أكد أعضاء مجلس النواب اللبناني عن (تيار المستقبل) تضامنهم الكامل مع مصر والمصريين في المواجهة مع الإرهاب، مقدمين التعازي إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع أمام المعهد القومي للأورام بالقاهرة، وأدى إلى سقوط العديد من المواطنين الأبرياء بين قتيل وجريح.
جاء ذلك في ختام اجتماع الكتلة النيابية لتيار المستقبل، مساء اليوم، برئاسة النائبة بهية الحريري.
كما بعث القيادي السياسي الدرزي وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، برقية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعرب خلالها عن استنكاره العملية الإرهابية، مُقدما التعازي لأسر الضحايا والشعب المصري، ومتمنيا لمصر دوام الاستقرار والسلام كونه يمثل أهمية كبيرة للمنطقة العربية بأكملها.
من ناحية أخرى، نقلت النائبة عن (تيار المستقبل) ديما جمالي - أثناء تلاوتها للبيان الصادر عن نواب التيار المجتمعين - تحذير كتلة المستقبل النيابية من خطورة الاحتقان السياسي الراهن في لبنان والمسار التصعيدي الذي تشهده البلاد جراء تداعيات أحداث العنف والاشتباكات المسلحة التي وقعت في منطقة الجبل قبل نحو 5 أسابيع، داعية إلى إعطاء فرصة جدية لجهود المصالحة التي يعمل عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري بمؤازرة من رئيس الحكومة سعد الحريري.
وشددت على أن "الشحن السياسي" والمواقف التصعيدية للقوى السياسية، تلحق أضرارا جسيمة بالوضع الاقتصادي، وتهدد مقومات السلم الاهلي والعيش المشترك والاستقرار السياسي، مؤكدة أنه من غير الجائز أن "تُشرع الأبواب لأدوات الفتنة الأهلية من جديد".
ويشهد مسار العمل الحكومي في لبنان حالة من الجمود، بعدم انعقاد جلسات مجلس الوزراء منذ ما يزيد عن الشهر، وذلك بعدما اضُطر رئيس الحكومة سعد الحريري إلى تأجيل الجلسة التي كانت مقررة لاجتماع الحكومة في 2 يوليو الماضي، مشيرا إلى أنه ارتأى إيقاف الجلسات في ظل الأجواء المشحونة والاحتقان السياسي الكبير في البلاد جراء أحداث عنف الجبل، وحتى لا يتحول مجلس الوزراء إلى "ساحة للمواجهات" بين القوى السياسية.
ووقعت في منطقة الجبل في 30 يونيو الماضي، أحداث عنف مسلحة أودت بحياة شخصين وإصابة أشخاص آخرين، على نحو تسبب في توتر سياسي شديد في عموم لبنان، وذلك على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى عدد من قرى الجبل، حيث اندلعت اشتباكات نارية مسلحة بين أعضاء الحزب الديمقراطي اللبناني الحليف لباسيل، وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، بعدما اعتبر الفريق الأخير أن "باسيل" أدلى بتصريحات من شأنها إشعال الفتنة الطائفية بين المسيحيين والدروز من سكان الجبل.
وتصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية وتيرة الخلافات والمواقف والمواقف المضادة بصورة كبيرة بين القوى السياسية الرئيسية في لبنان، حيث يتهم فريق التيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني - مدعومين بقوة من حزب الله - الحزب التقدمي الاشتراكي بـ "تدبير كمين مسلح في الجبل لاغتيال باسيل ووزير شئون النازحين صالح الغريب".. وفي المقابل يتهم "التقدمي الاشتراكي" الفريق الأول بالتدخل في عمل القضاء واصطناع وتلفيق اتهامات في إطار الاستغلال السياسي للقضية وتنفيذ عملية تطويق وحصار سياسي بصورة ممنهجة بإيعاز من حزب الله وقوى إقليمية متحالفة معه.