الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نحن نبني وَهُم يخربـون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى بداية الأسبوع الماضى زُرت «مدينة العلمين الجديدة»، مدينة مُتكاملة، تُشيد بها مشروعات سكنية وجامعات ومركزًا للثقافة والفنون، بها مشروعات سياحية وترفيهية، وأبراج عملاقة عددها (١٥) تُطل على الساحل يتراوح ارتفاعها بين ٣٠ إلى ٤٢ دورا، بإجمالى وحدات سكنية يبلغ ٤٥٦٦ وحدة سكنية ومولات تجارية وجراچات، ووصلت نسبة التنفيذ ٥٤ ٪ ووصلت عملية البناء فى الأبراج للدور الـ٢٦، إضافة إلى العمل على تنفيذ ٤٠٩٦ وحدة سكنية تابعة لمشروع «سكن مصر»، ولهذا فهى مدينة للمستقبل ولا بد أن نفتخر بها، فهى مجتمع جديد سيستوعب ملايين المصريين خلال سنوات قليلة، يتسابق البعض للحصول على الشقق السكنية فى الأبراج الشاهقة الجديدة التى تقع على ضفاف أجمل شواطئ العالم فى الساحل الشمالى، حسنًا ما فعلته الحكومة بقرارها زيادة عدد الأبراج الجديدة بعد نجاح التجربة، رغم ارتفاع أسعارها، إلا أن حجز الشقق انتهى سريعًا وهذا يؤكد نجاح الفكرة وقبول المواطنين لها، والآن العمل يسير على قدم وساق وبمعدلات سريعة، أعجبنى وجود «شباب» كثيرين يعملون فى كل مواقع الإنشاء، والمشرفين «شباب»، والإداريين «شباب»، ومعظم المسئولين «شباب».
وفى منتصف الأسبوع قامت «حركة حسم الإرهابية الإخوانية» بتنفيذ عملية إرهابية دنيئة بتفجير سيارة أمام معهد الأورام، ومنذ ما يقرب من أربعة أعوام قامت «حسم» بدور التنظيم السرى المسلح لجماعة الإخوان، بدأت التحقيقات مع عناصرها منذ شهر أغسطس ٢٠١٦ واستمرت لمدة (٨) شهور وتم توثيق اعترافات المتهمين فى (١٠) آلاف صفحة، وصدر القرار من نيابة أمن الدولة العليا بضم جميع العمليات الإرهابية التى قام بها أعضاء الحركة فى قضيتين أُطلق على القضية الأولى ( حركة حسم ١ ) وقُيدت برقم ( ٧٢٤ ) لسنة ٢٠١٦ حصر أمن دولة عليا، وأُطلق على القضية الثانية (حركة حسم ٢) وقُيدت برقم (٧٦٠) لسنة ٢٠١٧ حصر أمن دولة عليا، وقد اتطلعت على جزء من نصوص التحقيقات عن (٤) معلومات خطيرة تم إثباتها من خلال اعترافات المتهمين ومعاينة النيابة وتقارير الفنيين ومنها الآتى:
■ جميع أعضاء «حركة حسم» هُم فى الأساس من المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية.
■ وجود علاقة وثيقة بين قيادات «حركة حسم» وأجهزة استخبارات بعض الدول، ومنها «قطر وتركيا».
■ وجود أهداف رئيسية للحركة حاولوا تنفيذها ومنها: استهداف الأقباط والجيش والشرطة والقضاة.
■ ثبوت العلاقة الوثيقة بين بعض أعضاء وقيادات حركة حسم مع «تنظيم داعش الإرهابى».
ومن أهم هذه القيادات الإخوانية الهاربة بالخارج، والتى تسيطر على عناصر حركة حسم: يحيى موسى «إخوانى والمتحدث باسم وزارة الصحة فى فترة حكم الإخوان»، محمود فتحى «رئيس حزب الفضيلة»، أحمد عبدالرحمن «مسئول المكتب الإدارى للإخوان بالفيوم»، على بطيخ «قيادى إخوانى بالجيزة»، جمال حشمت «عضو مجلس شورى الإخوان»، مجدى شلش «عضو مجلس شورى الإخوان»، وقد شكل قيادات التنظيم بالخارج غرفة عمليات للتنسيق مع العناصر التابعة لهم فى داخل مصر.. وكان مسئول التنظيم السرى الإخوانى فى داخل مصر هو «محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد» وتم الكشف عن أنه هو القائد الفعلى لحركة حسم، وقد تمت تصفيته فى إحدى شقق البساتين بالقاهرة أثناء إطلاق النيران على قوة الشرطة التى توجهت للقبض عليه، وتوالت عمليات القبض على بعض العناصر الجديدة وإفشال عمليات إرهابية كثيرة قبل تنفيذها.. وطبقًا لاعترافات عنصرين خطيرين بالتنظيم، هما «محمد السعيد ونبيل إبراهيم الدسوقى عضوا التنظيم المقبوض عليهما» فإن «علاء السماحى أحد القيادات الميدانية للحركة «يحصل على ١٠٠ ألف دولار لتسيير أعمال حركة حسم شهريًا، وتأتى له من قيادات الإخوان فى «تركيا».. وتم تقسيم أعضاء حركة حسم إلى مجموعات هى (التدريب والتصنيع والرصد والتسكين والتزوير والتكتيك والعمليات والتنفيذ).
من أهم العمليات الإرهابية التى ارتكبوها ثلاث محاولات اغتيال فاشلة لكل من «المستشار زكريا عبدالعزيز النائب العام المساعد» و«المستشار أحمد أبوالفتوح قاضى محاكمة مرسى» و«الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق».. واغتيال العميد أركان حرب «عادل رجائى» واستهداف نادى الشرطة بدمياط واغتيال الرائد محمود عبدالحميد، رئيس مباحث مركز طامية بالفيوم واستهداف تمركز أمنى فى شارع الهرم واستهداف تمركز أمنى فى بنى سويف وتنفيذ حادث الوادى الجديد وتورط عناصر حسم المُنضمة لداعش فى تفجير «الكنيسة البطرسية».
وقبل أن ينتهى الأسبوع كشفت وزارة الداخلية عن العناصر المنفذة والمُدبرة والقيادات التى تُدير دفة العملية الإجرامية لـ«حركة حسم» أمام معهد الأورام، وليتم الكشف عن حلقة جديدة من «مسلسل العنف» الذى تقوم به جماعة لا تعرف إلا التخريب والفوضى والإفساد، ويُسيئون للإسلام وسماحته ووسطيته واعتداله وعدالته، ويستغلون الدين أسوأ استغلال، ووضعوا بذرة العنف والكراهية.
ووجدت نفسى أمام (٣) مشاهد حدثت فى الأسبوع «مشهد يدعونا للفخر: شباب يبنى مُستقبله ويتطلع لغد مُشرق».. «مشهد يدعونا للتكاتف للتصدى للإرهاب، قتل للأبرياء تقوم به جماعة ضالة تهدم الوطن».. «مشهد يدعونا للثقة، شرطة صامدة فى مواجهة التطرّف وقادرة على مواجهته بكل شرف».