امتد الصراع بين العراق وإيران منذ قديم الأزل، وبدأ في عام ٦٠٦ قبل الميلاد، وعلى مدى كل القرون الماضية كانت تهدأ الصراعات بينهما وتتجدد، وإحدى حلقات ذلك الصراع هى الحرب العراقية الإيرانية، التى نشبت في مثل هذا اليوم الثانى والعشرين من سبتمبر من عام ١٩٨٠ وعرفت بـ«حرب الخليج الأولى».
كانت الخلافات بين البلدين خلال القرن العشرين تتعلق بترسيم الحدود التى تشمل شط العرب والسليمانية، بالإضافة إلى الخلاف الأزلى بين شيعة إيران وسنة العراق، ونشبت نزاعات واشتباكات بين الدولتين خلال عقد السبعينيات، انتهى بتوقيع اتفاقية الجزائر في ١٩٧٥، التى نصت على أن خط منتصف النهر في شط العرب هو خط الحدود بين البلدين، ولكن الاشتباكات استمرت وزادت وتيرتها بعد ثورة الخمينى في ١٩٧٩. وفى ١٧ سبتمبر ١٩٨٠، أعلن الرئيس العراقى آنذاك صدام حسين، نقضه لاتفاق الجزائر الذى وقعه حينما كان نائبا للرئيس في ١٩٧٥، وأعلن الحرب على إيران سبتمبر ١٩٨٠.
ويقول المشير عبدالحليم أبو غزالة، وزير الدفاع الأسبق، في كتابه «الحرب العراقية الإيرانية» إن «هذه الحرب أطول الحروب في تاريخ العالم الثالث الحديث، واشترك فيها كل القوى الرئيسية سواء في الصراع السياسى الذى أحاط بالحرب أو في القتال الفعلى الذى دار بالمنطقة». وكانت خسائر الحرب باهظة لدى الطرفين وقدرها الخبراء بأن ٧٣٠ إيرانيا قتلوا في الحرب في مقابل ٣٤٠ عراقيا، بينما نزح ٢ مليون إيرانى من مساكنهم، وكذلك ٤٠٠ ألف عراقى، وفيما يتعلق بالتكلفة فقد أنفقت بغداد ١٥٩ مليار دولار في حين كلفت الحرب طهران نحو ٦٩ مليار دولار. ويتابع «أبوغزالة» في كتابه سرد وقائع الحرب قائلا «من سخريات القدر أن تنحاز سوريا إلى إيران، بل وتلعب دورا رئيسيا في تدعيمها، فلقد أغلقت سوريا خط أنابيب البترول العراقى المار بأراضيها، بل لقد حلقت طائراتها المقاتلة في الأجواء العراقية حينا لجذب الطائرات العراقية فتخفف من الضغط الجوى على إيران، كما قدمت إسرائيل دعما ملموسا لإيران وكان الهدف واضحا، وهو أن إضعاف دولة عربية مثل العراق يخرجها من حسابات إسرائيل للتهديدات العربية». استمر القتال بين الجيشين العراقى والإيرانى حتى العشرين من أغسطس ١٩٨٨ بقرار رقم ٥٩٨ الذى أصدره مجلس الأمن.
