الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

إيمان فاليريا والشيخ زايد.. قصة طباعة المصحف بالروسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رحلت، اليوم الإثنين، عن عالمنا إيمان فاليريا، صاحبة أول ترجمة التفسيرية للقرآن الكريم إلى الروسية عن عمر يناهز 76 عاما.

واعتنقت فاليريا الدين الإسلامي قبل أكثر من 30 عامًا، وتعتبر ترجمتها للقرآن الكريم من وجهة نظر الباحثين والمتخصصين من أفضل وأهم الترجمات، لأنها سدت الفراغ الحاصل بسبب غياب العلماء والباحثين في حقل القرآن الكريم في روسيا من المسلمين وترك الترجمة للمستشرقين فقط

الأديبة الروسية فاليريا بوروخوفا، التي أصبحت تدعى إيمان فاليريا بعد إسلامها، وكانت قراءتها للقرآن الكريم هى التى دفعتها إلى عشقه، ما دفعها إلى ترجمته باللغة الروسية

إيمان فاليريا بوروخوفا ليست عالمة في علوم الشريعة، وليست فقيهة، بل إن تخصصها هو ترجمة معاني القرآن الكريم، ولا تزعم أي زعم آخر، غير أنها عضو اتحاد الأدباء الروس، وزميل في عدة أكاديميات علمية وأدبية روسية وعالمية وحائزة على عدة أوسمة عالمية، وقد قامت بعمل مهم جدًا لـ70 مليون مسلم في دول الاتحاد السوفياتي السابق

وروت بوروخوفا تجربتها في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية، وقالت: «زوجي الطبيب محمد الرشد عربي من مدينة دير عطية في ريف دمشق، وأنا عشت بين دمشق وريفها أكثر من 10 سنوات، سخرتها مع أسرتي لخدمة كتاب الله وكانت أجمل وأسعد أيام حياتنا».

ووالد زوجها الشيخ سعيد من علماء القلمون في سورية ولديه مكتبة غنية بتفاسير القرآن الكريم، وزوجها رافق الترجمة وساعدها فأعطيت الترجمة كل صدق وإخلاص، وكانت تسافر هى وزوجها كل عام إلى أكاديمية الأبحاث، التابعة للأزهر الشريف، وفيها إدارة للترجمة، وبعد أن انتهت من ترجمة العشرة أجزاء الأولى من القرآن الكريم، شكّل شيخ الأزهر السابق الدكتور جاد الحق على جاد الحق رحمه الله لجنة من خمسة أشخاص: ثلاثة عرب وروسيَان مسلمان يعرفون اللغتين بشكل جيد لمراجعة الترجمة... في المرة الأولى كانت هناك ملاحظات كثيرة لدى أعضاء اللجنة على الترجمة، ولكنهم أشادوا بها، وقالوا إنها ممتازة، لذلك تابعنا قراءتها، ولو كان فيها أخطاء لما استمرينا بالتدقيق، وكل مرة كان لا بد من الجلوس والتناقش حول الترجمة».

واجهتها الكثير من العقبات، إلا أنها امتدحت الإقامة في سورية، وقالت أن الشيخ أحمد كفتارو المفتي العام السابق لسورية ونخبة من أساتذة كلية الشريعة بجامعة دمشق كانوا دومًا يساعدونها ويعطونها الاستشارات، وكانت على اتصال بهم باستمرار للسؤال والاستفسار عن الكثير من الأمور، وعلى الخصوص مع الدكتور وهبي الزحيلي الذي لديه مؤلفات كثيرة حول تفسير القرآن الكريم» ودائما نرجع إلى تفاسير ابن كثير والقرطبي والمراغي وسيد قطب والشعراوي وهيئة الإعجاز العلمي وغيرهم.

ولا يمكن القول إن «فاليريا» جلست وحدها وترجمت القرآن، هذا ليس صحيحًا، فقد ساعدها وساندها الكثير من العلماء، واعتنقت الإسلام من خلال قراءة القرآن والتعرف على ترجمته بعدة لغات أجنبية، وأتقنت أكثر من لغة ومن يقرأ القرآن حتى نهايته، لا بد أن يقول في النهاية «لا إله إلا الله محمد رسول الله».

وحول تمويل طباعة الترجمة، لفاليريا: أرسل الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله رسالة إلى أكاديمية الأزهر، حيث أراد أن يتأكد من صحة وسلامة الترجمة، وبعد تأكيد الأزهر لسلامة الترجمة تمت طباعة 25 ألف نسخة بتمويل من الشيخ زايد، وكل صحف الإمارات وقتها كتبت: الشيخ زايد يطبع 25 ألف نسخة بالروسية من ترجمة إيمان فاليريا بوروخوفا، حيث قام الكثير بطباعة ترجمتنا مثل الشيخ عبدالله الغرير من دبي، وكذلك محسنون من السعودية والكويت وقطر وكازاخستان وداغستان ولكن هذا قليل جدا لتغطية حاجة مسلمي روسيا وآسيا الوسطى الناطقين بالروسية.