الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

توفيق الحكيم.. رحلة إلى الغد

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر توفيق الحكيم واحدًا من أهم رواد الكتابة الروائية والمسرحية في العصر الحديث، والذي تحل اليوم الجمعة ذكرى وفاته من العام 1987، وقد ترك الحكيم ما يقرب من 60 كتابا، تنوعت ما بين القصة والمسرحية، وكذلك المقالات والكتب الفكرية والفلسفية وكتب السير الذاتية.
ولد توفيق الحكيم في 9 من أكتوبر عام 1898 بمدينة الإسكندرية لأب مصري وأم من أصول تركية.
حصل على شهادة البكالوريا عام 1921، ثم انضم إلى كلية الحقوق بسبب رغبة أبيه الذي يعمل في القضاء، التحق الحكيم بعد ذلك بمكتب أحد المحامين المشهورين، فعمل محاميا متدربا فترة زمنية قصيرة، ونتيجة لاتصالات عائلته بأشخاص ذوي نفوذ تمكن والده من الحصول على دعم أحد المسئولين في إيفاده في بعثة دراسية إلى باريس لمتابعة دراساته العليا إلا أنه قرر عودته إلى مصر بعد ثلاث سنوات من إقامته هناك ولم يستطع إتمام دراسته والحصول على الدكتوراه.
بدأ الحكيم الاهتمام بالأدب منذ مرحلة دراسته الثانوية؛ إذ كان يتردد على المسرح بشكلٍ دائم، وأسهم هذا في تعزيز حبّه للأدب المسرحي، وعندما أكمل دراسته في فرنسا اهتمّ بمتابعة الأدب العالمي وخصوصًا ما كان منتشرًا من كتبٍ في المكتبات الفرنسية، وأسهم ذلك في دعم موهبته الكتابية للرواية والمسرحيات، وأثّر هذا التحول الواضح في حياة الحكيم على دراسته، مما أدى إلى عودته إلى مصر دون حصوله على شهادة في القانون، وقد اعتمد توفيق الحكيم في كتابته على الموضوعات التراثية، والتي استمدّها من التراث المصري والأدب العربي.
تميز أسلوب الحكيم في الكتابة المسرحية بأنّه كُتِب من أجل القراءة فقط؛ لذلك لا يمكن تمثيل العديد من مسرحياته، مما أدى إلى تسمية طريقته في الكتابة المسرحية باسم المسرح الذهني، والذي يكتشف القارئ تفاصيله من خلال القراءة والرموز التي تضاف إلى النص وترتبط مع الواقع بشكل مباشر إذ حرص توفيق الحكيم على إضافة العديد من الأحداث شبه الواقعية إلى مؤلفاته.
ألّف توفيق الحكيم العديد من المؤلّفات الأدبية في مجال الروايات، والقصص القصيرة، والمسرحيات، وغيرها، وتجاوز عدد مؤلفات توفيق الحكيم أكثر من 60 مؤلفا، كما تُرجم العديد من مؤلّفاته إلى لغات عالمية، ومن أهم أعمال الحكيم مسرحية أهل الكهف، ومسرحية الحمير، وشهرزاد، والملك أوديب، وسليمان الحكيم، وله العديد من الروايات مثل عصفور من الشرق، وعودة الروح، وحمار الحكيم.
رأى الحكيم في احدى مقالاته بمجلة الهلال عام 1959 أنه إذا عاش لسنة ٢٠٠٠ سيكتب قصة فى تلك السنة يستمد حوادثها من صميم التقدم الذى تصل إليه البشرية فى تلك السنة، وذلك إذا لم تقم حرب خلال الأربعين سنة المقبلة، وأمكن للقوى المتصارعة فى العالم أن تسخر العلم فى خدمة البشرية، وفى ذلك العالم سيظهر الكثير من الاختراعات التى تهدف إلى رفاهية بنى البشر، وربما قامت الدولة بتوزيع الغذاء المادى والعقلى على الناس كما صوره فى مسرحيته «رحلة إلى الغد»، وسيكون كل شىء فى متناول اليد، وتسخر الآلة فى خدمة الإنسان ويتيسر السفر بين الأرض والكواكب.
وبيّن توفيق الحكيم: أنه إذا وقعت الحرب فقد يرجع العالم عدة قرون إلى الوراء، وربما وصلنا إلى الأحوال التى كانت سائدة فى القرون الوسطى، وأرجو أن يسخر العلم فى خدمة البشرية بدلا من دمارها لأن ذلك إن حدث ستسعد البشرية بالكامل.
حصل الحكيم على العديد من الجوائز، من أبرزها قلادة النيل عام 1975، وجائزة قلادة الجمهورية عام 1957، والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975، كما أطلق اسمه على مسرح محمد فريد اعتبارًا من عام 1987.