الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عندما مشى الإنسان على سطح القمر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينما كانت عوالمنا العربية والإسلامية مشغولة بالصراعات على كراسى الحكم وشعوذة الفتاوى من قبل مشايخ الفتنة، استيقظ العالم على مركبة فضائية روسية اسمها فوستوك تدور حول الأرض فى الفضاء الخارجى بقيادة رائد الفضاء يورى ألكسيافيتش جاجارين، وكان جاجارين أول إنسان يتمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجى والدوران حول الأرض فى ١٢ أبريل ١٩٦١.
كانت الصدمة عنيفة على القطب الآخر فى الحرب الباردة، وقام الأمريكان بإعادة النظر فى النظام التعليمي كله.
وبعد ٨ سنوات استيقظ العالم مرة أخرى فى ٢١ يوليو ١٩٦٩ على وقع أقدام أول إنسان يمشي على سطح القمر.
هو الأمريكي نيل أرمسترونج الذي توافق ذكرى رحيله اليوم ٢٥ أغسطس.
المهنة: طيار بحرى فى الولايات المتحدة، وطيار اختبار، وأستاذ جامعي، ورائد فضاء، ومهندس فضاء جوى، موظف فى تالاهاسي، وناسا، وجامعة سينسيناتي. 
حصل على العديد من الجوائز منها: ميدالية الكونجرس الذهبية، عضوية الشرف فى قاعة رواد الفضاء الأمريكيين، عضوية الشرف فى قاعة الطيران الوطنية، النسر الكشفية، ميدالية الخدمة المتميزة لناسا، كأس كولير، جائزة الثور الفضي، نوط الجو، وتمت تسمية حفرة القمر الناجمة من محل هبوط أبولو ١١ (بعمق ٥٠ كم) وكويكب ٦٤٦٩ باسمه تكريما له. وكذلك تم إدخال اسمه فى المشية الفخرية للطيران.
نيل أرمسترونج (ولد ٥ أغسطس ١٩٣٠، أوهايو – ورحل ٢٥ أغسطس ٢٠١٢) 
قاد أرمسترونج طاقم رحلة أبولو ١١ والتى هبط فيها على القمر مع بز ألدرن فى ٢١ يوليو ١٩٦٩.
خلال هذه الرحلة التى وصفها أرمسترونج بأنها «خطوة عملاقة للبشرية» قام هو وبز ألدرن بالهبوط على سطح القمر وقضيا ساعتين ونصف يستكشفان المكان فى حين دار مايكل كولينز بمركبة الفضاء فى مدار حول القمر. وقد تم مكافأة نيل أرمسترونج مع كل من ألدرين وكولينز بميدالية الحرية الرئاسية من قبل الرئيس ريتشارد نكسون. وفى ١٩٧٨ سلم الرئيس جيمى كارتر نيل أرمسترونج ميدالية الكونجرس الفخرية للفضاء وفى عام ٢٠٠٩ تسلم هو ورفيقاه ميدالية الكونجرس الذهبية. 
وتقول «الموسوعة الحرة» أن أرمسترونج عندما قال مقولته الشهيرة «خطوة عملاقة للبشرية» كان راديو صوت أمريكا يبث مباشرة عن طريق هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) وعدة إذاعات أخرى فى أنحاء العالم حيث كان يقدر عدد المستمعين فى ذلك الوقت بـ٤٥٠ مليون شخص من مجموع سكان العالم ٣.٦٣١ مليار نسمة. انضم ألدرين لأرمسترونج بعد ٢٠ دقيقة من الخطوة الأولى ليصبح ثانى إنسان يخطو على سطح القمر، ثم بدأ الثنائى فى الاستكشاف والبحث عن مدى سهولة تفاعل الإنسان وتعايشه على سطح القمر. سبق ذلك أن كشفوا عن لوح تذكارى لرحلتهم كما نصبوا العلم الأمريكى هناك. العلم المستخدم فى هذه المهمة معدني بقضيب ليحمله بشكل أفقي. وبما أن القضيب لم يتمدد بشكل كامل كما أن العلم كان مطويا بإحكام طوال الرحلة فإنه أصبح مموج الشكل ليبدو وكأن هنالك نسمة هواء تحركه. بعد نصبهم للعلم بوقت وجيز، تحدث إليهم الرئيس ريتشارد نيكسون فى اتصال هاتفى من مكتبه حيث تحدث الرئيس لمدة دقيقة تقريبا وبعدها أتى ردّ أرمسترونج عليه فى حوالى ٣٠ ثانية من الوقت، وفى كل الصور الوثائقية لرحلة أبولو ١١ لم يظهر أرمسترونج إلا فى ٥ صور ما بين ظهور جزئى أو منعكس، كانت كل دقيقة من الرحلة مخططًا لها بما فيها المهام التصويرية الموكلة لأرمسترونج ليلتقطها بكاميرا هاسيبلاد، وكانت آخر مهام أرمسترونج أن يترك حزمة صغيرة من الأشياء التذكارية لرواد الفضاء السوفييت المتوفين يورى جاجارين وفلاديمير كومارفو ولرواد أبوللو١ جاس جريسوم وإد وايت وو روجر ب. تشافى. 
عاد رواد الفضاء الثلاثة إلى الأرض بعد أن نزلوا فى المحيط الهادئ لتلتقطهم حاملة الطائرة التابعة للبحرية الأمريكية يو إس إس هورنت، بعد أن تم إطلاق سراحهًا من الحجر الصحى (١٨ يوما) للتأكد من عدم انتقال أى عدوى أو أمراض من القمر. تم تكريم الطاقم فى جميع أنحاء الولايات المتحدة وحول العالم كجزء من جولة لمدة ٤٥ يومًا.
أعلن أرمسترونج بعد وقت قصير من رحلة أبولو ١١ أنه لا يخطط للطيران فى الفضاء مرة أخرى وفى عام ١٩٧١، تقاعد أرمسترونج من وكالة ناسا. وعمل بعد ذلك كمتحدث باسم عدة شركات كبرى. 
فى عام ٢٠١٠، قام أرمسترونج بلعب الدور الصوتى لشخصية الدكتور جاك موروفى فيلم الرسوم المتحركة Quantum Quest: A Cassini Space Odyssey وهو فيلم مغامرات خيال علمى وتعليمى كمبادرة من مختبر الدفع النفاث لوكالة ناسا.
بعد مسيرة أرمسترونج العملية كرائد فضاء، قدمت الأحزاب السياسية عروضا لضمه إليها، رفض أرمسترونج جميع العروض المقدمة له لإيمانه الشخصى بحقوق الدول وموقفه المضاد للولايات المتحدة بوصفها شرطى العالم. 
ومنذ الثمانينيات كانت أسخف الشائعات من قبل مشايخ الفتة تبعنا الذين ادعوا إن أرمسترونج تحول إلى الإسلام بعد سماعه الأذان عندما كان يمشي على سطح القمر. وكتبت المغنية الإندونيسية ساهومى أغنية اسمها Gema Suara Adzan di Bulan» وتعنى «صدى الأصوات لنداء الصلاة على سطح القمر والتي تصف فيها تحول أرمسترونج، وقد تم تداول نقاش حول الأغنية فى مختلف وكالات أنباء جاكرتا فى عام ١٩٨٣. وكانت نفس الشائعات موجودة فى مصر وماليزيا. فى مارس ١٩٨٣ صرحت وزارة الخارجية الأمريكية بأن أرمسترونج لم يتحول إلى الإسلام ومع ذلك لم تختف الشائعة كليا واستمرت لثلاثة عقود لاحقة. 
بعد موته وصفه البيت الأبيض «من أعظم أبطال أمريكا – ليس فى هذا الوقت فقط، ولكن فى جميع الأوقات. 
توفى أرمسترونج عن عمر يناهز الثانية والثمانين في مستشفى بأوهايو وذلك بعد خضوعه لعملية جراحية فى الشرايين التاجية فى يوم ٢٥ أغسطس ٢٠١٢، وفى ١٤ سبتمبر نثرت بقايا حرق جثة أرمسترونج فى المحيط الأطلسي أثناء حفل الدفن فى البحر على متن سفينة بحر الفلبين USS Philippine Sea.
«فى المرة القادمة التى تمشى فيها فى ليلة صافية وترى القمر يبتسم إليك فكر في نيل أرمسترونج واغمز له».