الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المتاحف والمحافظات.. تحديات جديدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوجد فى مصر ٧٢ متحفًا متعددة ومنتشرة فى ١٩ محافظة على مستوى الجمهورية تعتبر القاهرة العاصمة صاحبة النصيب الأكبر لعدد المتاحف بها والذى يصل إلى ٢٤ متحفًا بنسبة تعدد ٣٣٪ من عدد المتاحف على مستوى المحافظات.
وتبقى المتاحف موزعة «الجيزة ٩» الإسكندرية فى الترتيب الثالث بعدد ٦ متاحف يلى ذلك محافظتا الأقصر والوادى الجديد ٤ متاحف والفيوم ٣ متاحف بينما توجد ٦ محافظات لا يوجد بها سوى متحفين لكل منها «بوسعيد – القليوبية – الدقهلية – المنوفية – سوهاج - قنا» وأخيرا محافظة المتحف الواحد «السويس – دمياط – البحيرة – المنيا – البحر الأحمر».
ورغم أهمية المتاحف باعتبارها مرآة تعكس حضارة وتاريخ الشعوب أمام الأجيال من خلال المتاحف تتعرف الأجيال على مراحل وتاريخ بلادها ويؤكد الخبراء أن المتحف مؤسسة تربوية وتعليمية وثقافية ترفيهية وسياحية تعمل على خدمة المجتمع وأفراده من خلال الحفاظ والعرض والصيانة للتراث الحضارى والتاريخ الإنساني.
وللمتاحف المصرية تاريخ عريض وعميق عبر كافة العصور ومن هنا يأتى التعدد فى المتاحف فى بلادنا حيث المتاحف الأثرية – العلمية والتربوية – الفنية – التاريخية – الصناعية والزراعية ومتاحف للأشخاص المؤثرين من تاريخ بلادنا من كتاب ومثقفين وفنانين وعلماء وزعماء هذا غير متحف الفن الإسلامى والقبطى ومتحف السكة الحديد والبريد المصرى ومتحف الشمع والزجاج والمركبات العسكرية والمتاحف العلمية للحشرات والحيوانات وحتى الصناعات الخزفية وغيرها.
ولكن للأسف الشديد رغم تعدد أنواع المتاحف وأهميتها فى بلادنا فإن عدد الزائرين لهذه المتاحف فى تناقص كبير وقد كشف الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء عن حجم الزائرين لتلك المتاحف كان عام ٢٠١٨ لم يتعد ٢٥٢ ألف زائر وهى أعداد متواضعة جدا بالنسبة لعدد السكان والمهتمين والمثقفين.
وأغلب تلك الزيارات للمتاحف كانت فى محافظات القاهرة والجيزة ثم الإسكندرية وأسوان، أما باقى المحافظات فحدث ولا حرج حتى أن الإيراد العام للمتاحف متواضع للغاية وهو ما يعنى حرام الكثير من المواطنين من زيارة تلك المتاحف.
ولعل ذلك يرجع لعدة عوامل وأسباب موضوعية منها:
■ عدم وجود هيئة موحدة للمتاحف حيث إنها موزعة بين وزارات الآثار – الثقافة – السياحة – التعليم العالى والمحليات وغيرها من الهيئات العلمية كالجامعات وبعض الوزارات السيادية فضلا عن القوات المسلحة والداخلية وبعض الهيئات الخاصة ومن هنا لا يوجد رابط أو منظم أو جهة تعمل على تطوير تلك المتاحف والحفاظ عليها أو صيانتها بالشكل اللائق وهو ما يعتبر تحديا كبيرا.
■ عدم وجود تسويق أو ترويج يرتقى إلى أهمية زيارة المتاحف رغم أهميتها باعتبار أن المتاحف هى مؤسسات تربوية وثقافية وعلمية مهمة.
■ لقد أدى الإهمال إلى ظهور الكثير من المظاهر التى شملت متاحف مهمة مثل متحف الزعيم أحمد عرابى بالشرقية والذى يوجد مسقط رأسه بمنطقة قرية هرية رزنة حيث طال الإهمال المتحف وتراكمت القمامة وهو المتحف الذى أنشئ عام ١٩٦٠.
■ كذلك الإهمال الذى طال متحف الزجاج الموجود فى محافظة الجيزة وهو المهتم بفن صناعة الزجاج والنحت والعجائن المصرية يضاف إلى ذلك غلق متحف طنطا بمحافظة الغربية والذى استمر ١٨ عامًا وافتتح أخيرًا وهو ما يعنى حرمان الكثير من أبناء الشعب من الاستفادة من المتاحف وما بها من آثار ومعلومات مهمة باعتبارها ثقافة وطنية وحضارية وإنسانية مهمة فى تاريخ بلادنا.
ورغم اهتمام الدولة بالمتحف الكبير وهو المشروع الذى بدأ من عام ٢٠٠٢ على مساحة ١١٧ فدانا وبواجهة ١٦ مترا وعرض ٧٥ مترًا وأطلقت حملة دولية لتمويلة بأكثر من ٥٥٠ مليون دولار أى ما يقرب من ١١ مليار جنيه مصرى فإن المتحف الكبير قد جمعت له الآثار من المحافظات ومن مواقع متحفية مما يعنى المركزية الشديدة فى العروض المتحفية.
وقد اشتكى أثريون وعلماء ومهتمون منها متحف السويس الذى تكلف ٦٧ مليون جنيه والذى طلب منه عدد من القطع الأثرية الأساسية والرئيسة بالمتحف لتكون ضمن معروضات المتحف الكبير وهو ما يعنى تفريغ متاحف المحافظات من آثارها الطبيعية والرئيسية بالرغم من وجود قطع أثرية بمخازن وزارة الآثار.
لقد أكد الدستور المصرى فى المواد ٤٧ – ٤٨ – ٤٩ – ٥٠ والمادة ٦٧ على أن الدولة ملتزمة بالنهوض بالفنون ورعاية المبدعين وحماية إبداعاتهم وتوفير وسائل التشجيع لهم وذلك بالحفاظ على الهوية المصرية بروافدها المتنوعة والتزام الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها ورعايتها وصيانتها وترميمها واسترداد ما استولى عليه وتنظيم التنقيب عن الآثار ومكافحة التهريب. فضلا عن حظر الدستور إلى مبادلة الآثار أو إهدائها باعتبارها ثروة إنسانية وحضارية حفاظا على مكونات التعدودية الثقافية فى مصر.
وبعد 
■ إن الأمر يحتاج إلى وقفة من أجل أن تكون زيارة المتاحف واجبا إنسانيا ووطنيا وشرطا للأنشطة التربوية والعلمية والبحثية للطلاب فى جميع المراحل المختلفة.
■ أهمية الترويج والتسويق للزيارات والسياحة الداخلية للمتاحف بالمحافظات والأقاليم مع حفظ قيمة التذاكر لتمكين أوسع للجمهور المصرى من التعرف على حضارة بلاده.
■ أن المتاحف تعتبر إحدى أداوات قوة مصر الناعمة الثقافية والفنية التى تساعد وتساهم فى زيادة الوعى الوطنى والحضارى وتعزز الانتماء والافتخار بتاريخ الحضارة المصرية ثقافيا واجتماعيا وإنسانيًا فضلا عن أنها إحدى المفاتيح والوسائل المهمة فى معركة بناء الإنسان المصرى ومقاومة الإرهاب والتطرف والأفكار الظلامية.
ومن هنا وجب على الحكومة ومؤسساتها وهيئاتها أن تفتح هذا الملف من أجل تطوير بلادنا للأفضل بإذن الله.