الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

رئيس لا يسمع "دبة النملة"..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نجح محمد مرسي بامتياز في وضع نفسه على حافة “,”المعاش المبكر“,” من عمله الجديد “,”رئيسًا“,” لجمهورية مصر العربية، وذلك بعد أن جلس بلا عمل طيلة الشهور العشرة التي “,”قضاها“,” في الاتحادية مفتونًا بالقصر المنيف، و“,”متفرغًا“,” لقضايا أهله وعشيرته الذين يعتبرهم “,”شعب الله المختار“,” والأثير، أما “,”الأغيار“,”، الذين هم بقية الشعب “,”الحافي“,”؛ فلا مكان لهم في قاموسه أو لغته أو “,”دينه“,”.
وهو الشعب الذي قيل إنه أعطى أصواته لمرسي نكاية في شفيق والذى“,”اشترط“,” على مرسي أن “,”يأخذ“,” له حق شهداء ومصابي الثورة –وما بعدها– من أحداث؛ فقال مرسي له في ميدان التحرير -بعد أن فتح صدره- إن هذا الحق في رقبته، ولم يفعل.
وطالبه الناس باستحقاقات الثورة، فطلب مهلة 100 يوم لكي يخلصهم من مشاكل المرور، الأمن، النظافة، الخبز، والوقود.. ومرت 10 شهور ولم يحدث شيء، ليس لحل هذه المشاكل فقط بل حتى لمنع تفاقمها؛ حيث ازداد المرور ارتباكًا، وانفلت الأمن أكثر؛ فبدأ الناس يطبقون القانون بأنفسهم بـ“,”حد الحرابة“,”، كما ازدادت “,”أهرامات“,” القمامة ارتفاعًا، وفشل مرسي وحكومة قنديل في توفير رغيف خبز يصلح للاستخدام الآدمي، وانتهى تفكيرهما إلى تحديد 3 أرغفة لكل مواطن في اليوم، فيما تواصل أزمة السولار “,”اشتعالاتها“,” مع أنبوبة الغاز؛ ما يوحي أن البلد في مهب “,”حريق“,”..
وأضاف مرسي، وحكومة “,”الكُتع“,” التي يعتمد عليها، إلى إنجازاتهما، سقوط الجنيه تحت عجلات الدولار السريع، ولم يبد عليهما –أي مرسي والحكومة– أنهما انزعجا من شيء، بل إنهما كانا في منتهى السعادة؛ لأن 90% من أصحاب شركات الصرافة من “,”الأهل والعشيرة“,”؛ وبالتالي فإن المكاسب المليونية اليومية من فرق السعر ستذهب إلى جيوبهم، “,”وسيحلو السهر“,” في المقطم..!
مرسي يقفز من فشل إلى فشل بقدرة عجيبة، لا يباريه فيها أحد، كما أنه يدخل معارك وهمية لا ينازعه فيها إلا “,”دون كيشوت“,”، الذي كان يحارب طواحين الهواء كما تخيله وكتبه في رواية شهيرة ميجيل دي سرفانتس عام 1605م، أي أن منافس مرسي الوحيد في هذه المعارك الخيالية.. مجرد شخصية خيالية..!
على أن تركيبة مرسي “,”الرئاسية“,”، التي لم تقنع معظم الشعب المصري، لم تقنع أيضًا قادة ورؤساء دول العالم، وكان آخرهم فلاديمير بوتين، الذي أرسل نائب وزير –وليس حتى وزيرًا- لاستقبال مرسي “,”خفيف الوزن السياسي“,”، في نفس المطار الذي شهد يومًا تراص “,”مجلس السوفييت الأعلى“,”، برئاسة ليونيد برجنيف ورئيس وزرائه، إليكسي كوسيجين، ووزير خارجيته الشهير، أندريه جروميكو، وغيرهم من قادة ثاني قوة عظمى وقتها، في انتظار هبوط طائرة “,”الجمهورية العربية المتحدة “,”، التي تحمل “,”على متنها“,” الرئيس عبد الناصر والوفد المرافق له.. وكان ذلك أقل تقدير لرجل حلق بمكانة وطنه، الذي كان قاعدة من قواعد التحرر في العالم بأكمله، وليس حكرًا على جماعة جاهلة خرجت من رحم “,”الخرافة “,” و“,”عالم ديزني“,”.
وكان المشهور عن عبد الناصر في أوساط الجماهير “,”أنه يعرف دبة النملة في مصر“,”، وكان ذلك حقيقيًّا؛ لأن التقارير اليومية –التي كان حريصًا على قراءتها- كانت معنية بأحوال الناس ومشاكلهم من أسوان إلى السلوم؛ ولذلك كان حل مشكلةٍ ما في محافظة ما يعطي للناس إحساسًا بأن “,”الريس حاسس بيهم“,”، وكان ذلك أحد العوامل التي جعلته مستقرًا في القلوب.. حتى الآن..!