ذكرت البوابة الرقمية لـ (تيار المستقبل) في لبنان أن هناك مشاورات مستمرة لتهيئة المُناخ الملائم لعودة جلسات مجلس الوزراء للانعقاد، وذلك بعد توقف للعمل الحكومي في البلاد لأكثر من شهر، جراء تداعيات التجاذب السياسي الناتج عن أحداث العنف التي شهدتها منطقة الجبل، مشيرة إلى أن الساعات القادمة ستكون "حاسمة في تحديد مصير جلسة الحكومة".
ونقلت "مستقبل ويب" - التي تعد الذراع الإعلامي الناطق باسم تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري - عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" تأكيدها وجود اتصالات مكثفة في الوقت الحالي بين الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على ضوء النتائج التي توصل إليها مدير جهاز الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في سبيل إنهاء أزمة حادثة الجبل.
وأشارت إلى أن الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء تنتظر استكمال المشاورات هذه الليلة، والتي قد تتطلب ساعات إضافية قبل الوصول إلى القرار النهائي.
وكان الحريري قد التقى - في وقت سابق اليوم - بالرئيس اللبناني ميشال عون، كاشفا - في تصريح مقتضب عقب اللقاء - أن التوصل إلى حلول للأزمة السياسية التي تشهدها البلاد أصبح وشيكا ومعربا عن تفاؤله بقرب انتهاء الأزمة.
ويشهد مسار العمل الحكومي في لبنان حالة من الجمود والتوقف التام، حيث لم تنعقد جلسات مجلس الوزراء منذ ما يزيد عن الشهر، خشية تحول مجلس الوزراء إلى "ساحة للمواجهات" بين القوى السياسية، في ظل احتقان سياسي شديد وخلاف وانقسام كبير حول المسارات القضائية التي يجب أن تُتبع في حادثة الجبل.
وشهدت منطقة الجبل - في 30 يونيو الماضي - أحداث عنف واشتباكات مسلحة دامية، حيث قطع عدد من أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي الطرق بمدن وقرى الجبل، تعبيرا عن الاحتجاج على زيارة وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. كما تعرض موكب وزير شئون النازحين صالح الغريب، وهو حليف لباسيل، لإطلاق النيران عقب مشاركته في جانب من جولة الوزير باسيل.
وكان المحتجون على زيارة باسيل إلى الجبل قد قطعوا الطرق بهدف منع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التي أدلى بها تستهدف الوقيعة وتشعل الفتنة الطائفية وتستحضر أجواء الحرب الأهلية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل.
وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين للوزير صالح الغريب، المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب، وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث.
وبينما اعتبر الحزب الديمقراطي اللبناني والتيار الوطني الحر أن الحادث مثّل "كمينا مسلحا" فإن الحزب التقدمي الاشتراكي ينفي بصورة قاطعة صحة هذا الاتهام، مؤكدا أن رئيس التيار الوطني الحر أدلى بتصريحات انطوت على استفزاز وتعصب واستثارة الأحقاد والمشاعر الطائفية بين الدروز والمسيحيين في الجبل، وهو الأمر الذي دفع أنصار الحزب الاشتراكي إلى قطع الطرق في الجبل بصورة عفوية، وأن المرافقين الأمنيين للوزير الغريب هم من بادروا بإطلاق النيران بصورة عشوائية ومكثفة على المحتجين.
وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز. ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.