المرأة وقضايا المرأة وقطار سريع يقضى على كافة أشكال التمييز ضدها.. قطار لا تستطيع أن توقف مساره وإذا حاولت ستدهس، قطار يسير لتمكين المرأة فى كافة نواحى الحياة من اقتصاد وتعليم وبحث علمى وسياسة وقيادة وإدارة وتعزيز مكانتها فى المحافل الدولية، فقد قالها الرئيس المرأة فى مصر كل شىء.
هذا القطار ليس للتباهى أمام العالم أو للتحدث عن إنجاز وهمى فهو ببساطة قطار (إدراك) لمعالم وسمات شخصية المرأة التى من أهم ما يميز طبيعتها قدرتها على تحمل المسئولية فهى تستطيع أن تحمل على عاتقها أكثر مما يتحمله الرجال من مسئوليات برغم رقتها وليونة مشاعرها لكن غريزتها وحبها للعطاء واهتمامها بكل من حولها هو دائمًا ما يحركها، تجدها منذ ولادتها ونعومة أظافرها تشعر بمسئوليتها تجاه إخوتها وأحيانًا والديها وكأنها أم ثانية فى المنزل حتى وإن لم تكن الابنه الكبري، فالأخت دائمًا هى أم ثانية.
هذا الإدراك جعل مسئولى الدولة يثقون بقدرتها على قيادة قطاعات مهمة وتمس الأمن القومى المصري، فرأيناها وزيره قوية ومحافظة مسئولة وقاضية ترفع شعار العدل وعميدة لكليات مهمة ورأينا نماذج برلمانية مشرفة ونساء استطعن رفع علم واسم مصر فى المحافل الرياضية رغم وجود معوقات فى مسيرتها المهنية أكثر بكثير مما يواجهه الرجل سواء بسبب مجتمعنا المحافظ وعاداته وتقاليده التى تقيد حركة الفتاة والمرأة فى بعض البيئات المجتمعية المحافظة أو بسبب تعدد مسئوليتها كأم وزوجة وأحيانًا مسئوليتها تجاه عائلتها الكبري.
مر هذا القطار على قطاع من أهم القطاعات الاقتصادية فى مصر «قطاع السياحة» فقد قلت فى السابق إن السياحة اقتصاد والاقتصاد سياسة والسياحة أمن قومى مصري، فعندما يقود هذا القطاع المرأة فإن هذا له دلالة سياسية واجتماعية كبيرة. فرأينا أول وزيرة سياحة فى تاريخ مصر، ولكن هناك نموذجا نسائيا فى هذا القطاع يستحق أن نفتخر به ونتحدث عنه بكل فخر، هذه السيدة ليست وزيرة أو مديرة أو رئيسة هيئة بل إنها فى منصب أهم بكثير، إنها أستاذة جامعية علمت وتخرج على أيديها كثير من قيادات هذا القطاع الآن كما تخرج على أيديها كثير من الأساتذة الجامعيين الذين نفتخر بهم وأصبحوا أسماء لامعة فى العمل الأكاديمى وكثير منهم الآن أساتذة جامعيين فى أهم الجامعات فى دول عربية كثيرة. إنها أول سيدة عربية تحصل على الاستاذية فى الدراسات السياحية، برغم أنها زوجة وأم لكن هذا لم يمنعها من أن تكون قدوة ونموذجا نفتخر به فى المحافل العلمية فكانت ولا تزال البوصلة لكل طالب فى الدراسات السياحية بل لكل باحث فى الدراسات العليا والأهم من كل ذلك هو قدرتها على الاستمرارية فى العمل الأكاديمى فى الوقت الذى تثبت فيه نجاحًا إداريًا وقياديا، إنها (أ-د غادة حمود) عميدة كلية السياحة والفنادق جامعة بنى سويف والأمين السابق للجنة ترقيات الأساتذة والأساتذة المساعدين بالمجلس الأعلى للجامعات وهى من مؤسسيى «سياحه وفنادق بنى سويف» بعد أن تقرر إنشاء تلك الكليه حديثًا فى عام ٢٠١٦ فنجد الكليه الحديثة الآن تعلن عن بدء التقدم لقسم الدراسات العليا بعد أن وافق رئيس الجامعة على فتح القسم وهذا قرار لو تعلموه عظيمًا فهو يفيد قطاع السياحة بشكل مباشر فهو يعمل على الشق الأكاديمى الذى يفتقره كثير من قيادات والعاملين بقطاع السياحة، وموقع جامعة بنى سويف يخدم منطقة جغرافية مهمه تربط أقاليم مصر بأقليم شمال مصر وبها وحولها العديد من العاملين بقطاع السياحة سواء فى الإرشاد أو الفنادق أو السياحة. وهى محافظة تاريخية بها أقدم ثانى هرم مدرج بالعالم «هرم ميدوم» والذى أتم بناءه الملك سنفرو والد الملك خوفو، كما أن بها الكثير من الآثار القبطية والإسلامية واليونانية والرومانية أيضًا بل إن بها مواقع أثرية مهمة ترجع لعصور ما قبل التاريخ.
ما أريد أن أقوله بعد ما تحدثت عنه هى ثلاثة أشياء أولًا (قطار المرأة لن يتوقف وسيحصد المزيد) ثانيًا (التطور فى مصر ليس فى العواصم والمدن الرئيسية فقط بل فى كل ربوع مصر) وثالثًا رجاء للدولة بأن تقوم بتطوير آليات التدريس فى كليات السياحة والفنادق بما يتناسب مع سوق العمل حتى لا نحتاج أن نصرف مئات الألوف فى تدريب العاملين بالقطاع وإعداد شباب خريجين مؤهلين لسوق العمل لأن هناك الكثير من المناهج التى يتم تدريسها قديمة وبعض المناهج المملة والتى يمكن استبدالها بمناهج تفيد أكثر سوق العمل وأرجو أن نستعين بالأكاديميين المصريين فى هذا، فكثير منهم أكملوا دراستهم فى الخارج وبعضهم قام بالتدريس فى الخارج ولديهم من الإمكانيات لتطوير المناهج مع الاستعانة بالاتحاد المصرى للغرف السياحية والذى يمثل سوق العمل. نعم نستطيع