الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

حكايات «هيكل» عن أسرتي محمد علي ورضا بهلوي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ثورة الخميني بدأت بالتناقضات ولم تنته حتى هذه اللحظة.. تحولت إلى ظاهرة شيعية محاصرة في البلاد
سنة كاملة ضاعت في مشكلة الرهائن تحت شعار «إذلال الولايات المتحدة الأمريكية»
في كتابه الممتع والمهم «مدافع آية الله.. قصة إيران والثورة»، يكشف الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل، حكايات وأسرار من داخل قصر شاه إيران، إذ قدر له أن يلتقى بالشاه، ويجرى معه العديد من النقاشات والحوارات، والتى باح له فيها محمد رضا بهلوى عن أسرار لم يطلع عليها أحد من قبل أو على الأقل لم يروها عنه غير الأستاذ هيكل. 




كما قدر له أيضا قبل وبعد سقوط الشاه أن يلتقى بالخمينى وعدد من رموز نظامه في ذلك الوقت. كما يروى الأستاذ الكثير من التفاصيل الخاصة بعلاقة أسرة محمد على والأسرة البهلوية قبل زواج الأميرة فوزية، أكبر شقيقات الملك فاروق من محمد رضا بهلوى ولى عهد إيران في ذاك الوقت.
يقول هيكل في بداية الكتاب، إنه في شهر فبراير من عام ١٩٧٩، وعندما عاد الخمينى من منفاه في «نوفل لو شاتو» بباريس قاصدا طهران، لم يكن لدى أحد من المتابعين لمجريات الأحداث التى تجرى بوتيرة متسارعة ومنذرة بعواقب وخيمة أقلها انقلاب الأوضاع في إيران رأسا على عقب، خاصة بعد هروب الشاه محمد رضا بهلوى وعدد من رموز دولته، وبات واضحا للكثيرين أنه من المستحيل السيطرة على الأوضاع وعودة نظام الشاه للحكم مرة أخرى. وأن الخمينى استولى على مقاليد الأمور وبات التغيير وشيكا.
لكن ما حدث لم يكن تغييرا بمعناه المعروف، بل كان محوًا لإيران الإمبراطورية الغنية بثرواتها وتراثها وفنونها وآدابها، وإعادة رسمها وتشكيلها على هوى الملالي، الذين هتفت الجموع في الشوارع وهم واهمون أن تغطية الثورة بغطاء الدين والهتاف باسم الإسلام سيحقق ما لم يكن متحققا في ظل نظام الشاه المنهار.
ورغم أن الوقت كان لا يزال مبكرا على الحكم على الثورة، إلا أن كثيرين كانوا يتوقعون ما آلت إليه الأحوال في السنوات التى أعقبت الثورة، ومنذ أن تولى الملالى مقاليد الحكم وحتى يومنا هذا.

يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل أن الثورة الإيرانية لم تستطع مواجهة بعض التناقضات الطبيعية التى اعترضت طريقها بأسلوب مستنير. وكان التخوف باديا منذ أول لحظة، بسبب الطبيعة الخاصة للعملية الثورية في إيران، ونوعية القيادة التاريخية التى تولت قيادتها.
منذ اللحظة الأولى للثورة كانت هناك مجموعة كبيرة من التناقضات الظاهرة للعيان منها:
أولا: التناقض بين رجال الدين ورجال السياسة، وتصورات ومفاهيم كلا الطرفين.
ثانيا: التناقض بين الذين قاوموا من الخارج ضد نظام الشاه والذين تحملوا جبروته وسطوته، وأيهما له الحق الأول وأيهما تكون له الكلمة النافذة.
ثالثا: التناقض بين فكرة الدين ـ وهى شاملة ـ وبين فكرة الوطنية ـ وهى محدودة.
رابعا: التناقضات بين الواقع الجديد في إيران والواقع في المنطقة من حوله.
خامسا: التناقض بين الأحلام والحقائق في العلاقات الدولية والإقليمية وحتى المحلية، وبالذات مشكلات الأقليات العنصرية في إيران.
سادسا: التناقض بين الجماعات الثورية والمؤسسات الدائمة في إيران، وفى مقدمتها الجهاز الحكومى وجهاز القوات المسلحة. إلى غير ذلك من التناقضات.
إن ثورة الملالى بدأت بالتناقضات ولم تنته حتى هذه اللحظة.
وإذا نظرنا إلى التناقض بين رجال الدين ورجال السياسة مثلا، يقول الأستاذ هيكل لقد اختفى مجلس الوزراء الأول الذى تولى الحكم كله بعد الثورة ـ «بازرجان»، «سنجابي»، «يزدي» إلى آخره!
وفى التناقض بين الخارج والداخل ـ مثلاـ عاد «أبو الحسن بنى صدر» ـ أول رئيس للجمهورية الإسلامية في إيران ـ إلى المنفى في باريس، وذهب «آية الله بهشتي» ـ أول رئيس للحزب الجمهورى الإسلامى إلى لحد في حديقة الزهراء، مثوى الشهداء قرب طهران!
وفى التناقض بين فكرة الدين وفكرة الوطنية ـ مثلا ـ وجدت الثورة الإيرانية نفسها تتحول من ظاهرة إنسانية إلى ظاهرة شيعية محاصرة في إيران. في التناقض بين الواقع الجديد في إيران والواقع الإقليمى مثلا ـ وجدت إيران نفسها في حرب مسلحة مع العراق.
في التناقض بين الأحلام والحقائق ـ مثلاـ ضيعت الثورة الإيرانية سنة كاملة في مشكلة الرهائن تحت شعار «إذلال الولايات المتحدة الأمريكية» أعدى أعدائها، ووجدت نفسها في معارك مع «الأكراد»، و«الأذربيجانيين» و«البالوش» وهم من مواطنيها.
وفى التناقض بين الجماعات الثورية والمؤسسات الدائمة وجدت الثورة نفسها عاجزة حتى عن حماية قادتها.

لقد تصور الملالى أنهم يستطيعون أن يحلوا جهاز الأمن السياسى وحرق ملفاته، ولكنهم عندما بدءوا يواجهون أعداءهم وجدوا أنفسهم بغير معلومات.. بغير ذاكرة.
وتصوروا أنهم ليسوا في حاجة إلى إدارة، ولكنهم اكتشفوا أنهم غير قادرين على التخطيط، فضلا عن التنفيذ في أى مجال من المجالات.
بدأ الملالى ثورتهم بالشعارات والأحلام والأوهام، لكن عندما جاءت مرحلة الحقيقة فظهرت مصاعب التغيير وأحيانا مستحيلاته، وحين يجيء مأزق التناقض بين الثورة والدولة. في هذه الحالة يكون أول الضحايا هم الأصدقاء الذين جاءوا إلى الثورة من خارج صفوفها، إذ وقع الخلاف بينهم وبين قيادات الثورة الحقيقية، وألقوا عليهم مسئولية التعثر ليس لأن القوى الثورية تبحث عن كبش فداء، ولكن لأن هذه القوى كانت لا زالت تحت تأثير أحلامها، ولم تكن قادرة على تصور أنه ليس كل الأحلام قابلة للتحقيق، فضلا عن مشكلة الإيقاع الزمنى اللازم للتحقيق.
الملالى لا يؤمنون بالحلول الوسط
يروى الأستاذ هيكل في كتابه، قصة اختطاف الطلبة الإيرانيين الرهائن الأمريكيين من مبنى السفارة الأمريكية واحتلالهم للمبنى، وكان من بين الخاطفين أحمدى نجاد، الذى تولى بعد عقود طويلة رئاسة الجمهورية، وشهد عهده قائمة طويلة من القمع والاعتداءات على المعارضين والذين يرفضون حكم الملالي.
التقى هيكل، وكما يقول في كتابه، بالطلبة خاطفى الرهائن الأمريكيين داخل مبنى السفارة الأمريكية بطهران؛ حيث دارت بين الأستاذ هيكل وهؤلاء الشباب مناقشات ساخنة، وكانت النقطة الرئيسية التى عادوا إليها دائما هى أن الإسلام يمثل الإجابة الوحيدة الممكنة على تحدى الغرب، ولم يكن هناك ما يشير إلى أن أيا منهم يعتنق الشيوعية.

يقول الكتاب إنه وعلى الرغم من عمق احترام الطلبة الإيرانيين الذى قاموا باقتحام السفارة الأمريكية واختطاف موظفى السفارة كرهائن لعبد الناصر ومصدق، فقد كانوا يشعرون أن هذين الزعيمين أكدا الفكرة القومية أكثر من تركيزهما على الإسلام، وأن هذا هو ما أدى بهما إلى تقبل الحلول الوسط التى تحفها المخاطر. وعبارة «حلول وسط» هى عبارة مليئة بأسوأ الإيحاءات بالنسبة للمرابطين داخل السفارة.
يؤكد «هيكل» أن من المعضلات التى اكتشفها في هؤلاء الطلبة، وهى نفسها المعضلة التى واجهت ثورة الملالى، تمثلت في الصراع بين العقيدة والطبيعة البشرية، بين الدين والتاريخ، وبين المطلق والنسبي.

إيران تطرد «الأفغاني».. وتابع له يغتال الشاه 
يقول هيكل في كتابه، إن من أعظم مفكرى الإسلام الذين يجلهم الملالى في إيران، والذى يرتبط اسمه برد الفعل لتحدى الغرب، ردا كان له أعمق الأثر وأبقاه، هو جمال الدين الأفغاني.. فالأفغانى (١٨٣٩ـ١٨٩٧)، سافر كثيرا إلى بلاد مختلفة مثل الهند وروسيا وفرنسا وإنجلترا، كما عاش فترات طويلة من حياته في القاهرة والقسطنطينية. وكان أينما حل «يرى أن العالم الإسلامى واقع تحت الضغط الأوروبي، وبالذات إنجلترا. وكان يرى أنه لا ينبغى على الدول الإسلامية أن تخشى الهجوم العسكرى الغربى المباشر (وإن كان ذلك بطبيعة الحال أدى إلى احتلال مصر) بقدر خشيتها من الأثر الهدام الخفى للفكر الغربي، عن طريق الآثار المخربة للمادية والعقلانية والجماعات التبشرية». فهذه المؤثرات كلها هى التى أدت بالعالم الإسلامى إلى هذه الحالة من الضعف التى يعانى منها، لكن إذا ما تفكر المسلمون في دينهم وفهموه حق الفهم، فمن المحتمل أن يكون لديهم من القوة الكافية لمقاومة الغرب، ماديا وروحيا.
فالإسلام أكبر بكثير من مجرد كونه صلوات وشعائر، بل ينبغى أن ينظم كافة أوجه المجتمع، علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، وبسلطات الدولة، وعلاقة الدولة بالدول الأخرى. لو أدرك الناس ذلك فقط، لكان الإسلام هو الدين الكامل الشامل. لكن الأمر يحتاج إلى نهضة وإصلاح ديني.
كانت إيران هى إحدى البلدان التى رأى فيها الأفغانى أثر الغرب الهدام بشكل واضح للغاية. ورغم أن الأفغانى ولد في إيران، إلا أنه كان يفضل أن يعده الآخرون سُنيًا من أفغانستان، كما يدل على ذلك اسمه. فقد اكتشف أن هناك قوتين أوروبيتين عظميين، بريطانيا وروسيا، تتصارعان على «جثة إيران»- على حد قوله. ولم يكن هذا القول مبالغا فيه. فقد كانت هذه هى فترة حكم «نصر الدين شاه»، الذى لا يضاهيه حاكم آخر، في سوء تصريف الشئون المالية سوى الخديو إسماعيل في مصر، لكن، حين نجد أن «فرديناند ديلسبس» أشهر صيادى الامتيازات الذين ازدحمت بهم مصر في عهد إسماعيل، قد حقق على الأقل مشروع قناة السويس، فإننا نجد أن البارون «جووليس دى روتر» أسوأ الأوروبيين سمعة، والذى كان يأمل في نهب إيران، لم ينجز شيئا على الإطلاق.
وكتب «كيرزون» عن الامتيازات التى منحت لروتر من «نصر الدين شاه» عام ١٨٧٢، يقول: «عندما نشرت الامتيازات، وجد أنها تحتوى على أضخم تنازل عن جميع مصادر الثروة الصناعية لصالح أيد أجنبية، لم يكن يراودها في أحلامها مثل هذه الغنيمة التى لم تتحقق لهم من قبل في التاريخ». فلقد غطت هذه الامتيازات كل المشروعات الموجودة والممكن إقامتها في جميع المجالات كالسكك الحديدية والترام والمناجم والترع والطرق والأشغال العامة والمطاحن والمصانع ومكاتب البرق والبنوك والالتزام بالجمارك لمدة خمسة وعشرين عاما.. كل ذلك نظير مبلغ سنوى قدره ١٠ آلاف جنيه إسترلينى، وأدت إذاعة هذه التنازلات إلى سخط عارم هدد عرش الشاه، وقد أجبر السخط الشعبى بالإضافة إلى الاحتجاجات الروسية الرسمية الشاه إلى التراجع وألغيت الامتيازات.
يتابع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل قائلا في كتابه: بعد مرور ثمانية عشر عاما، تم الفصل الثانى من مسرحية الامتيازات، ففى مارس ١٨٩٠ منحت حكومة الشاه امتيازا إلى رجل إنجليزي يدعى «تالبوت»، يقضى بإنتاج وبيع وتصدير كل الدخان الإيرانى لمدة خمسين عاما، مقابل ١٥ ألف جنيه إسترلينى تدفع سنويا إلى الشاه، علاوة على ريع صافى الربح قد يؤول إلى الشركة التى ستستفيد بالامتياز. 
في هذه المرة، تم التوصل إلى طريقة فعالة لمقاومة التدخل الأجنبى، الذى سبب كثيرا من المرارة والامتعاض. فقد أصدر الحاج «ميرزا شيرازي» زعيم المجتهدين، فتوى أعلن فيها أن استعمال المؤمن للدخان بأى شكل من الأشكال يعتبر رذيلة.
وقد أطاع الناس هذه الفتوى بإجماع أدهش المراقبين الأجانب. وانتشرت الإضرابات وتم سحب الامتياز. وقبل وقوع ذلك قدم الوزير الإنجليزي في طهران إلى وزارة الخارجية، يقول فيه: «نحن نشهد الآن ثورة».
لقد لحقت الهزيمة بالحكومة وبأصحاب الامتيازات من الأجانب بسبب ذلك الاتحاد الذى قام بين رجال الدين والإصلاحيين، يساعدهم ذلك الشعور المتزايد بالوعى القومي. وبعد ستة عشر عاما كان نفس هذا الخليط من القوى هو المسئول عن نشوب ثورة حقيقية. وفيما بين هذين التاريخين استمر السخط في الازدياد. فطرد الأفغانى من إيران عام ١٨٩١، واغتال أحد أتباعه نصر الدين شاه في مايو ١٨٩٦ بعد حكم دام تسعة وأربعين عاما. وخلفه مظفر الدين شاه، وهو شخصية تتميز بالضعف أكثر منها بالسوء.

الأميرة فوزية في قصر العائلة البهلوية
من ضمن ما يرويه هيكل في كتابه الممتع، حكاية زواج الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق من الشاهبور (ولى العهد) محمد رضا بهلوي. يقول: كان الشاه رضا الذى اتخذ لقب (بهلوي) للأسرة التى يأمل في تأسيسها، و(بهلوي) هو اسم اللغة التى كانت سائدة في إيران قبل الإسلام. وغير اسم البلد كذلك من «فارس» إلى اسم أكثر اتصالا بالماضى هو «إيران». كان رضا بهلوى من أصل ريفى وأميا تماما وجشعا، وعندما تنازل عن العرش عام ١٩٤١ قدرت ممتلكاته بألفى قرية، كما كان ربع مليون من رعاياه يعملون مباشرة في الأرض التى يمتلكها.
في أواخر الثلاثينيات طرأت للشاه فكرة مصاهرة أعرق ملكية في الشرق الأوسط، أسرة محمد على في مصر، فكان ابنه الأكبر «محمد» وصل إلى سن الزواج، وكوسيلة يثبت بها أن أسرته مقبولة ضمن العائلات المالكة في المنطقة.


رحب الملك فاروق بالفكرة، وفى أوائل عام ١٩٣٩ وصل ولى عهد إيران «محمد رضا» إلى القاهرة، وقد اختيرت أكبر الأميرات الأربع الأميرة الرقيقة الجميلة «فوزية»، لتصبح إمبراطورة إيران المستقبلية، وحينما تفحصوا هذا الشاب بكثير من حب الاستطلاع في البلاط المصرى المحنك بدا لهم خجولا إلى درجة محرجة مفتقدا للثقة بالنفس.
تم الزواج في الخامس عشر من مارس عام ١٩٣٨، ووجدت الأميرة فوزية بلاط طهران ضيق الأفق بالنسبة للقاهرة. وعانت من والدة زوجها «تاج الملك» ووالده «رضا شاه»، ومن الوقائع الغريبة التى أُرت على العلاقات بين مصر وإيران في تلك الفترة، أنه عندما تنازل «رضا شاه» عن العرش لولى عهده وغادر إيران منفيا إلى أفريقيا، أخذ معه سيفا جميلا قديما مرصعا بالأحجار القديمة كان قد انتقاه من خزانة الإمبراطورية الإيرانية النفيسة ليتزين به يوم حفل التتويج، وعندما مات وضعت أرملته هذا السيف بجانبه في التابوت، وطلبت نقل الجثمان ليدفن في إيران، لكن السلطات الإنجليزية والروسية التى كانت تحتل البلاد رفضت طلبها، وأرسل التابوت إلى مصر ووضع مؤقتا في مسجد الرفاعي.
وبعد انتهاء الحرب أصبح من الممكن دفنه في إيران، وأرسل التابوت إلى طهران، لكن عندما فتح التابوت لم يجدوا السيف. كانت «تاج الملك» متأكدة من وجود السيف داخل التابوت. لأنها وضعته بنفسها، وخمنت أن التفسير الوحيد لاختفائه هو أن يكون الملك فاروق قد سمع عن ذلك السيف وأمر بفتح التابوت ورأى السيف فأعجبه واستولى عليه. يقول هيكل: (وكان تخمينها صحيحا)، وقد قاست فوزية من جراء ذلك، إذ حولت حماتها حياتها إلى تعاسة، إذ كانت توبخها بعبارات ساخرة مثل «أهذه هى الطريقة التى يتصرف بها الملوك في بلدكم؟ قد لا تكون أسرة بهلوى عريقة مثل أسرة محمد على، لكننا على الأقل لسنا لصوصا!!».
وعندما عادت الأميرة فوزية إلى القاهرة لقضاء العطلة عام ١٩٤٨، قرر الملك فاروق أن أسرة محمد على قد تحملت ما يكفى من محدثى النعمة في إيران. وصدر الأمر لفوزية بعدم العودة ورتبت مراسم الطلاق.