قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إنه سيسلم البلاد إلى رئيس الجمهورية المقبل، على نحو أفضل بكثير مما هي عليه حاليا على صعيد الأوضاع البيئية والاقتصادية والاجتماعية. مضيفا: "سنتجاوز الأزمة الحالية وسيتحسن الوضح تدريجيا وكل يوم سيكون أفضل من الذي قبله".
وأشار عون – خلال استقباله مجموعة من الطلاب الذين يمثلون مختلف الجامعات اللبنانية – إلى أن الأوضاع المعيشية لن تتحسن إلا مع تطبيق الخطة الاقتصادية الجديدة التي بدأ العمل عليها، والتي من شأنها أن تزيد فرص العمل في مختلف المجالات.
وتابع قائلا: "نحن بحاجة اليوم إلى تعاون الجميع لتحقيق النهضة، وعلى الجميع تقديم التضحيات للتخلص من الأزمة الحالية، فاذا لم نضحِ اليوم بالقليل فسنخسر بعدها الكثير".
وشدد على أن محاربة الفساد معركة مستمرة وغير متوقفة. مضيفا: "ولكننا لا نسعى إلى التشهير بالناس، وستشعرون من تلقاء أنفسكم بأن الأمور تتحسن".
ولفت إلى أنه يُبدي اهتماما كبيرا بأوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنه يتابع عن كثب قضاياهم، ويسعي إلى وضع كوتا (حصة) لهم في الوظائف على نحو ملزم، خاصة في ظل وجود قانون يتعلق بهذه الشريحة المجتمعية غير أنه لم يتم تطبيقه منذ صدوره عام 2000 وحتى الآن.
واعتبر عون أن الأزمة التي يمر بها لبنان حاليا مرجعها عوامل عديدة منها "تراكم الأوضاع المالية غير الصحيحة جراء أخطاء الحكم في العهود السابقة" إلى جانب الأزمة الاقتصادية العالمية، والحروب الدائرة في الدول المحيطة والتي أدت إلى قطع التواصل التجاري بين لبنان والدول العربية، وأزمة النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وما خلفته من انعكاسات على البنى التحتية والأوضاع الأمنية والاقتصاد وتأثيرها على فرص العمل.
وأشار إلى أن السنوات الثلاث التي شارفت على الانتهاء من فترته الرئاسية، تم خلالها "تحقيق العديد من الإنجازات" في مقدمتها القضاء على الإرهاب وضرب الخلايا الإرهابية النائمة، واستقرار الأوضاع الأمنية وإقرار قانون جديد للانتخابات النيابية والذي أفرز مجلسا جديدا، وبدء العمل على حل أزمات قطاع الكهرباء والمياه.
وأضاف أن من بينها "الإنجازات" إقرار موازنة عامة للبلاد بعد مضي سنوات طويلة لم يتم خلالها إقرار الموازنة بما يمهد لضبط الوضع المالي وتخفيف العجز في الدولة وزيادة فرص العمل، والبدء في تنفيذ المشروعات الإنمائية وفقا لمقررات مؤتمر باريس الدولي لدعم الاقتصاد اللبناني (سيدر) والمضي قدما في خطوات مكافحة الفساد في العديد من دوائر الدولة.
وأكد أن لبنان يعاني من تأثير سلبي للشائعات، موضحا أن البعض يعمد إلى تضخيم المشاكل التي تمر بها البلاد، على صعيد الوضع البيئي للشواطىء أو الأزمة الاقتصادية على نحو يؤثر سلبا على حركة السياحة.
وقال: "صحيح أن أزمة الاقتصاد والتلوث موجودان في لبنان، ولكنهما ليسا بالحجم الذي يتم تصويره، فهناك جزء كبير من الشاطىء اللبناني غير ملوث، كما أن الأزمة الاقتصادية يمكن تخطيها عند اتخاذ الترتيبات اللازمة. إن الشائعات تنتشر بسرعة وتلقى رواجا، فيما ليس هناك إقبال كبير على الحقيقة".