أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على الأشخاص الذين يدعمون ويوفرون المساعدات لـ "حزب الله" في لبنان، بصرف النظر عن دينهم وطائفتهم وانتمائهم، مشددا على أن بلاده لا تستهدف الطائفة الشيعية وإنما تستهدف فقط حزب الله.
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي - في حديث لصحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن) اللبنانية في أعدادها الصادرة اليوم الخميس - إن العقوبات الأمريكية على إيران كان لها أثر كبير على حزب الله، من ناحية الرواتب والتمويل.
وأشار إلى أن (حملة العقوبات القاسية) التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، تستهدف الحديث مع إيران، وجعل الأخيرة تتصرف كدولة طبيعية، بمعنى ألا تقوم بتطوير الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، ولا تزعزع استقرار المنطقة بما فيها استقرار 4 دول عربية.
وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل اتباع سياسة فرض أكبر قدر من الضغط على إيران، مشددا على أن هذه السياسة تؤتي ثمارها، معربا عن اعتقاده أنه - خلال الأشهر القليلة المقبلة - ستزداد الصعوبات المالية على الحكومة الإيرانية.
وأضاف: "نحن لا ننظر إلى خوض حرب مع إيران، ولا نستهدف تغيير النظام في إيران، نحن نريد فقط تغييرا في السلوك الإيراني".
واعتبر أن وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل (في ضوء قرار مجلس الأمن 1701 الصادر في أعقاب حرب عام 2006) يزداد ضعفا وهشاشة يوما بعد يوم، في ضوء زيادة القدرات التكنولوجيا لحزب الله واستقدام الحزب المزيد من الأسلحة المتطورة.
وعقّب شينكر على حديث نصر الله الأخير الذي أعلن فيه الولاء التام لمرشد الجمهورية الإيرانية وتقديمه على كل الأولويات قائلا: "إذا كان المرء وطنيا لبنانيا، فإن الأولى هو خدمة مصالح لبنان أولا".. مضيفا: "حزب الله يتحرك كميليشيا باستقلالية، ويتصرف كسلطة مستقلة في لبنان، وذلك بناء على أوامر من (طهران) ولكننا نأمل أن لبنان يمارس سيادته كدولة، ولا أن يكون هناك دولة من ضمن الدولة وميليشيا بإدارة طهران يمكن أن تتسبب في حرب مع إسرائيل من دون إذن الحكومة اللبنانية".
واستبعد شينكر أن تجرى مفاوضات أمريكية مع حزب الله على غرار الدخول في مفاوضات مع حركة (طالبان) في أفغانستان و(الحوثيين) في اليمن، مشيرا إلى أن (طالبان) و(الحوثيين) كانوا جزءا من المشكلة، ولا بد أن يكونوا جزءا من الحل، غير أنه لا يري في حالة لبنان أي أمل أو ميل للتفاوض مع حزب الله.
وفي ما يتعلق بالوضعين المالي والاقتصادي للبنان قال: "لا أحد يريد أن ينهار الاقتصاد اللبناني، ولكن لبنان لم يساعد نفسه حتى الآن لتخطي الأزمة أو حتى مواجهتها، وإذا كان البعض يعتبر أن العقوبات الأمريكية تزيد الوضع الاقتصادي سوءا، فيجب أن يعرفوا أن الولايات المتحدة تساعد لبنان اقتصاديا بنحو 500 مليون دولار سنويا ، وليست العقوبات هي من يضرب الاقتصاد اللبناني، فحتى قبل فرض عقوبات على أحد البنوك اللبنانية الداعمة لحزب الله، خسر لبنان تصنيفه العالمي من قبل اثنتين من أهم مؤسسات التصنيف في العالم، فلا أعتقد أن هذه العقوبات لها أثر سلبي على الاقتصاد".