الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رجل في نهاية الممــر!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الكاتب والقاص فتحى عبدالغنى من مواليد مدينة نبروه محافظة الدقهلية صدر له عدد من الأعمال القصصية والروائية نذكر منها رواية «الطريق إلى هناك»، «ديفيد مغاورى»، وعدد من المجموعات القصصية منها مجموعته القصصية «رجل فى نهاية الممر» الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ٢٠١٨. ويكشف لنا القاص فتحى عبدالغنى بتعبير عالم الاجتماع الفرنسى بيير بورديو عن الحيز الاجتماعى وثيق الصلة بتلك العوالم الصغيرة، المتصلة بالحياة اليومية المصرية فى الريف والمدينة. وتشغل قضية «الجندر» الحيز الاجتماعى فى قصة «محاضرة فى صميم الموضوع»، تعكس حالة المحاضر الأكاديمى الذى يقع فى غرام إحدى المتدربات ذات الجمال الأخاذ، الذى سلبه عقله وروحه للدرجة التى لم ير فى قاعة المحاضرات أحد من الطلبة سوى تلك الجميلة التى أخذ يشرح لها وحدها. ونسى أنه متزوج ولديه زوجة تحبه وتعتنى به. حتى أوشكت الدورة التدريبية على الانتهاء قرر أن يطرح عليها الزواج معتمدا على سلطته «كمعلم»، ليكشف لنا القاص فتحى عبدالغنى عن المرض النفسى للمحاضر الأكاديمى وضرورة عرضه على الطبيب المختص. 
وتعكس مجموعة خطابات «رؤوف عبدالنبى محمد» للحيز الاجتماعى لضغوط الحياة اليومية وبث مشاعره وعواطفه لحبيبته «نيرمين»، فهو غير قادر على البوح لها بتلك العواطف الإنسانية النبيلة نحوها، غير أنه يراقبها كل يوم ويتلصص على جسدها الشمعى من فتحة صنعها فى النافذة المقابلة لشرفة منزلها. 
فى قصص «قطر الندى» و«امرأة فى الباى باى» و«البلدوزر» تعكس أبرز قضايا العلاقات «الجندرية» وخاصة قضايا الحب والرومانسية، فتكشف عن تشابك الهيمنة الذكورية والاعتماد المتبادل الحميم بين الرجل والمرأة داخل طيات العلاقات الرومانسية والطبيعية. والحب الرومانسى يشير إلى التعلق الشديد الذى يتشكل بين المتحابين، بما فى ذلك مشاعر الرغبة فى الاندماج مع شخص آخر، والجاذبية نحوه، والرغبة فى حماية مصالحة. 
ويمكن أن يكون الوقوع فى الحب، بالإضافة إلى سماته وخصائصه العاطفية دافعا أساسيا لا تقل درجة وأهمية من درجة وأهمية دوافع الجنس والعطش والجوع، ذلك أنه يندر أن يوجد فى الحياة ما هو أكثر إرضاء للإنسان من الحب. فالأب «فاضل نوفل» فى قصة «البلدوزر» الذى لا يستطيع العيش بدون المرأة، خاصة بعد وفاة زوجته ارتبط بصديق زوجته «أم إنجى»، فيقول القاص فتحى عبدالغنى على لسان الابن بطل القصة «جرى نحوهما، توقف فجأة، ليس علاء.. فاضل نوفل.. أبوه.. المرأة.. الحاجة أم إنجى جارتهم.. توارى.. مرا من أمامه.. الــ «تيشيرت» المفقود ملعلع على جسم أبيه.. فانلة منبثقة من تحته.. بلوزة أم إنجى ضيقة.. ملعلعة هى الأخرى.. من مخلفات إنجى بالطبع». 
فى قصة «رجل فى نهاية الممر» تعكس صورة العلاقة الجندرية بين الرجل والمرأة، فالمرأة هنا تفتقد حبيبها «أكمل» والرجل يفتقد زوجته التى غيبها الموت. فالحب الرومانسى فى حد ذاته أمر رائع ودليل حياة. ومن السهل أن نرى سبب الوقوع فى الحب باعتباره ترياقا لأمراض البشر، كما أن هناك دليلا كبيرا يدعم الإشارات الثقافية العديدة إلى الحب باعتباره الدواء لتغيير الحالة المزاجية.
ويقر المحبون بشكل ذاتى بشعورهم بمشاعر الطاقة العالية والنشوة المصحوبة بانطباعات السمو وكأن الفرد «يمشى على الهواء» ويمكن للحب أن يكون من القوة إلى الدرجة التى تجعل من الصعب على الفرد التركيز على أى شيء عدا الأفكار السعيدة عن محبوبة.. أما بشكل موضوعي، فيخبر الرجال والنساء على حد سواء ذلك الحب المشبوب بالعاطفة كذروة عصبية وهرمونية. كما يبدى المحبون نشاطا فى الركائز العصبية التى ترتبط ارتباطا إيجابيا بالابتهاج بالنفس، وترتبط ارتباطا سلبيا بالاكتئاب.
فى «قصة» يا مساء الخير «صورة لجماعة من الرفاق متباينة النسيج الاجتماعي، يكشف طريقة حديثها وطبيعة النقاش بين أعضائها عن مظاهر النفاق والنميمة حال غياب أحد أعضائها، فهم» حفنة من الحشاشين.. ماذا سيكونون غير ذلك؟ «فعندما تعرض أحد الأصدقاء لمحنة اجتماعية، لاحقته ألسنة باقى رفاق الشلة بالشائعات، فاتهموه مرة بأنه فى سبيله للهروب بأمواله رغم مديونيته الضخمة للبنوك»، وآخر «قال إنه عضو بالجماعات الإسلامية»، وأضاف ثالث أنه يعشق سكرتيرته «نانا» وطلب الزواج منها ورفضت. على الجانب الآخر نجد فى قصة «خارج الزمن» صورة للقهر الاجتماعى الذى يمارسه صاحب العمل مع «رشا» الموظفة بإحدى الهيئات مستغلا سلطته الوظيفية فى انتهاك حرمة جسدها.