يخطئ من يتصور أن الولايات المتحدة ستظل تعيث فسادا فى الأرض زمنا طويلا.. فدورة الحضارات آتية لا محالة وستغرب شمس أمريكا خلال العقدين القادمين على أكثر تغيير وستتغير خريطة العالم ويبدأعهد جديد الغلبة فيه للشرق ومعه الجنس الأصفر وسيصاحب هذا الأمر نهضة غير مسبوقة فى قارتنا السمراء الجميلة التى آن الآوان لكى تنعم بشىء من الرفاهية والاستقرار بعد قرون من الفقر والاستعباد والاحتلال والاستغلال لكل مواردها بكل وقاحة من الغرب وأذنابه. إنه التاريخ يا سيدى الذى يمضى بين السنوات ليجوب العالم ويضع بصمته فى كل مكان.. فما كان بالأمس قد لايكون اليوم أو غدا. وقد حسمها القرآن الكريم بكل وضوح عندما قال المولى عز وجل.. وتلك الأيام نداولها بين الناس. والمتتبع لدورة التاريخ لن يجد غرابة فى ذلك.. فأين الحضارات السابقة التى كانت تحكم العالم وتملأه حياة ونورا.. أين الحضارة الفرعونية والأشورية والفينيقية وغيرها؟ بل أين الحضارة الإسلامية وفتوحاتها الكبيرة التى أنارت العالم من الظلام؟. إنها تعاقب الحضارات ودورتها التى تحدث كل فترة ولا يستطيع أحد إيقافها. ومع قدوم القرن الحادى والعشرين وما شاهده من أحداث عجيبة ومتلاحقة لم تقدم فيها الدول الكبرى الاستقرار والأمان للعالم بل على العكس تماما لعبت دور الشرطى والبلطجى فى آن واحد.. فانقسم العالم وزاد الشقاء واختفى الاستقرار وغاب الأمان.. ووسط هذا الزحام الشديد بدأت دول جديدة تضع قدميهاعلى سجادة الكبار بل نجحت فى سحب البساط من تحت أقدامهم فى هدوء غريب ذهل له العالم. فتحول الصين من الشيوعية إلى نظام متفرد يفسح المجال للرأسمالية المنظمة لتعمل فى تناغم عجيب مع شيوعية القرن الواحد والعشرين دون حدوث تصادم بين النظامين. وقهرت الصين الرأسمالية العالمية التى كانت تتوقع لها السقوط المروح فى أوائل التسعينيات مثلما حدث للاتحاد السوفيتى ودول الكتلة الشرقية التى اتجهت غربا وبات أعداء الأمس أصدقاء اليوم.. لكن الروس خرجوا من العباءة السوفيتية سالمين لم ينل منهم زلزال البروسترويكا بل على العكس تماما نجحوا فى تجاوز المطبات السياسية والاقتصادية والتى زادتهم صلابة، ويظهر ذلك واضحا فى تفوقها على المعسكر الغربى سواء فى منطقة القرم التى تعد استيراتيجية للروس فى مواجهة أمريكا وأتباعها.. كما لعب الروس دورا مهما وحيويا ولا يزالون فى سوريا وحرموا إسرائيل وتركيا وأمريكا من تفتيت سوريا.. وفى المقابل رمت الصين بكل ثقلها فى القارة الأفريقية لتمنع الدول الغربية من الانفراد بها والاستمرار فى نهب ثرواتها وبدأت اليابان تمضى فى نفس الطريق. ويبقى الشىء الأهم فى هذا الجانب يتعلق بالسياسة المصرية وعودتها بقوة إلى الساحة الأفريقية والتأثير فيها بشكل عملى بعيدا عن الوعود البراقة والكلام المعسول.. فأصبحت مصر تشارك بشكل مباشر فى تنمية الدول الأفريقية حتى قبل توليها رئاسة الاتحاد الأفريقى هذا العام.. فها هى تقيم سدا مهما فى تنزانيا ناهيك عن المشروعات المشتركة مع عدد من دول القارة وإرسال البعثات الطبية والمعونات واستضافة المؤتمرات التى من شأنها أن تضع القارة السمراء على الطريق الصحيح وغير ذلك الكثير. كل هذا يحدث فى الوقت الذى خرجت فيه بريطانيا شريكة الأمريكان فى الماسونية العالمية خرجت من الاتحاد الأوروبى (البريكست) وتعانى من تفكك داخلى ومشكلات سياسية واقتصادية بسبب هذا الخروج.. وحليفتها أمريكا دخلت فى حروب تجارية مع دول كثيرة أبرزها الصين على أمل إيقاف التمدد الاقتصادى الصين حيث ميزان المدفوعات بين البلدين يميل إلى الصين بأكثر من ٤٠٠ مليار دولار. ورفضت اليابان مؤخرا الاستجابة للشرطى الأمريكى والانضمام للأسطول الأمريكى فى حماية ناقلات البترول فى مضيق هرمز والخليج العربى من قرصنة السفن الحربية والزوارق الإيرانية السريعة.. وستقوم اليابان بتغيير دستورها من جديد لتكوين جيش هجومى وامتلاك أسلحة هجومية بعد أن كان الدستور الذى ولد بعد الحرب العالمية الثانية يمنع ذلك. كل هذه المؤشرات وغيرها الكثير سوف تساهم فى تغيير الخريطة العالمية من جديد وينتظر أن تظهر تحالفات جديدة تلعب فيها الصين وروسيا والهند دورا مهما فى عالم جديد سوف يشهد ظهور قوى جديدة وتراجع أخري.. وأكبر ما يهمنا فى هذا السياق هو المستقبل المشرق الذى تنتظره قارتنا السمراء بعد انتهاء الجيل الرابع من الحروب والحرب بالوكالة التى ابتدعتها الماسونية العالمية ممثلة فى مثلث الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل. والله من وراء القصد.
آراء حرة
الشرق قادم ولا عزاء للأمريكان!
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق