الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مشروع حقيقى لبناء دولة قوية ومعاصرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكثر الأفكار خطورة وخبثًا والتى تم ترويجها للمصريين مع بداية أحداث يناير 2011، تولى شخص مدنى رئاسة الجمهورية، واستبعاد أى شخصية ذات خلفية عسكرية عن هذا المنصب.
لم يكن الهدف أبدًا بناء دولة مدنية، أو ترسيخ مبادئ الديمقراطية، فقد تجاهل أصحاب تلك الفكرة ومروجوها أن أكثر رؤساء الولايات المتحدة كانوا قادة عسكريين في الجيش الأمريكى.
لم تكن فكرة بريئة على الإطلاق، فأصحابها يدركون جيدًا أن الدولة المصرية وبحكم موقعها الجغرافى وتاريخها قد فرض عليها أن تكون في حالة صراع دائم من أجل البقاء قوية وإلا نالها الطامعون.
كذلك يدرك أولئك الخبثاء جيدًا أن الأحزاب السياسية لم تفرز شخصية تمتلك مقومات تؤهلها لقيادة دولة بحجم مصر، ولا بحجم المخاطر والتحديات التى تواجهها.
في انتخابات 2014، أيدت الغالبية الساحقة للناخبين المصريين الرئيس عبدالفتاح السيسي وفى خلفية ذلك التأييد وعى بأنه أحد جنود المؤسسة العسكرية الذين تربوا على الشرف والجلد والصبر فاشتدت أعوادهم، ووجدوا فيه الحكمة والصلابة والبأس، وهى الصفات التى تحتاجها عملية استعادة الدولة وفرض هيمنتها.
ومنذ تولى الرئيس لم تكف الحملات ضد كل مايقوم به من إنجاز، وكانت خطته للإصلاح الاقتصادى نشانا لسهام أعداء الدولة، لاعتقادهم أنها الهدف الأسهل بسبب معاناة غالبية المصريين من آثارها الاقتصادية؛ لكن سهام الغدر حادت جميعًا عن أهدافها، وتحمل المصريون راضيين وأثبتوا أن صلابة جيشهم إنما هى بنت صلابتهم في مواجهة الشدائد.
في كل مرة حاول الإخوان والحاقدون النيل من شخص الرئيس كونه رمزًا للدولة خاب أملهم، وارتدت نصال حرابهم إلى صدورهم مع الإعلان عن كل إنجاز بدءًا من القضاء على العشوائيات ومحاربة مرض فيروس «سى» مرورًا بمشروعات الطرق وأنفاق سيناء واستصلاح الأراضى الزراعية وتشييد المصانع، وصولا إلى انخفاض معدلات التضخم إلى 7.6% وتراجع البطالة إلى 8.1 % والخسارة المتلاحقة للدولار في مقابل الجنيه المصرى.
غير أن الإنجاز الأهم كان فرض سلطة القانون واستعادة الأمن بعد أن عمت الفوضى البلاد، ومد أذرع الدولة المصرية شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، عبر حصافة وفصاحة الدبلوماسية المصرية، وسيوف وحراب بواسل أقدم جيوش الأرض والأقوى على الإطلاق في الشرق الأوسط.
ولم تزد تلك الإنجازات أعداءنا إلا حقدًا وغلًا، حتى يفقد المصريون ثقتهم في عماد دولتهم، لكن غالبية المصريين اصطفوا وراء دولتهم ورئيسهم.
أفلح الرئيس عندما رد على الأكاذيب والشائعات، فقد قطعت كلماته القوية ألسنة الحاقدين ووجه عدة رسائل خشنة لكل من يفكر المساس بأمن مصر ومصالحها العليا سواء بمقدراتها وثرواتها الطبيعية من غاز ومياه، أو بحدودها ومناطق نفوذها الحيوية غربًا وشرقًا، عندما قال مؤكدًا إننا نمتلك أقوى جيش في المنطقة، وأننا ربما نخفى جانبًا من قوته حتى يتفاجأ بها الأعداء.
إن لدى عبدالفتاح السيسي مشروعًا حقيقًيا لبناء دولة حديثة قوية ومعاصره لا يقل عن مشروع محمد على باشا، نتلمس ملامحه فيما أنجزه ويتحرك نحوه والذى بدأ بإعادة بناء جيش هو الأقوى في منطقتنا، وبناء نظام اقتصادى جديد، ثم تشييد عدد هائل من المشروعات وبالتوازى مع ذلك إعادة بناء الأمة تعليميًا وصحيًا واجتماعيًا، ويتوج كل ذلك مشروعه لتجديد الخطاب الدينى الذى يبدو مصممًا عليه رغم الحرب الضروس الدائرة خلف الكواليس، ويستبين ذلك في قوله «للأسف أهل الدين ما زالوا لا يشعرون بوجود مشكلة في الخطاب الدينى»، ثم قوله إن الدين ليس كل شيء لكنه جزء من كل الأشياء أى أن إصلاح الخطاب الدينى جزء من المشروع الثقافى والفنى والمعرفى لدولة الثلاثين من يونيو والذى من أجله تبنى أكبر مدينة في العالم للفنون والثقافة. 
أقوى ما في الرئيس أنه مع استخدامه عبارات الحزم والحسم والقوة في توجيه الرسائل لأعداء الأمة، فقد استخدم مع المصريين الذين آمنوا بمشروعه وصدقوه، جناح الرحمة والتواضع عندما خاطبهم قائلًا «للذين يدعون لى في بيوتهم أقول ابنكم شريف وأمين وحافظ للعهد».