الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

غادة عبدالرحيم تكتب.. أنا و"نانسي إليوت" وروشتة أول يوم دراسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لو أردت أن يكون ابنك عبقريًا.. امدحيه وناقشيه.. امنحيه الثقة
وأنا في طريقى إلى الجامعة رأيت التلاميذ يذهبون إلى مدارسهم، استوقفتنى مراجعة الأمهات معهم محتويات الحقيبة المدرسية والطعام والمصروف اليومي، شردت للحظات وكنت أود أن أتحدث مع كل هؤلاء الأمهات، وأقول لهن: «لا تظننَّ أن هذا دوركن، إنما دوركن أعظم وأكبر من ذلك، أنتن المعلم الأول والمدرسة الحقيقية لهذا الطفل، خاصة في ظل الزيادة السكنية وتكدس الفصول».. في لحظات التفكير هذه طلت من ذهنى «سوبر مامي» وضعت أثرًا لمن أردن الاقتفاء به من الأمهات، إنها «نانسى إليوت».
أم وقف العالم كله تبجيلا لها، وانحنت أعناق الرجال لها احترامًا، ومع ذلك ربما لا يعرف الكثيرون اسمها، إلا إذا ذهبوا لمحركات البحث عن الاسم، وهناك سيعرفونها بابنها، ذلك الطفل الذى جعلت منه أمه حديث العالم أجمع، ذلك الطفل المحظوظ بأم أجبرت كتاب التاريخ على أن يعنون أهم صفحات الإنسانية اسم هذا الطفل.. «توماس أديسون»، ذلك التلميذ الذى ذهب قبل عقود كهؤلاء التلاميذ إلى مدرسته فرحًا مبتهجًا، قبل أن يعطيه معلمه مذكرة ليسلمها إلى والديه، لم ترتبك والدة الطفل، ورغمًا عنها تغيرت ملامحها فسألها الطفل، ماذا يوجد في تلك الرسالة؟ وبقلبها خطت كلمات خلدها التاريخ: «ابنك عبقري، هذه المدرسة متواضعة جدًا بالنسبة له، وليس لدينا معلمون جيدون لتعليمه.. من فضلك، علِّميه في المنزل».. فعلت حتى بات أديسون هذا الطفل صاحب ألف اختراع وكان دافعه تلك الرسالة التى بدلت والدته حروفها ليتلاءم منطوقها مع ما في قلبها. بعد عدة سنوات، عندما توفيت نانسى وكان أديسون قد أصبح مخترعًا مرموقًا على مستوى العالم، وجد المذكرة التى أرسلها المعلم إليها في ذلك اليوم. لم يكن العثور على المذكرة ما فاجأه، بل كان ذلك ما قرأه بداخلها «ابنكِ مريض عقليًا ولا يمكننا السماح له بالذهاب إلى المدرسة بعد الآن».
بكى أديسون بمرارة، بعدما قرأ الكلمات الحقيقية في المذكرة، ولاحقًا كتب في مذكراته: «توماس ألفا أديسون كان طفلًا مريضًا عقليًا، ولكن بفضل أم بطلة أصبح عبقرى القرن».
سؤالى للأمهات، ما الذى كان سيحدث لو أن والدته سمحت لنفسها بفعل ما يفعله معظم الآباء الذين يطالبون أبناءهم بالصمت؟ ومن هنا أبدأ نصيحتى لكل أم اليوم.
لا تطلبى منه أن يستمع فقط ولا يتحدث
في بعض الأحيان أثناء الدرس قد تفوته معلومة أساسية فيخجل من أن يسأل المعلم عنها، وبالتالى يبقى متأخرًا في فهم الدرس بأكمله، وهذا يحصل في أغلب الأحيان، وهنا يكون دورك في توعية ابنك بأن تقول له إنه ما من سبب يمنعه من طرح الأسئلة على المعلم، وعليه أن يتحدث مع معلمه ومعك بما يجول في خاطره، وأن فهم الدرس أهم من أى شيء آخر.
لا تضغطى عليه أن يُطيع مدرسة بل علميه أن يحبه
بعض الأمهات تتعامل مع طفلها بمبدأ الأمر وتنتظر منه فقط أن يُنفذ، فلا تسمع شكواه أو تعرف أسبابها بل تُصادر رأيه، وتقول له نفذ ما يقوله لك معلمك دون وضع احتمال ولو بسيطًا بأنه لربما يكون هذا المعلم غير مهيئ للتعامل مع كل الأطفال نفسيًا، كذلك الذى أرسل الرسالة لوالدة «أديسون»، وهنا يأتى دورك في تقييم الأمر والتأكد مما يقوله طفلك ومعالجته فورا.
اجعلى له وقتًا للاطلاع خارج الواجب المدرسي 
بعيدًا عن فكرة الواجب المدرسي، تعتبر القراءة حلقة وصل بين المدرسة والبيت، وطريقة لبناء علاقة مميزة بين الطفل وأمه، لذا على الأم أن تأخذ الوقت الكافى في قراءة صفحة المطالعة اليومية مع طفلها، لتتحول إلى نشاط ممتع.
امدحيه ولا تؤنبيه وأنتِ تصححين خطأه
من الضرورى أن يمدح الأهل الطفل عندما يقرأ، إذ لا يجوز نعته بأنه لا يفهم أو كسول إذا لم يلفظ الكلمة بالشكل الصحيح، لأن ذلك يفقده ثقته بنفسه، ويجعله يكره القراءة، بل يجب تشجيعه، وتصحيح خطئه بترديد الكلمة بعده بلفظها الصحيح، دون أن نقول له إنه أخطأ، فهو عندما يسمع أمه ترددها من بعده يفهم الكلمة.
لا تهملى اللعب معه في الدراسة بل وظفيه لخدمة الأمر
والعلاج باللعب هو أكثر الطرق فاعلية في التعامل مع الأطفال، ومن خلالها يمكننا زيادة معدل النمو العقلى والتحصيل الدراسي، وفى الوقت نفسه تنمية التواصل بينك وبين طفلك، وكل هذا له تأثيرات إيجابية على شخصية الطفل ويزيد من ثقته بنفسه.