الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«جـبهة داخلية» قوية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لو وصفنا «مصر من الداخل» منذ عام ٢٠٠٤ وحتى يناير ٢٠١١ سنقول الآتى: حزب حاكم انقسم إلى حرس قديم وحرس جديد، وزراء ظلوا فى مناصبهم لأكثر من رُبع قرن وأصبحوا «مراكز قوى»، ظهور حركات مُناوئة استطاعت تنظيم مظاهرات سببت صداعًا فى رأس النظام، تزوير انتخابات البرلمان وعدم احترام إرادة الشعب، تعيينات للمحاسيب والأتباع والأنجال فى كل مؤسسات الدولة، ترهُل واضح لدى صانع القرار وفشله فى إدارة الأزمات المُتلاحقة، عدم القدرة على مواجهة المنظمات الحقوقية حتى لا تغضب الجهات والدول التى تُمولهم، وسائل إعلام خاصة توحشت وسعت لتحقيق مصالح وأهداف من يملكونها وزاد نفوذ من يملكونها وشكلوا إمبراطوريات يصعُب التصدى لها، ظهور «حيتان الآراضى» الذين وضعوا أيديهم على مساحات شاسعة من الأراضى فى غياب الدولة مثل سيطرة أسماء بعينها على أراضى الطريق الصحراوى وطريق الإسماعيلية والغردقة ومرسى علم وشرم الشيخ ومطروح وأسوان، ظهور فجوة بين الدولة والقضاة وخرج القضاة فى مسيرة بالأوشحة أمام دار القضاء العالى، بيع شركات القطاع العام بأبخس الأثمان وخروج مظاهرات عمالية وصلت لحد المبيت أمام مبنى رئاسة الوزراء بشارع قصر العينى، وإهمال متطلبات الشعب وعدم وجود رعاية صحية مناسبة وتفشت الأمراض ولَم يجد الشعب من ينصُره ويأخذ بيده.
.. كل هذا خلق بيئة سهلة جدًا لتنفيذ المخطط الخارجى لهدم الدولة بالتعاون مع جماعة الإخوان التى خرجت من تحت الأرض لتظهر للعلن، وساعد على تهيئة الدولة للسقوط.. وبمعنى آخر كانت «الجبهة الداخلية» ضعيفة، هشة، مُفتتة.. وأقول «لو كانت الجبهة الداخلية قوية وعفية ومتماسكة وصلبة لما نجح مخطط إسقاط الدولة».. وبعد وصول الإخوان للسُلطة نجحوا ببراعة يحسدوا عليها فى إكمال مخطط إسقاط الدولة بسرعة مذهلة، وقضوا على ما تبقى من أطلال الدولة، لم يهتموا بمصر وأهلها وهمومها، لم يهتموا بإصلاح الأحوال المعيشية بل خدعوا الشعب بمشروع النهضة ولَم نر «لا المشروع ولا النهضة» بل رأينا متطرفون مُخادعون لا تشغلهم «مصر» بل تشغلهم «الجماعة».. هنا أصبحت مصر على شفا الدخول فى دائرة «الدول الفاشلة» أو «الدول المُقبلة على الفشل».
واجه الرئيس السيسى هذا التحدى الصعب منذ توليه السلطة وبذل جهودًا جبارة ليؤسس «جبهة داخلية قوية».. أعاد بناء مؤسسات الدولة، سعى لـ«عدالة اجتماعية» كُنا نتمنى تحقيقها ونادينا بها، اهتم ببطاقات التموين وزادت مخصصاتها المالية واهتم برفع مرتبات أصحاب المعاشات، قضى على العشوائيات التى كانوا يُعايروننا بها فى وسائل الإعلام وأنشأ مناطق سكنية جديدة لهم ونقلهم إليها، وفر شقق لمحدودي الدخل، قرر تطوير شركات القطاع العام وتحويل خسائرها لمكاسب، أنشأ شبكة طرق لتساعد على تقليل الزحام وأنشأ كبارى جديدة تعتبر مفخرة لنا لتسهيل حركة النقل ومنها كوبرى روض الفرج، قرر حفر قناة السويس الجديدة لتساعد على زيادة عدد السفن العابرة لكى يزيد دخل القناة، والآن نجنى الثمار فقد مرت ٨١ سفينة فى اليوم ونأمل فى القريب العاجل أن تصل عدد السفن العابرة لـ ٩٨، إنتهى من إنشاء أنفاق سيناء ومشروع تنمية غرب قناة السويس وشرق التفريعة، وطور المطارات وأنشأ مطارات جديدة، ومنها مطار غرب القاهرة ومطار العاصمة الإدارية وطور الموانئ، وأنشأ مزارع سمكية، ورشد الدعم وأعاد توزيعه ليستفيد منه الغلابة، واهتم بصحة المواطنين وحققت مبادرات ١٠٠ مليون صحة نجاحًا غير مسبوق واستطاع القضاء على قوائم الانتظار فى العلميات الحرجة، لتستفيد منها فئة من الشعب عانت من التجاهل سنوات وسنوات، قرر بكل جرأة خروج الوزارات من زحمة القاهرة وأسس العاصمة الإدارية وبدأنا نرى مرحلتها الأولى، والتى تضم شقق إسكان اجتماعى واقتصادى واستثمارى ومخطط لها أن تستوعب ٦ ملايين نسمة، وبدأ فى مدينة العلمين الجديدة والتى ستستوعب ٤ ملايين نسمة، طور التعليم، أعاد هيبة مصر ورسخ لسياسة خارجية عاقلة وأعاد العلاقات الأفريقية وترأس الاتحاد الأفريقى، حارب «حيتان الأراضى»، بدء فى مشروع المليون ونصف فدان، نجح فى حل مشكلة الكهرباء وأصبحنا نوفر الطاقة للمستثمرين، طور سلاح الجيش، لم يبخل على الشرطة بأى معدات، واحترم القضاء، حارب الإرهاب بكل جسارة، وقر الأزهر الشريف، وقدس الكنيسة المصرية، فى كل حواراته يشكر الشعب على تحمُله الأعباء الاقتصادية الثقيلة، احترم إرادة الشعب ويضع مصلحة الوطن أمام عينيه، لا يساوم ولا يجامل ويتحدث لشعبه بكل صدق ولا ينتمى لحزب سياسى وجميع مؤيديه يعتبرون «ظهيره الشعبى»، احتضن الشباب وواجههم واستمع لهم ونفذ آراءهم، شاهدناه محاربًا الفساد وتم الكشف عن قضايا فساد كبرى.. كل هذا ساعد على بروز الأمل لدى المواطنين وشيوع التفاؤل بغد أفضل وخلق إرادة للتغلب على التحديات، لذا أصبحنا نرى تحركات شعبية للتصدى لمن يسيئون للدولة وهذا يُسمى بـ(جبهة داخلية قوية) واعية، يقظة، تعرف مصلحة الوطن وتخاف عليه وتريد الحفاظ على ما تم تحقيقه وتحمى الدولة وتتكاتف فيما بينها للتصدى للمخاطر كونها (على قلب رجل واحد).