الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

أسرار جديدة عن الملكة حتشبسوت.. لا تزال تبهر العالم

الملكة حتشبسوت
الملكة حتشبسوت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تكف المرأة التي حكمت مصر عن مفاجآتنا بأسرارها التى لا تنتهي، فخلال فترة حكمها التى تخطت الـ ٢٢ عامًا، خلدت ذكراها ببناء المعابد والمسلات والآثار الضخمة. 
وكان من بين تلك الآثار مسلة حتشبسوت التى لم يتبق منها سوى الجزء العلوى، وظل هذا الجزء موجودا في المتحف المصرى بالتحرير حتى تم نقله مؤخرًا إلى المتحف المصرى الكبير بالرماية، تمهيدًا لعرضها بالمكان المخصص لها بالمتحف. 
وكشف اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة به، أنه تم اكتشاف حقيقة هندسية غير مسبوقة عن مسلة الملكة «حتشبسوت»، قائلًا: «جميع القطع التى تأتى إلى المتحف يقوم بدراستها هندسيًا، وذلك حتى يتم تحديد وضعها وفقًا للسيناريو المتحفي، وكان الجزء العلوى من مسلة حتشبسوت قد خضع للدراسة والفحص، حيث إننى أنظر إلى القطع الأثرية بشكل هندسى بحت، وكان الشيء اللافت للنظر هو مساحة الجزء العلوى؛ حيث إنه يبلغ ١٨٠ × ١٨٠ سم وهو حجم كبير، وعندما قمت بمضاهاة حجم المسلة بمسلة الملك رمسيس الثاني، والتى يصل مقاس قاعدتها ١٨٠ × ١٨٠ سم، وحجم الجزء العلوى للمسلة «البنبم» بمساحة ١ متر × ١ متر». وتابع مفتاح، أنه عندما درس المسلات في العصر المصرى القديم وجد أنها تصمم بشكل انسيابى للأعلى؛ حيث إنها تبنى بقاعدة عريضة من أسفل وتبدأ المساحة في التناقص حتى تصل إلى الأعلى، لتحقق عملية التوازن والاستقامة للمسلة، فعلى سبيل المثال، نجد أن مسلة الملك رمسيس الثانى يبلغ حجم قطاعها العلوى «البنبم» بمساحة ١متر × ١ متر، وقاعدة المسلة نفسها تبلغ ١.٨٠×١.٨٠ متر، وطول البنبم ١.٦ متر، وطول بدن المسلة يبلغ ٥.١٥ متر، أى أن طول المسلة يبلغ نحو ١٥ ضعف قيمتها، وبتطبيق تلك المعادلة على مسلة الملكة حتشبسوت نجد أن حجم قاعدة المسلة يبلغ نحو ٣.٥ × ٣.٥ متر.
وأوضح أنه بتطبيق تلك النظرية الهندسية على رأس مسلة الملكة حتشبسوت، التى تبلغ قاعدتها ١٨٠ × ١٨٠ سم، مما يعنى أن قاعدة المسلة ستبلغ ٣.٥٠ × ٣.٥٠ متر، وأن طولها يتجاوز ٣٥ مترا كاملة «البدن والهرم والقاعدة»، وستزن على الأقل ٦٥٠ طنًا، مما يجعلها أضخم مسلة بالعالم، وأكبر مسلة شيدها المصرى القديم، وهذا يعد كشفًا غير مسبوق. وقد استغرق الحفر في مسلتى الملكة حتشبسوت سبعة أشهر، وكان تحت الإشراف الكامل لـ «سنن موت» المهندس المشرف على مشروع المسلات، حيث قام بكتابة نقش في المحجر يُشير إلى أنه ذهب إلى هناك من أجل الإشراف على العمل في مسلتى «حح» العظيمتين. 
ونجد في معبد حتشبسوت الجنائزى سفينة نيلية ضخمة، ونشاهد عليها المسلتين مربوطتين على متنها، ويقوم بسحب السفينة سبع وعشرون مركبةً، على كل منها ثلاثون شخصًا يقومون بالتجديف، كما نجد هناك ثلاث مراكب صغيرة تسير في موازاة السفينة الضخمة، تحمل كهنة يؤدون الطقوس الدينية، كما يصاحب النقش كتابة توضح أن الجميع كانوا يبحرون مع التيار بقلب مسرور. 
أما المشهد الثانى فيصور وصول السفينة إلى طيبة، ويقف على حد ضفتى النهر عدد ضخم من الجنود ينتظرون لإنزال المسلات.