أوضح رئيس الوزراء اللبناني المستقيل نجيب ميقاتي إن اللقاءات الدولية والعربية التي عقدها على هامش مشاركته في"مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن" في المانيا زادت قناعته بأنه لا أفق لحل نهائي في المدى المنظور للمشكلات المطروحة في المنطقة العربية وفي مقدمتها الأزمة السورية.
واعتبر ميقاتي في تصريح أدلى به اليوم في برلين ونقله مكتبه الاعلامي في بيروت أن اقصى ما يمكن التوصل اليه هو حلول موقتة للقيام ببعض المعالجات الانسانية الملحة وتخفيف الاضرار البشرية.
وأشار الى أنه عرض على جميع المسؤولين الذين التقاهم خطورة الواقع الذي يعيشه لبنان جراء الأزمة السورية وتدفق اعداد كبيرة من النازحين السوريين الى لبنان وطالبهم بدعم الصندوق الائتماني الذي انشأته حكومته لمؤازرة الاقتصاد اللبناني على تحمل تداعيات الازمة السورية ومعضلة النازحين السوريين.
وقال إنه عبر لهؤلاء المسؤولين عن القلق الكبير الذي تشعر به بلاده في هذا الاطار خصوصا وأن البنك الدولي قدر الخسائر المباشرة على الاقتصاد اللبناني جراء أزمة النزوح بحوالى سبعة مليارات ونصف المليار دولار.
وذكر أنه طالب المسؤولين الدوليين والعرب الذين اجتمع معهم بضرورة العمل على انشاء مخيمات للنازحين السوريين داخل الاراضي السورية لتخفيف أعباء النزوح على الدول المجاورة وعلى السوريين أنفسهم.
ولفت الى أنه بحث مع وزيرة الدفاع الالمانية أورسولا فون دير لاين الخطة الشاملة باحتياجات الجيش اللبناني للسنوات الخمس المقبلة وقد وعدت بدراستها وباعطاء اولوية اساسية لدعم قدرات الجيش اللبناني.
وأضاف أنه طلب خلال لقائه مع رئيس الاتحاد السويسري ديدييه بورخالتير مساندة بلاده لعملية تمويل الصندوق الائتماني وزيادة الدعم السويسري لعمل اللجنة الدولية للصليب الاحمر العاملة في لبنان والصليب الاحمر اللبناني وكذلك تجهيز مستشفى ميداني في شمال لبنان.
وعن الاجتماع الذي عقده مع وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس أوضح انه تم التطرق الى وضع المنطقة ومفاوضات "جنيف 2" وتداعيات الأزمة السورية على لبنان والواقع الاليم لهذه التداعيات .. ذكر أن وزير الخارجية الفرنسي أكد أن بلاده عازمة على القيام بمبادرة جديدة لدعم لبنان ومعالجة التداعيات الاقتصادية للازمة السورية عليه وتدعيم مسيرة مؤسساته الدستورية.
وكشف فابيوس أن بلاده ستدعو لعقد مؤتمر في باريس يحضره اصدقاء لبنان وكافة المكونات السياسية اللبنانية للبحث في كيفية اعادة تفعيل المسارات الديموقراطية في لبنان والبحث في سبل دعم الاقتصاد اللبناني ومعالجة الآثار الاجتماعية الناتجة عن ازمة النزوح السوري الى لبنان.
وعن اجتماعه بالممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون .. أشار إلى أنها اكدت اهتمام الاتحاد الاوروبي بمساعدة لبنان ودعمه في معالجة الآثار السلبية للازمة السورية عليه ودعمه بالامكانيات اللازمة لتحمل هذه الاثار وتخطيها.
وأعلنت أن الاتحاد الأوروبي بصدد تحديد حجم المساعدات والبرامج التي ينوي دعمها اضافة الى مشروع المساعدات المتفق عليها مع الحكومة اللبنانية للسنوات 2014-2017.
