نحن أقوى بالفرح، لن تنتصر علينا الأحزان طالما نمتلك عيونا ترى الواقع وقلوبا ترى ما خلفه ببصيرتها وعقولا ترسم لنا الطريق. لعل ما مر بنا جميعا من فجيعة تفجير المعهد القومى للأورام. ذبح قلوبنا وأيقظ وعينا وأشعل نيران غضبنا أكثر وأكثر وجعلنا نزداد اصطفافا ضد الإرهاب بكل أشكاله ومعانيه والأفكار التى تغذيه. تلك الأفكار التى يحاول الحاقدون وأعداء الوطن دسها فى أذهان بعض الشباب مستغلين حداثة سنهم والأزمات التى تمر بها المنطقة منذ سنوات وخطاب وسائل الإعلام المغرضة ومحاولات الوقيعة بين جناحى الأمة من مسلمين ومسيحيين واعتماد سياسة قتل الفرح بالتساوى لا فرق بين كنيسة ومسجد لا فرق بين مسالمين يمشون فى الشوارع أو أسرتين آمنتين تحتفلان بعرس أو مرضى لا حول لهم ولا قوة يصارعون السرطان. لا فرق بين نساء ورجال وأطفال كل ذلك وأكثر من أجواء حروب الجيل الرابع التى صرنا نعرفها جيدا وننتبه لها يوما بعد يوم وكأن ما يطالنا من خيانات دموية من جرائها يزيد من قوتنا للتصدى ويشعل حماستنا للحياة وللفرح ويربطنا ببعضنا أكثر، وهو ما نستطيع قراءته بكل سهولة عبر منصات وسائل الاتصال الحديثة من فيس بوك وتويتر وواتس آب وغيرها وجميعها لا يختلف مستخدموها من المخلصين لمصر على الاحتماء بكل معانى البناء والوطنية ومحاربة الفكر بالفكر وبناء العقل منذ الصغر على الألفة والمحبة والمواطنة وقبول الآخر وغيرها من الأفكار التى تكسب الأطفال والشباب مهارة التفكير الجيد وإعمال العقل بل وشجاعة الحوار والجدل فيما لا يتفق مع الأفكار السوية التى يتبناها المجتمع متمثلا فى أسرته ومحيطه الاجتماعى فى المدارس والنوادى، والخطاب الثقافى الذى تتبناه هذه الجهات المؤثرة التى تعزز ارتباطه بالوطن وحفاظه على هويته وتكشف له الطريق إلى غد آمن يحقق فيه كل ما يتمناه من آمال. وهنا تأتى أهمية الربط بين مؤسسات الدولة المختلفة المنوط بها التصدى لجميع أشكال العنف والأفكار المتطرفة والإرهاب متمثلة فى وزارات الثقافة والشباب والرياضة والتربية والتعليم والإعلام بخطابها الذى لا يقل أهمية عن أسلحة القتال على الجبهة من دبابات وطائرات ولم لا؟ والوعى هو السلاح الذى يحمى الجبهة الداخلية للوطن. كنت أظن أن الأمر ربما يحتاج إلى بعض الوقت لكى يتم تنفيذ بروتوكولات التعاون بينها، الوقت الذى نحتاجه لترميم المسارح وإعداد الملاعب بما يجذب الشباب وتوفير آلات موسيقية هنا وهناك وتدريب الصغار وتنشيط منصات الإبداع بالمدارس بما يصل بالموهوبين منهم إلى ما يصبون إليه من بطولات ومعارض فن تشكيلى ونحت ونشر كتب تحمل أسماءهم. كنت أعلم أن جزءا من هذا يتم ضمن أنشطة المدارس اللاصيفية، ولكن بنسب متفاوتة يتحكم فى مردوده توفر الإمكانيات وحماسة القائمين على التنفيذ وإدراكهم لأهمية دورهم الوطنى لا فى تنفيذ عملهم فقط دون حماس. كنت أتمنى وأنظر إلى أمنيتى بنصف عين إلى أن فوجئت بتفعيل كل ذلك أثناء زيارتى لمدرسة ميت الحلوج الإعدادية للبنات بإدارة دكرنس التعليمية المدرسة التى رأيتها نموذجا يستحق الإشادة والتقدير. سيمفونية حية للتعاون فى بيئة جاذبة ومحفزة للتميز الذى يوجب الفخر والفرح حينما تتعاون المكتبة مع الموسيقى مع الإذاعة مع مجلات الحائط والتربية الرياضية مع وحدة تدريب فعالة. يحق لنا أن نفرح، على سبيل المثال لا الحصر بالطالبتين ملكة حسين وحزامها الأسود فى الكاراتيه وزهراء ياسر ومركزها الخامس على مستوى الجمهورية فى الكاتة هذا العام وصديقات المكتبة وطالبات التابلوهات الراقصة والإذاعة الصباحية التى صارت منصة لرؤية ٢٠٣٠ واستراتيجيتها وحفلات الموسيقى ومعرض الفن التشكيلى وورشات إعادة التدوير التى تعمل طوال العام كل ذلك برعاية معلمات دؤوبات وطنيات لا يتسع المجال لشكر كل واحدة منهن باسمها وصفتها ومديرة مستنيرة ترعى زهرات هذا الوطن بدعم كبير من مدير الإدارة الذى لا يتوانى عن تذليل العقبات وتقديم كل ما يسهم فى بناء شخصية متكاملة سوية تقف فى وجه التطرف والإرهاب بوازع من ضميرها وإيمانها بدورها الوطنى كجنود لا مواطنين لأنه فى وقت الحرب كلنا جنود. فى النهاية أقول: إذا كان كل هذا يحدث فى واحدة من المدارس البعيدة عن الأضواء البعيدة عن القاهرة الغافية على صدر البحر الصغير فلنا أن نؤمن بأن مصر لن يهزمها أحد.
آراء حرة
لن يهزمنا شيء ونحن أقوى بالفرح
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق