يعد مركز التميز في مجال أبحاث ودراسات المياه بجامعة الإسكندرية، والذى تم إنشاؤه بالشراكة مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، أكبر مشروع ممول في تاريخ جامعة الإسكندرية بواقع ٣٠ مليون دولار، والهدف من إنشاء هذا المركز هو إجراء أبحاث علمية مشتركة، وتدريب وتأهيل الكوادر العلمية، وإنشاء برامج علمية مشتركة، ومراكز استشارية في هذا التخصص، الذى يتوافق مع الإستراتيجية القومية لخطة التنمية المستدامة للدولة «رؤية مصر ٢٠٣٠».
وكشف الدكتور ياسر الشايب، مدير مشروع إنشاء مركز التميز للمياه بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، عن تفاصيل المشروع الذى يهتم بالمياه من خلال العمل مع التعليم العالى والتعليم ما بعد الجامعى والبحث العلمى في مجال المياه.
وأضاف «الشايب»، «أننا نتعامل مع ٥ جامعات مصرية من بينها جامعة الإسكندرية، وهى الشريك الأساسى و٤ جامعات أمريكية بخلاف الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالإضافة إلى وزارة التعليم العالى ووزارة الموارد المائية ووزارة الزراعة، وأن كل هؤلاء يتعاونون لتخريج خريج من الجامعات المصرية مؤهل لحل مشكلات المياه الموجودة في مصر، والتى تتمحور حول مشكلات تحلية المياه ومعالجة المياه وترشيد الاستهلاك للمياه في الزراعة والمنازل، وكيفية نسب الفرد من المياه في مصر ٦٥٠ مترا مكعبا في السنة، إيجاد حلول للمياه».
وأشار إلى «أن مصر من ١٠ سنوات دخلت في مرحلة تحت الحد، ما يسمى بالفقر المائي، وأن الأمم المتحدة حددت نصيب كل فرد في العالم من المياه ١٠٠٠ متر مكعب في السنة، هذا هو الحد اللازم للمعيشة الآمنة، وأن هذا بالنسبة إلى العالم يصنف على أنه حد ما يسمى بالفقر المائي، وأننا نعمل من خلال المركز على تحسين المصادر التقليدية الموجودة في مجال المياه».
عن طريقة الالتحاق بالمركز، قال: «من خلال الإعلانات ومسابقة يتم الإعلان عنها في الجرائد والمواقع الإلكترونية والطلبة يتقدمون إليها، ثم يتم اختياره ودعمه في الدراسة، والتى تستغرق مدة الدراسة فيها ٤ سنوات، ويتم التحاق الطلاب من إعدادى هندسة، وتمنح له شهادة مهندس مدنى تخصص هندسة مياه، على أن تبدأ الدراسة في المركز من العام الدراسي ٢٠٢٠/ ٢٠٢١، وأنه خلال عام سيتم التجهيز لبداية الدراسة».
وبشأن المناهج، قال مدير مشروع إنشاء مركز التميز للمياه بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، «إن مجموعة من الأمريكان متواجدون في مصر من الفترة ٩ سبتمبر إلى ٢٧ سبتمبر من أجل زيارة عدد من الجامعات المشاركة في المشروع، بهدف تحديد الاحتياجات للمناهج التعليمية في مصر لمعرفة المناهج المطورة».
ومن جانبها، قالت شيرى كارلين، مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تفخر بدعم مركز التميز، الذى سيستفيد منه جيل من الطلاب المصريين، الذين سيصبحون قادرين على تطبيق مهارات التفكير النقدى والمعارف في أبحاثهم وعملهم في المجالات المتعلقة بالمياه»، وأضافت «سيتم تجهيز هؤلاء الطلاب للتوصل إلى الحلول التطبيقية لتحديات المياه المستقبلية في مصر».
فيما أكد رئيس الجامعة الأمريكية فرانسيس ريتشياردوني، أن مركز التميز في المياه، أحد ثلاثة مراكز تميز ممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالتعاون مع وزارتى التعليم العالى والبحث العلمى بمصر، حيث قال: نحن، بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، فخورون للغاية بفرصة التعاون مع جامعات مصرية وأمريكية متميزة، بالإضافة إلى المراكز البحثية والقطاعات الخاصة والوزارات لإنشاء مركز التميز في المياه، والذى يدل على تأثير الجامعة الأمريكية بالقاهرة على مشهد التعليم العالى والبحث العلمى في مصر، حيث تلعب دورًا محوريًا في هذا المشروع في التعاون بين المؤسسات المصرية والأمريكية، فقد تمكنا من الشراكة مع جامعة تمبل وجامعة أوتا وجامعة واشنطن ستيت وجامعة كاليفورنيا وجامعة سانتا كروز لإنشاء مركز التميز في المياه وإتاحة التبادل الأكاديمى والبحثي.
وفى سياق متصل، أكد الدكتور عصام الكردي، رئيس جامعة الإسكندرية، أن الجامعة تولى دائمًا اهتمامًا كبيرًا بالشراكات العالمية، ولهذا السبب أسست جامعة الإسكندرية مركزًا متميزًا بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) مع اتحاد من الجامعات الأمريكية والمصرية، بالإضافة إلى الأطراف الأخرى داخل مصر وخارجها ذات الصلة.
وأضاف «الكردي» أن المركز يصبو إلى التركيز على قضية المياه، والتى تعد أحد التحديات المهمة التى تواجه الدولة المصرية من خلال ثلاثة عناصر رئيسية هي: التعليم والبحث والبرامج التدريبية مع المؤسسات العالمية، مشيرا إلى أن البرامج تنطوى على برامج على مستوى الدراسات العليا وورش العمل والبرامج التدريبية، والمنح البحثية وتمويل المنح الدراسية للبحوث التطبيقية في مجال المياه، وتبادل البرامج بين الجامعات الأمريكية والجامعات المصرية مع أكثر من ٣٥٠ طالبا مشاركا، كما سيركز المركز على تحفيز التغيير المستدام طويل الأجل في قطاع المياه من خلال تحسين إدارة موارد المياه في مصر ووضع سياسات فعالة لمكافحة تحديات المياه، فضلا عن مساعدة الحكومة في رؤيتها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) وتحسين نوعية الحياة تماشيا مع رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي لتحقيق الرؤية المصرية ٢٠٣٠.
فيما أكد الدكتور عبدالعزيز قنصوة، أن محافظة الإسكندرية مدينة حضارية وتعد تاريخيا أول عاصمة لجمهورية مصر العربية، وتمتلك ثراثا تاريخيا فريدا من نوعه، وأشار قنصوة إلى أن قضية المياه تعد من أخطر القضايا التى تواجهها مصر، لذلك تم إنشاء ذلك المركز بغية إعداد أبحاث ودراسات علمية وممنهجة لحل تلك القضية، وأن قطاع المياه يواجه العديد من التحديات في جميع قطاعات التنمية التى تتنافس فيما بينها على المياه العذبة، بالإضافة إلى أن تلوث الموارد المائية يشكل تهديدًا خطيرًا للتنمية المستدامة.
