الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

خبراء: الشعب التونسي فقد الثقة في الإخوان والأحزاب التقليدية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد عدد من الخبراء، أن الشعب التونسي فقد الثقة في الإخوان، والأحزاب التقليدية على السواء، وهو ما يمكن قراءته من خلال نتائج الجولة الأولى للانتخابات التي جرت خلال الأيام الماضية.
وقال خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق، إن الشعب التونسي أصبح لا يثق ولا يؤمّل خيرا في السياسيين، ولا في الأحزاب التقليدية سواء بسواء، ومنهم بالطبع حزب حركة النهضة، الممثل لجماعة الإخوان. 
وأشار الزعفراني، في تصريح لـ"البوابة نيوز"، إلى أن الانتخابات الرئاسية الجارية حاليا، أظهرت أن الشعب التونسي، أصبح يعي الدرس جيدا، واستوعب ما حدث في مصر من محاولات إخوانية للسيطرة على الحكم. 
بدوره أكد محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، أن جميع المراقبين راهنوا على ذكاء ووعي المواطن التونسي، في الانتخابات الرئاسية، التي يمكن وصفها بأنها استفتاء كشف الحجم الحقيقي للإخوان لدى الشارع التونسي. 
وقال الديهي لـ"البوابة نيوز": "الشعب التونسي أدرك أن الغنوشي تحالف مع جماعات وحركات سلفية متشددة، وسبق أن منح وعودا للسلفيين مقابل أن يضعهم تحت معطفه، لذا وجه الشعب ضربة كبيرة لهذه الطائفة، التي يقودها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان".
وأوضح أن فضح وجود التنظيم السري، الذي كانت تدعمه حركة النهضة، وتوجيه اتهامات صريحة لهذا التنظيم بالتورط في اغتيال ساسة تونسيين، كان سببا بارزا لخسارة الانتخابات، إضافة إلى تراجع رصيد الإخوان على مستوى العالم، بعد ثبوت تورطهم في دعم الإرهاب. 
وأضاف الديهي: "انتقال حركة النهضة الإخوانية في تونس، من التركيز على الانتخابات التشريعية فقط، إلى تقديم مرشح رئاسي، كشف للمتابعين عن أن الإسلام السياسي لم يستفد من الدروس والتجارب العديدة التي حدثت لفروعه في أكثر من بلد، لافتا إلى أن تجارب الإخوان فاشلة، وهو ما يدفع المجتمعات إلى رفضها، والتحصن ضد أفكارها الهدامة، وأطماعها في التسلط والإضرار بالهوية والولاء الوطني.
وشدد الباحث على أن تنظيم الإخوان تلقى، في الفترة الأخير، الكثير من الضربات التي كشفت النقاب عن وجهه الإجرامي، الرامي إلى تحطيم الدول العربية، وهو ما تبعه رفض عارم من الشعوب لهذا التنظيم وقياداته التي لا تسعى إلا لخراب المنطقة العربية.
من جانبه قال أحمد الشوربجي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإخوان في تونس، خسرت الانتخابات الرئاسية، بسبب ممارساتهم المتدنية منذ عام 2011، وهو ما سحب من من رصيدهم لدى الشعوب العربية.
وأضاف الشوربجي، في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أنه تم سحب البساط، من تحت قدمي الإخوان في تونس، منذ ثورة 30 يونيو في مصر، حيث حصلت حركة النهضة على 89 مقعدا برلمانيا، في عام 2011، ثم في الانتخابات التالية لها في 2014 لم تحصد سوى 69 مقعدا فقط.
وتابع: "وهذا يعني أن إخوان تونس تأثروا بما جرى في مصر، واستفاد الشعب التونسي من الدرس المصري جيدا"، مشيرا إلى أن نفوذك حركة النهضة انحسر بشدة في تونس، وهناك توقعات بفشلها في الحصول على عدد مرضٍ من المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ليعيشوا على الهامش لعقود مقبلة.
وحذر الشوربجي، من محاولات الالتفاف على المرشح المستقل قيس سعيد، وإقناعه بالتحالف مع الجماعة، من أجل تكوين فريق رئاسي قوي، مطالبا القوى السياسية المناوئة للإخوان، بالالتفاف حول قيس سعيد فور فوزه، إن حدث، ومساندته لقطع الطريق على أي فرصة للجماعة من أجل السيطرة عليه والتحالف معه.
التحذير ذاته أطلقه، إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، موضحا أن معركة تونس الحقيقية مع تنظيم الإخوان، ليست في الانتخابات الرئاسية، لذلك تعاملت حركة النهضة، مع هذا الاستحقاق بمرشح ضعيف، لإرضاء غرور القوى المنافسة، فيما ستجري محاولات للتحالف مع المرشح المستقل قيس سعيد، إذا فاز بالانتخابات. 
وأضاف ربيع في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الانتخابات البرلمانية، هي الأهم لدى الجماعة، لأنها تقود إلى رئاسة الحكومة، وهو ما ينذر بخطر داهم إذا لم تنتبه القوى السياسية الرافضة لوجود الإخوان، وتحسن قراءة المشهد السياسي بدقة، وتُعلي مصلحة الوطن والشعب، على أي مكاسب سياسية أخرى.