة جديدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الغضب حق مشروع تماما.. التغيير نحو تمكين القطاعات الأوسع من الشعب المصرى لحياة أفضل حلم مشروع تماما.. مواجهة فساد أجنحة من رجال الأعمال المتحالفين مع الثعالب الصغيرة في أجهزة الدولة واجب وضرورة.. انتصار مصر على الإرهاب هدف أساسي.. سيادة دولة القانون لنحتكم جميعا أمام محكمة مدنية موضوع لا يحتمل التأجيل.
كل ما سبق أراه أجندة وطنية يمكن تبنيها والعمل عليها من خلال روافع الأحزاب السياسية وعقلاء مصر وأن تتم إدارتها من خلال عقول وطنية تعرف تأمين المستقبل وتفهم خطورة المشهد المتربص، سواء من جماعات التأسلم السياسى أو من دول معادية تواصل عملها ضدنا ليل نهار. 
إنكار نظرية المؤامرة ليس في صالح الغاضبين.. استسهال التظاهر يحرق أهم أوراق حرية التعبير.. التشاؤم الذى ساد خطاب رموز ثقافية وعدم النظر برؤية شاملة يستفيد منه الخصم المتربص.. إذن نحن نبحث عن معادلة جديدة تبنى ولا تهدم تحقق مكسبا تلو الآخر إلى الملايين من الشعب المصرى.. تلك المعادلة الصعبة لا يجب أن تخضع لابتزاز أو مزايدة أو متاجرة بأوهام.
لا أمتلك الحقيقة المطلقة.. أجتهد في تفكيرى، ربما كنت على صواب وربما كنت على خطأ ولكننى أمتلك شجاعة التفكير بصوت مسموع، ولذلك أقول إن الحفاظ على مؤسسات الدولة في المرحلة الحالية واجب.. ليس الحفاظ على حالها فقط بل دعمها أيضا لتطويرها.. هذه الخطوة الصعبة على كثيرين هى السبيل نحو الحفاظ على دماء جنودنا بامتداد حدودنا الأربعة وهى الطريق لاقتلاع جذور الإرهاب إذا توازى ذلك بشجاعة من الدولة لضبط الخطاب الدينى الذى تطرف وتشدد لسنوات طوال وعمل على انقسام المجتمع بين مؤمن وكافر.
الكتابة مؤلمة وأعرف أن من يمتلكون الحقيقة المطلقة قد يشهرون سيوف تخوينهم أو ما يحبون من اتهامات، ولكن هذا الأمر لا يؤثر في رجل يقترب من سن التقاعد ولا يحوز أى مقعد في الجهاز الحكومي.. لتبقى رسالتى واضحة بأن حرث الأرض وتمهيدها للخصم لن يمنحك شرفا ثوريا، بل قد يجلب عليك العار إذا فكرت بضمير متجرد.. لدينا بلد تنهض من تحت الرماد سنوات طوال من الهزيمة والانكسار والفساد لهما ما لهما من جذور وواجبنا تعقبهما واقتلاعهما ليكون هدما من أجل البناء.
الذين تابعوا ما شهدته مصر في الأيام الأخيرة سيعرف أن القنوات الفضائية التى تبث من عواصم معادية قد استنفرت كل قواها وما كانت تؤدى رسالة إعلامية على الإطلاق كانت رسائل حرب واضحة تخدم تيارا بعينه، فهى لا يعنيها الشعب المصرى من قريب أو من بعيد.. قضيتها واضحة وهى العودة بالبلاد إلى حكم تم إسقاطه في 30 يونيو.. قلت لن أساهم في حرث الأرض لهم ولن أوافق على أن يكون الشعب المصرى هو حطب تلك المعركة.
نحتاج الكثير نعم.. نحتاج تصعيد أهل الخبرة في مصر ليتولوا تدبير أمورنا.. نحتاج التوازن بين حق القطاع الخاص في العمل ومواجهة جبروته في نهب الأراضى والتهرب من الضرائب ومص دماء العمال.. نحتاج تأمين المتعطلين عن العمل والسيطرة على أسعار الخدمات الأساسية.. نحتاج كرامة عند التعامل مع الأجهزة الحكومية.. نحتاج الكثير وسوف نحصل عليه بالتراكم والإصلاح وتصحيح المسار.
الملايين من الشعب المصرى يقفون بالفعل إلى جانب الدولة والدولة تسعى نحوهم ليصبح الحكم بينهما هو تسارع الخطى نحو الإصلاح الشفاف والإرادة المعلنة.. لنا وطن سوف نحميه ولنا أحلام نعيش لها.