يجب علينا جميعًا أن ندرك أن إفلات مصر من فوضى الجحيم العربى المسمى زورًا بالربيع العربي.. أصاب المتآمرين بالإحباط والتخبط والجنون.. وأنهم لن يكفوا عن النيل منها ومن استقرارها وأمنها.. ليحققوا مخططاتهم وأغراضهم الدنيئة.. التى سعوا إليها منذ سنوات طويلة.. ولكنهم فشلوا وتحطمت مخططاتهم على صخرة تماسك شعب مصر ووعيه وإدراكه لأغراض المتآمرين.. ولكى نفوت الفرصة عليهم ونسكت أصواتهم ونحبط مخططاتهم للابد.. لا بد أن نلتف حول قيادتنا وحكومتنا ونقف وراءها.. حتى تمر هذه الرياح الخبيثة.. وحتى لا نكون مثل من انخدعوا بالشعارات البراقة والوعود الكاذبة.. فغرقوا في بحور الفوضى والتناحر والاقتتال.. ولا أحد يجهل ما يدور حولنا من حروب وصراعات أدت إلى تفكك دول شقيقة كانت مستقرة تنعم بما مَنَ الله عليها مِنْ خيرات.
إن مصر مستهدفة من قوى الشر والظلام.. ولكنها عصية عليهم بفضل وعى شعبها وقوة جيشها.. وستظل عصية على الأعداء والمتآمرين ولن تركع أمام أحد إلا الله.. ولن تستسلم لتلك الدعوات الهدامة.. ولن تنهزم في هذه الحرب القذرة.. ولن ينال منها الخونة والمتآمرون.. لقد نجت مصر مما خطط لها من فوضى وانقسام.. وبدأت الدولة تسترد عافيتها.. وتمضى في طريق الاستقرار والتنمية.. ولن يسمح الشعب بالفوضى مرة أخرى.. بعدما عاناه من خوف وقلق وبلطجة وانعدام أمن وتعطل العمل وتوقف الإنتاج وغلاء السلع والخدمات.. ونحن الآن في اختبار حقيقى وصعب.. إما أن ننساق وراء الشائعات المغرضة.. ونهدم بلدنا بأيدينا.. وهذا ما يتمناه المتآمرون والخونة.. وإما أن ننجح في الحفاظ عليها والنهوض بها.. لنحبط مخططاتهم ومؤامراتهم.. لأن ما نعانيه من أزمات في كل شيء.. وما نراه من سلوكيات غريبة على المصريين.. كان نتيجة للفوضى والبلطجة والخلافات والصراعات.. والمخططات التى رسمها أعداء الوطن ونفذها عملاء وخونة من بيننا.
هل خلف الربيع العربى ورودًا وأزهارًا ونعيمًا ورفاهية واستقرارًا؟.. أم خلف دماء ودمارًا وخرابًا وصراعات وانقسامات؟.. لقد سارت الشعوب العربية وراء تلك الدعوة الخبيثة المغلفة بوعود براقة.. والتى أعدت في المطبخ الغربي.. فمنهم من أدرك خبث تلك الدعوات وسرعان ما أفاق من غفوته وعاد إليه رشده.. فكسب نفسه وحفظ بلده.. ومنهم من سار خلفها ففقد نفسه وخسر بلده.. ولم يجن من ورائها سوى الضياع والخراب.
ما هو هدف المحرضين في الخارج والداخل؟ هل هو زعزعة أركان الحكم وإشاعة الفوضى وزرع الفتنة وشق الصف لإسقاط الدولة؟.. أم تأليب الشعب على النظام ليثور ضده؟.. لاشك أن هذا التحريض يؤثر في بعض النفوس الضعيفة.. لكن غالبية الشعب وعت الدرس جيدًا.. وعرفت أن أهداف المحرضين المتآمرين ليست لصالحهم ولا من أجلهم.. وإنما من أجل مزيد من الفوضى والخراب.. ومزيد من الأزمات وعدم الاستقرار.
لن أذكركم بتلك الأيام والليالي.. التى كنا لا نستطيع فيها الخروج من بيوتنا.. وإذا خرجنا.. فإننا لم نكن نأمن على أرواحنا وأموالنا.. لقد كنا جميعا نأمل في إزاحة الرئيس السابق حسنى مبارك الذى طال حكمه لأكثر من ثلاثين عامًا لدرجة أن أكثر من نصف الشعب المصرى وهم الشباب.. لم يعاصروا إلا رئيسًا واحدًا للبلاد.. وقد أدى طول فترة حكم حسنى مبارك إلى خلق شعور عام لدى المصريين بالإحباط وفقدان الأمل في التغيير.. ولكن عندما هب الشعب التونسى في وجه رئيسه بن على الذى ظل جاثمًا على صدورهم سنوات طوال.. وأجبروه على التخلى عن السلطة والفرار.. تشجع المصريون وخرجوا للشوارع واعتصموا في الميادين ولم يتزحزحوا إلا بعد خلع الرئيس مبارك ونظامه من الحكم.. إلى هنا كانت الأمور جيدة وعلى ما يرام.. وتحقق أمل المصريين في التغيير.. ولكن ما جاء بعد ذلك.. كان أسوأ ما مرت به مصر في العصر الحديث.. انفلات أمني وبلطجة وسرقة وسطو وقتل وانعدام أمن.. واقتحام سجون وتهريب مساجين واختراق حدود ودخول مجموعات إرهابية إلى البلاد.. ونشطت مخابرات الدول التى تستهدف زعزعة مصر وإسقاطها وإغراقها في بحور الفوضى والعنف.. وصاحب ذلك صراع بين التيارات السياسية والدينية للوصول إلى الحكم.. وعمت الفوضى البلاد وتعطلت مؤسسات الدولة وأنهار الاقتصاد.. لدرجة أن معظم أفراد الشعب كفروا بالثورة.. وتمنوا لو أنهم لم يقوموا ضد الرئيس مبارك.. لأنهم أدركوا أن ما يجرى ليس لصالحهم.. وإنما لخراب بلادهم ودمارها.
ولولا تماسك الشعب وقوة جيشه.. ما كنا عدنا إلى الطريق القويم.. بعد أن ضللناه وفقدناه.. فلا تنساقوا وراء الشائعات والدعاية المغرضة والحروب الخفية والمعلنة التى تستهدف استقرارنا وأمننا.. فالحرب ضدنا ليست حربًا عسكرية نظامية مباشرة ومعلنة.. وإنما هى حرب شائعات ومعلومات وأفكار موجهة وسموم مبثوثة.. من خلال الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة.. تديرها مخابرات دول وجماعات موتورة.. هدفها بعد أن فشلت في جعل مصر مثل بلدان أخرى منقسمة وطوائفها متناحرة.. أن تبث سمومها بيننا لنظل في حالة انعدام وزن وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية.