يعلم المتآمرون أن قوة مصر من قوة جيشها.. وأنهم لن ينالوا منها إلا بالنيل من جيشها.. ولذلك يحاولون بشتى الطرق.. إضعافه وشق صفه وزعزعة ثقة المصريين فيه.. ليتمكنوا من تحقيق مخططاتهم الخبيثة.. ولكنهم لن يفلحوا مهما حاولوا.. لأن المصريين يعلمون قدر جيشهم.. ويثقون فيه ثقة عمياء.. فهو الحصن الحصين والسد المنيع وحائط الصد الذى تنكسر عليه هجمات الأعداء.. والتاريخ يشهد أن أزهى فترات ازدهار مصر.. هى التى كان لها فيها جيش قوى منظم.. وأحلك فتراتها.. هى تلك التى كانت فيها مصر بلا جيش.. أو أصاب الوهن جيشها.
ويشهد التاريخ أيضا أن أقدم الجيوش النظامية التى تم تشكيلها في العالم.. هو جيش مصر الذى جمعه الملك مينا.. ليوحد به شطرى مصر الشمالى والجنوبى في كيان واحد.. وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق جند مصر.. فقال.. «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض فقال له أبوبكر الصديق رضى الله عنه ولم ذلك يارسول الله؟ قال: إنهم في رباط إلى يوم القيامة».. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة».. وقال صلى الله عليه وسلم.. «ستكون فتنة أسلم الناس فيها.. أو قال لخير الناس فيها.. الجند الغربي» قاصدا عليه الصلاة والسلام بالجند الغربي.. جنود مصر.. لأنهم من ناحية الغرب للمدينة المنورة.. وقال صلى الله عليه وسلم.. «مصر كنانة الله في أرضه، ما طلبها عدو إلا أهلكه الله».. وشهد لها نبى الله يوسف عليه السلام بالامن والأمان في كتاب الله المبين.. قال تعالى «فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» صدق الله العظيم.
والحقيقة المؤكدة التى لا ينكرها إلا حاقد أو متآمر.. أنه لولا جيش مصر.. ما كان الاستقرار الذى ننعم به.. وما كان الأمن الذى يعم البلاد.. وكنا أصبحنا كسوريا وليبيا واليمن والعراق وغيرها من البلدان العربية التى تعانى من الفتن والانقسامات والحروب الطائفية والعرقية والمذهبية.
فعندما هبت رياح التغيير على المنطقة العربية فيما عرف زورا بالربيع العربي.. وعمت الفوضى معظم بلدان المنطقة خاصة بعد سقوط الأنظمة الهشة الحاكمة وغياب السلطة وانعدام الأمن والاستقرار.. وأصبح كل إنسان غير آمن على نفسه وعرضه وماله.. سارع الجيش بالنزول إلى الشارع.. وأعاد الاستقرار للشارع وحقق الأمن للمواطنين.. دون أن يطلق رصاصة واحدة.. والتحم مع الشعب حتى مرت تلك الفترة العصيبة على خير.. وعادت مؤسسات الدولة إلى العمل.
والجيش المصرى ليس جيش مرتزقة مكون من مختلف الجنسيات.. ولكنه مكون من إخوتنا وأبنائنا من مختلف محافظات مصر.. يؤدون ضريبة الدم.. حاملين أرواحهم على أكفهم.. على استعداد ببذلها فداء لمصر وأرضها.
ولمن يقولون إن مكان الجيش على الحدود وينتقدون دخوله مجال الاستثمار والأعمال المدنية.. فهم يجهلون أن الجيش ليس كله حرس حدود.. والجيش كله ليس داخلا في مجال الاستثمار.. فكل فرع من فروع الجيش يعرف مهامه جيدا.. وفروع معينة هى التى تدخل مجال الاستثمار لامتلاكها القدرة الفنية والمقدرة الاستثمارية والقوة البشرية المنضبطة والملتزمة.. ودخول الجيش المصرى مجال الاستثمار ليس بدعة ولا سابقة بين جيوش العالم.. فأقوى جيوش العالم وهو الجيش الأمريكي.. يستثمر في مختلف مجالات الاستثمار.. وجيوش الصين والهند وباكستان وتركيا ومعظم جيوش العالم تستثمر في معظم الأعمال المدنية في بلادها بما تملكه من إمكانيات وقدرات اقتصادية وبشرية هائلة.
إن دخول الجيش مجال الاستثمار وقت السلم ضرورة يفرضها الواقع.. فهو يثبت البنية التحتية للبلاد لتكون قوية وثابتة في حالة اندلاع الحرب.. كما أن دخول الجيش مجال الاستثمار يساعد على اكتفائه الذاتي.. فيستطيع شراء أحدث الأسلحة وتنفيذ أفضل برامج التدريب وتوفير إعاشة جنوده ورعايتهم صحيا.. والفائض يدخل ميزانية الدولة.
إن من يشكك في نزاهة وإخلاص جيش مصر وكفاءته.. خائن وعميل ومتآمر.. ولن ينجح في مسعاه.. لأننا في مصر نثق في جيشنا وندعمه.. ولن ننساق وراء محاولات المتآمرين والخونة.