الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

رئيس فاقد الصلاحية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كمواطن مصرى حريص على صورة وهيبة رئيس بلاده ، اقترح على الدكتور محمد مرسى العياط أن يتجه على الفور الى أقرب عيادة نفسية لمعالجة ما بدا عليه من اضطراب نفسى بات يؤثر بشكل واضح على تقييمه للأمور .
لا ازعم خبرة فى علم النفس ، لكن كل الشواهد على أداء الرجل قد تشير الى معاناته نوعا من الاضطراب .
ويكفى ان نستشهد ببعض الأعراض التى بدت عليه منذ ان قرر السفر الى روسيا الاتحادية ؛ فيبدو ان ظروف ما قد دفعته الى تلك الزيارة فبادر اليه مسرعا دون اى ترتيبات مسبقة تجعل من من الزيارة رسمية كما وصفها إعلامه .
بل وحتى دون أن تكون لديه معلومات حول موقف روسيا من جماعة الاخوان المسلمين والنتيجة استقبال لا يليق بعمدة قرية ، فعشيرة الرئيس مصنفة كجماعة إرهابية منذ عام ٢٠٠٣ لدى الدب الروسي .
ورغم أن اجتماعه مع فلادمير بوتين جاء على هامش افتتاح الأخير دورة مارثون وصف اللقاء بأنه اجتماع قمة
عاد الرئيس يخفى حنين ولم ينجح فى ان يكنى ولو ثمرة من رحلته الشاقة ، ومع ذلك طنطن إعلامه الرسمى بنجاحاتها هلامية كررها فى حواره مع قناة الجزيرة عبر جمل وعبارات فضفاضة لم تحمل معلومة مفيدة .
المشكلة فى ذلك كله ان مرسى العياط لم يشعر بالإهانة التى وجهت اليه كرئيس لدولة بحجم مصر ، وهذا ما يؤكد انه يعانى من خلل فى تقييم ما يدور حوله .
ويأتي حواره مع الجزيرة ليكشف لنا أعراضا أخرى لما اعتبره اضطرابا نفسيا لا لبس فيه ، فعلى الرغم من سقوط هيبته فى مدن القناة الثلاثة وكلنا يذكر كيف تعامل أهل تلك المدن مع قراراته العنترية بفرض حظر التجول وحالة الطوارئ ، ناهيك عن الملايين التى خرجت تهتف بسقوطه وسقوط المرشد الأمر والناهى فى حكم البلاد ؛ قال مرسى العياط وبالفم المليان “,”أن شعبيته فى ازدياد “,” .
الأدهى من ذلك أكد العياط أن الوضع الأمنى فى تحسن ملحوظ وكأنه لم يشهد كيف هاجمت “,”ثيران الجماعة “,” معارضيه فى جمعة تطهير القضاء مستخدمة الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع ،
وفوق ذلك هو لا يرى بلطجية سوى تنظيم البلاك بلوك ، أما عصابات جماعته وعشيرته فهم بالطبع حماة الشرعية والشريعة .
ويجيء فى نفس السياق حديثه حول حرصه على استقلال القضاء بينما ثيران عشيرته يحاصرون دار القضاء العالى ومجلس شورى جماعته يصر على إصدار قانون مذبحة القضاة .
ومع ذلك دعنا من كل هذا جميعنا يعانى من ازدحام المرور فى كل أحياء القاهرة تقريبا ، لكن الرئيس يرى وحده ان ٢٠٠٠ سيارة فقط قد تسبب زحاما هنا او هناك .
ويبدو ان الاضطراب النفسى قد ذهب لمرسي العياط الى عالم أحلام اليقظة لحد أعتقاده فى ان الاقتصاد المصرى ينهض وينمو ويتعافى ، ونجده يصر على تأكيد هذه الحقيقية لخديجة بن قنة مذيعة الجزيرة القطرية ، وكأنه لم يسمع عن ارتفاع سعر الدولار وغلاء الأسعار ، وكأن لديه حكومة رشيدة ورئيس وزراء يمتلك خبرة معملية فذة ولديه خطط مشروعات تنموية ، لا حكومة بلهاء لا تجيد سوى الاقتراض والشحاتة وإنفاق ٧٩ مليار جنيه لزوم “,” الفخفخة والفشخرة “,”.
وكان مرسى نفسه لم يذهب الى الدب الروسي ليتسول مليار دولار أخرى تضاف للديون المصرية
الطريف ان مرسى العياط اعتبر تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولى للحصول على القرض الذي يبلغ قيمته ٤.٨ مليار دولار
راجع الى عدم خضوعه وحكومته لشروط الصندوق ،ناسيا قراراته بزيادة الضرائب ورفع الدعم .
وتزداد أعراض الاضطراب النفسى حدة ووضوحا لدى مرسى العياط عندما يقول مبتسما انه يحب المعارضة ويرحب بها ، ويحترم حرية الرأي والتعبير ، ويدعم حرية الاعلام فى نفس الوقت الذى يؤكد فيه عدم إدانته بمحاصرة مدينة الانتاج الاعلامى وهو ما يتفق مع سلوكه الواقعي والمتمثل فى الزج بمعارضيه من شباب الثورة الى السجون والمعتقلات وصمته عن سحلهم وتعذيبهم وقتلهم على يد ثيران جماعته وعشيرته .
أخيرا أما أن مرسى العياط يعانى اضطراب نفسى وبالتالي فعليه ان يغادر قصر الاتحادية ألى اقرب عيادة ، واما أنه قد اقترف ما اقترف فى حق الوطن عامدا متعمدا لا يقصد سوى مصلحة الجماعة المحظورة ولو على حساب كرامة المصريين ، فهو فى الحالتين رئيس فاقد للصلاحية ومصيره ليس بأفضل من سابقه .