السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ياللا يا شباب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بصراحة، عقد «مؤتمر وطنى للشباب» فكرة رائعة، تستحق منا الإشادة، تستحق أن نشكر صاحبها، ونشكر من شجعها ومن طبقها ومن حرص على استمرارها، ونشكر من صمم على ضرورة عقدها فى محافظات مختلفة، ونشكر أيضًا من نفذها ومن حرص على وجود أطياف مختلفة من شباب مصر من الجامعات والأحزاب.
وبصراحة أكثر، كُنا لسنوات طويلة لم يتحاور الشباب المصرى مع رئيسهم، لم يواجهوه وجهًا لوجه، لم يلتقوا به ويسألوه عما يشغلهم ويدور فى عقولهم، بل بالعكس فقد امتنع الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن لقاء قيادات الأحزاب فى العشرين عامًا الأخيرة من حكمه، ورفض تمامًا عقد أى لقاءات مع المثقفين تقريبًا منذ أن قام الدكتور الراحل محمد السيد سعيد بإحراجه فى معرض الكتاب عام ٢٠٠٥ وطالبه بضرورة البدء فى الإصلاح السياسى والدستورى لإنقاذ البلاد.. ومن يومها ولَم يُكررها «مبارك»، وانقطعت الصلة بينه وبين الأحزاب والمُثقفين، وبطبيعة الحال كانت الصلة مقطوعة مع الشباب.. لذلك زادت الفجوة بين «مبارك والشباب».
وبعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١، ظهر شباب من نوع خاص، شباب تشعر من الوهلة الأولى بأنهم ناقمون على المجتمع، كارهون للوطن وهُم الشباب الذين تدربوا فى «صربيا» على مُعاداة الشرطة وأصبحوا يدعون للصدام مع مؤسسات الدولة بهدف إسقاطها.. وشباب آخر قال عن نفسه «نحن شباب ثورى» وأسسوا «حركات وائتلافات» وَهُم فى الحقيقة أبواق تعمل لخدمة مصالح رجال أعمال مُغرضين.. إضافة لشباب آخر تدرب على كيفية إسقاط الأنظمة الحاكمة فى «أكاديمية التغيير» فى «لندن» والتى تمولها «قطر» ويُشرف عليها الدكتور الإخوانى هشام المرسى، طبيب الأطفال وزوج ابنه الشيخ الإخوانى يوسف القرضاوى.. وفوجئنا بأن هؤلاء الشباب هُم فى الحقيقة مُجرد قطيع إخوانى من الذين يسمعون ويطيعون لـ«مُرشد الإخوان».. نعم هُم شباب كان كل همهم تبنى وجهات نظر جماعة الإخوان والسير فى رِكابها والإساءة لمؤسسات الدولة، بل والطعن فى من يدافعون عن مؤسسات الدولة.. هنا زادت خطورة هؤلاء الشباب على الدولة.
وكان لزامًا على الرئيس عبدالفتاح السيسى حينما تولى المسئولية أن يُعالج كل هذه الفجوات، ورغم أننا كُنا نعرف أن هذه العلاج لا يحتاج لـ«مُسكنات وقتية» بل يحتاج لـ«جراحات عاجلة»، شريطة أن يكون علاجًا شاملًا للتشوهات التى طرأت على أفكار بعض الشباب، مع ضرورة الاقتراب من الشباب، والاستماع لهم، بل وفى كثير من الأحيان الأخذ بآرائهم وتشجيعهم، وتنفيذ أفكارهم الجديدة، ودعم المتفوقين منهم، ليس هذا فقط، بل جعلهم فى مُقدمة الصفوف، وهذا ما فعله «الرئيس السيسى».. هنا طرأت فكرة «الحوار بين الرئيس والشباب» فى مؤتمر للشباب من الألف للياء، ليعرضوا أفكارهم ويناقشوا الرئيس ويسألونه فى كل شىء دون وجود أى محاذير، وتطورت الفكرة ليعقد مؤتمر الشباب فى محافظات مختلفة، لتكبر الفكرة ويتم دعوة شباب العالم للمشاركة وليحمل المؤتمر رسالة السلام والمحبة والحوار بين شباب العالم.
لم تتوقف اهتمامات الرئيس السيسى بالشباب فى عقد مؤتمرات للشباب فقط، بل كان الرئيس السيسى مهتمًا اهتمامًا شديدًا بضرورة إعداد وتأهيل الشباب الناجح للقيادة، وتم إنشاء «الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب».. وتم التحاور بين شباب الأحزاب ليتم تشكيل «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين».. وشاهدنا تبنى الشباب المجتهد والمُبدع وَهُم الذين انضموا لشباب البرنامج الرئاسى ويطلق عليهم (شباب PLP) وتم تخريج دفعات كثيرة منهم، وانضم عدد كبير من الشباب للوزراء والمحافظين ليعملوا كـ«مساعدين لهم».
وبدون أدنى مجاملة، نستطيع القول إن الرئيس السيسى اقترب من الشباب ودعمهم، أقدم على مشروعات قومية كبرى فى كل بقاع مصر ويعمل فى هذه المشروعات شباب مصر، وحقق معدل نمو اقتصادى بلغ ٥٫٦ % بأيدى الشباب.. لو ذهبت لـ«مدينة العلمين الجديدة» ستجد شباب مصر يبنى ويُعمِر، ولو ذهبت لـ»«هضبة الجلالة» ستجد سواعد شباب مصر تُقيم مجتمعا جديدا يستفيد منه شباب مصر، لو ذهبت لمشروعات الكهرباء والطرق والكبارى والمزارع السمكية وكل المدن الجديدة ستجد شبابنا المجتهد الذى راهن عليه الرئيس السيسى يعمل دون كلل أو ملل، لو ذهبت لمشروعات شرق قناة السويس أو المليون ونصف المليون فدان أو المطارات الجديدة ستجد شبابا «زى الورد» يفتح ذراعيه للمستقبل.
ياللا يا شباب.. شاركوا فى «مؤتمر الشباب» وإسألوا الرئيس عما يدور فى عقولكم، فضفضوا له عما يشغل بالكم، كلموه، شاركوه، فهذا مؤتمركم وأنتم أبطاله وأنتم من ستجنون ثماره
ياللا يا شباب.. انهضوا ببلدكم وشاركوا فى تعميرها، اصنعوا مُستقبلكم، وتسلحوا بتاريخ أجدادكم، أسسوا لمرحلة جديدة شعارها «العمل ثم العمل»، استغلوا دعم رئيسكُم وأعيدوا كتابة أمجاد وطنكم، انجروا، عمروا، ابنوا، فقد راهنا عليكم بأنكم قادرون على صون الوطن وتنمية مُقدراته، وتذكروا جيدًا أن «مصر» تنتظر منكم أن تُعلوا رايتها، وترفعوا هامتها، وتشاركوا فى تنميتها، وتضعوا أنفسكم فى خدمتها، فـ«توكلوا على الله»، وتذكروا أيضًا أن أمامكم فرصة ذهبية لدفع وطنكم للأمام، فلا تُضيعوها، فأنتم الحاضر والمستقبل.