الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من أجل الوعي المصري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال أحدهم ذات مرة في إعلامهم المسمم: «إن الدولة شر لا بد منه»!
وعلى الرغم من قساوة تلك الجملة على الأذن، ولكنها ليست جملة عادية فحسب، بل هذا هو نهجهم الشرير، فكيف للجراد أن يستطيع التعايش بين أركان دولة! يتناول إعلامهم أمور الدولة - فقط - للعزف على أوتار آلام المواطن البسيط.
كان من الممكن جدًا ألا يستعرض الرئيس الكلمات الآثمة التى يقذفون بها جدران دولتنا، وكان من الممكن أن يترفع عن الرد على تلك الادعاءات، متجاهلا خفافيش الظلمة وتظل الدولة بمنأى عنها.
ولكن بين ثنايا ذلك الترفع وبراثن تلك الحرب النفسية مستخدمين الإعلام المرئى ومواقع التواصل الاجتماعي، يتعرض وعى المواطن المصرى لأكبر عملية اغتيال معنوى بل احتيال؛ لذا فلا خيار بين كبرياء الدولة ووعى المواطن المصرى الذى يحظى بقيمة كبيرة واهتمام السيد الرئيس.
فلا شك، أن جميعنا يتأثر بمكسبات الطعم والرائحة التى تجعل فيديوهات السوشيال ميديا شهية لعقولنا، الجميع يتأثر ولكن بنسب متفاوتة، كلنا نتأثر حتى ببعض التراكمات في العقل الباطن أو اللاوعي.
ومن ثمّ، جاءت ردود السيد الرئيس في المؤتمر الثامن للشباب، بكلمات بسيطة وسهلة لتجد طريقها لكل فئات الشعب، دفاعًا عن وعى المواطن المصرى لا دفاعًا أو تبريرًا عن نظام ودولة اتسمت بالشرف والعفة منذ أن ولدت من أرحام الثورات والتوترات والأزمات والأوقات العسيرة.
لعلنا ندرك تلك التضحية التى جعلت الدولة المصرية متمثلة في رأسها، تفسح الوقت وتتنازل لترد على تلك الادعاءات الرثة وتدافع عن الوعى المصري، لأنه ذلك هو كل ما يهمها في معركة الوعى، وفى ظل حروب الجيل الرابع والخامس التى تستهدف زعزعة استقرار الدول بالحيل النفسية والإعلامية.
ولا سيما، أنه في ظل النمو السريع للاقتصاد المصرى، وانتعاش الحالة الاستثمارية في الدولة، مما يكثر من أعداء مصر ونجاحها، لتزداد ضراوة تلك الحروب.
ومن هنا علينا جميعًا، أن نكمل ما بدأته الدولة من مجهودات من أجل إنقاذ الوعى المصري، ونفتح صندوق الإبداع وإعمال العقل، وفضح كل الأكاذيب والشائعات، كل في مجاله، وكل في موقعه، حتى وأن نصنع مبادرة وائتلافا شبابيا من المتخصصين، لفضح أدوات تلك الحرب، وكيف يتم تصنيعها، وكيف يتقبلها العقل، وكيف تصبح شيقة وجذابة لكل مستخدمى السوشيال ميديا.
فإن كانت الدولة المصرية بدأت بتقديم المعالجة الأولى لتلك السلسلة من الحروب واللبنة الأولى في دحرها، علينا جميعًا أن نكون متطوعين في تلك الحرب الضارية حتى لا تنال من دولة قررت أن تبقى وستبقى رغم أنف الشر.