أكد وزير الشئون الاجتماعية اللبناني ريشار قيومجيان، أن لبنان سخّر كل قدراته لاستقبال النازحين السوريين جراء الحرب، غير أنه لا طاقة له للاستمرار في استضافتهم، مشيرا إلى أن لبنان أصبح البلد الأول في العالم من حيث حجم النازحين الذين يتواجدون على أرضه مقارنة بعدد سكانه.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الشئون الاجتماعية اللبناني، اليوم، لوزير التعاون الإنمائي الدانماركي راسموس براين والوفد المرافق له، حيث تناولت المباحثات ملف النزوح السوري في لبنان وتداعياته وسبل تحقيق عودة النازحين إلى بلادهم.
واعتبر الوزير قيومجيان أن عودة النازحين السوريين إلى وطنهم أصبحت أمرا ملحا للغاية، وذلك في ضوء التداعيات السلبية المتفاقمة على المجتمع اللبناني المضيف، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي وكذلك الدول المانحة مطالبين ببذل المزيد من الجهد لتحقيق هذه العودة بصورة سريعة دونما انتظار التوصل إلى الحل السياسي في سوريا.
ودعا وزير الشئون الاجتماعية اللبناني - المجتمع الدولي إلى تقديم دعم أكبر للمجتمع اللبناني المضيف للنازحين، لافتا إلى أن أزمة النزوح السوري استهلكت البني التحتية للبنان وأنهكت قطاعات الصحة والتعليم والطاقة والمياه.
يشار إلى أن الأرقام الرسمية الصادرة عن الدوائر اللبنانية والأممية تفيد بوجود قرابة مليون و 300 ألف نازح سوري داخل الأراضي اللبنانية، ويتحصلون على مساعدات من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، غير أن مسئولين لبنانيين يؤكدون أن العدد الفعلي يتجاوز ذلك الرقم ليتراوح ما بين مليون ونصف المليون وحتى 2 مليون نازح.
ويعاني لبنان من تبعات اقتصادية كبيرة جراء أزمة النزوح السوري، حيث يعتبر البلد الأكبر في العالم استقبالا للاجئين مقارنة بعدد سكانه الذي يقترب من 5 ملايين نسمة.
وكانت روسيا قد أطلقت خلال العام الماضي مبادرة وصفتها بأنها "استراتيجية" لإعادة النازحين السوريين من الدول المضيفة، وتحديدا دول الجوار السوري المتمثلة في لبنان والأردن والعراق وتركيا، باعتبار أن تلك الدول يتواجد بها العدد الأكبر من النازحين السوريين جراء الحرب السورية، وأعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة تبنيها لهذه المبادرة كأساس لعودة النازحين، غير أن المبادرة لم تبدأ العمل بصورة فعلية حتى الآن.