خطفت الفنانة سوسن بدر الأضواء خلال الأيام القليلة الماضية من الجميع، وتصدرت التريند لأكثر من مرة، وجاء تصدرها للتريند بشكل مغاير ومختلف عن باقي النجوم الذين سبقوها فى جذب انتباه الجمهور.
«سوسن» لم تعتمد على إثارة الجدل بملابس ساخنة أو بمكياج صاخب أو بشائعة كاذبة حتى تلفت الانتباه، ولكنها اعتمدت على اختيار حقيقى نابع من داخلها، وهو «التصالح مع المرحلة العمرية التى تعيشها»، فاستغنت عن صبغة الشعر وظهرت مؤخرًا بلون شعرها الأبيض الحقيقي، بل وقامت بـ«قصه»، حتى أصبح قصيرًا، حتى خطفت الأنظار بـ«لوك» قد يصعب على ممثلات كثيرات عمله.
تصدر سوسن بدر للتريند بهذه الطريقة المختلفة، يؤكد أنها دخلت مرحلة أخرى من النضج، بخلاف مرحلة النضج الفنى التى اقتحمتها منذ فترة بتقديمها العديد من الأعمال الناجحة عبر شاشتى السينما والتليفزيون، هذه المرحلة التى تعيشها «سوسن» حاليًا يمكن وصفها بمرحلة «النضج الإنساني»، تلك المرحلة التى أعتقد أن هناك قلة من نجوم الفن الذين يطرقون بابها، وعددا كبيرا منهم يخافون الاقتراب منها حتى لا تقل نجوميتهم أو تفتر عزيمتهم الفنية أو تبتعد عنهم الأضواء لتنطلق فى اتجاه وجوه فنية أخرى.
شاركت سوسن بدر فى عشرات الأعمال الفنية، ولها العديد من المحطات المهمة فى مشوارها، ولكن تبقى هناك بعض الشخصيات التى جسدتها من الصعب أن ينساها جمهورها، حتى وإن كانت مساحة تلك الشخصيات على الشاشة صغيرة بالقياس لنجوميتها، ومنها شخصية الراقصة فى فيلم «الفرح»، ولعل أبرز مشاهد الفيلم هو المشهد الذى يجمعها بالفنانة كريمة مختار، بالإضافة إلى مشهدها وهى ترقص رغمًا عنها ووجهها ملىء بالكدمات.
واستمرارًا للمشاهد الصغيرة التى قدمتها عبر شاشة السينما ولكنها تحمل فى مضمونها رسائل عديدة، قدمت أيضًا دور صغير فى فيلم «إحكى يا شهرزاد» وهو دور «العانس أماني»، تلك الشخصية التى رفضت شروط كل من تقدموا لها من قبل، وبعد مرور السنوات والخوف من «العنوسة» التقت برجل آخر ولكنها فوجئت أيضًا بأنه يساومها على الزواج، بتجهيزها الشقة وبيع سيارتها والتنازل عن راتبها له، مقابل إنقاذها من العنوسة، فرفضت مرة أخرى.
اللوك الجديد الذى تزينت به «سوسن»، وهى فى عامها الـ ٦١ قد يغرى عددًا كبيرًا من المخرجين على الاستعانة بها فى تجسيد الشخصيات التى تناسب تلك المرحلة العمرية بدون اللجوء إلى «باروكة» أو «مكياج» مناسب، فهم الآن أمام ممثلة محترفة تهوى أن تقدم أدوارها المقبلة بإنسانية محترفة أيضًا، ووقتها ستظل سوسن حديث السوشيال ميديا بحفاظها على إنسانيتها أولًا ثم على تصدرها التريند مجددًا.