إحنا «مصر» نظمنا بطولة
كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، أبهرنا العالم بشهادة الجميع، وجمعنا الأفـارقـة
عندنا، ولمدة شهر استضفنا ٢٤ دولة أفريقية، تنافست منافسة شريفة لنيل شرف التتويج،
وكان محاربو الصحراء الجزائريون هم الأبطال الذين انتزعوا كأس البطولة عن جدارة
واستحقاق، وكُنا نحن أبطال التنظيم الرائع.
إحنا «مصر» انتزعنا
شهادات من كبار نجوم كرة القدم بأننا نجحنا وتفوقنا، «إنفنتينو» رئيس الاتحاد
الدولى لكرة القدم زار المتحف المصرى وتناقلت وسائل الإعلام العالمية صوره وهو
مبتسم أمام الآثار المصرية، رئيس مدغشقر زار المناطق الأثرية، نجوم الكرة
الأفريقية «إيتو ودروجبا وكانو وباتريك موبوما ورابح ماجر والحاج ضيوف» ظلوا فى
مصر لأكثر من شهر، المدرب العالمى مورينيو والنجم العالمى لويس فيجو والنجم
العالمى ريبييرى وعائلته جاءوا إلى مصر
إحنا «مصر» الدولة
العظيمة التى حكت قصتها الفنانة الشابة دنيا سمير غانم فى أغنية حفل الختام،
الدولة التى عانت من سنين واليوم تُبهر العالم، كلمات أغنية حفل الختام تُلخص
عزيمة شعب وحكاية وطن استيقظ، كلمات صاغها ببراعة الشاعر الغنائى أمير طعيمة،
أتخيل كل مصرى يُرددها بفخر واعتزاز وبصوت مُدوٍ (من كام سنة، عدى علينا أصعب وقت
فى عمرنا، أحلامنا مالِت للغروب على أرضنا إنت وأنا، قالوا خلاص مش هاتقوم لينا
قومة تانى وإننا، هانحصل اللى ضاعوا وراحوا قبلِنا إنت وأنا لكن على مين؟، المصرى
مابيعرفش يعنى إيه فشل؟، لو حط عينُه على حلمُه اعتبرُه حصل، وأديك إنت شوفت بقينا
فين، وأدينا النهاردة عملنا اللى قالوا عليه مُستحيل، وأدينا النهاردة نجحنا
ونجاحنا دا ليه مليون دليل، وأدينا النهاردة بنبنى حلم لبُكرة ولجيل بعد جيل مصر
التاريخ وحضارة يحكُوا الناس عليها للأبد، إحنا فى قلب أفريقيا وليهُم سند، دول
أهلنا، وِدِى أرضنا مفتوحة ليكوا فى كل وقت وكل حين، وفى كل مرة تدخلوها سالمين،
إنتُم هنا فى قلبِنا، مش بالكلام أرض الأمان دا مش معناه ممكن يضيع، دى حقيقة
ملموسة وواضحة للجميع، والكُل شايف ولا إيه؟، مُش بالكلام باللى إحنا عملناه واللى
لسه هانعملوا، وما دام بدأنا طريقنا يبقى نكمِلوا، ولِحد آخر خطوة فيه).
إحنا «مصر» حققنا نتائج
إيجابية من هذه البطولة، فقد ساندنا أشقاءنا الجزائريين، شجعناهم ودعمناهم وأسعدنا
حصولهم على كأس البطولة، فعلاقتنا معهم لا تقبل التشكيك، وخير دليل على ذلك تواجد
الرئيس الجزائرى المؤقت عبدالقادر بن صالح فى بلده التانى مصر خلال مباراة نهائى
البطولة ولقاؤه بالرئيس عبدالفتاح السيسى.
إحنا «مصر» التى شهد لها
الأفـارقـة بأنها بلد الأمن والأمان، بلد الكرم وحُسن الضيافة، بلد فى أقل من خمسة
أشهر نظمت أهم وأنجح وأفضل بطولة أفريقية، بلد وفرت كل سبل النجاح لبطولة يشاهدها
أكثر من مليار ونصف، بلد فتح ذراعيه لأشقائه الأفـارقـة مُرحبًا بهم وسعيدًا
بتواجدهم على أرضه، بلد يُكن كل احترام وتقدير لِدول أفريقيا ويتشرف بامتداده
الأفريقى، بلد يحتفل بـ ٢٤ دولة أفريقية احتفالًا غير مسبوق.
إحنا «مصر» ومن حقنا أن نفرح ببلدنا التى نظمت البطولة ونجحت، نفرح بمؤسسات الدولة التى عملت على إنجاح البطولة، نفرح بنقل وسائل الإعلام المحلية والعربية والأفريقية والدولية لفعاليات البطولة، نفرح بأننا كُنا حديث الصباح والمساء فى أفريقيا بتنظيمنا المُذهل اللافت للنظر، نفرح بشباب مصر الذين تطوعوا لتنظيم البطولة وتحدوا أنفسهم واستطاعوا نيل احترام الجميع بعد أن تقدموا الصفوف ونالوا استحسانا وتشجيعا وتأييدا من الجميع، نفرح بملاعبنا التى أبهرتنا قبل أن تُبهر الأفـارقـة، نفرح بالسوايسة والإسماعيلاوية والإسكندرانية الذين أحسنوا استقبال الفرق الأفريقية وظهروا بالمظهر اللائق الذى ينم على طيبة المصريين ومعدنهم الطيب، نفرح بالقاهرة وأهلها وفنادقها التى استقبلت بمفردها ١٢ فريقا، نفرح بـ «محمد فضل» وزملائه من شباب مصر، نفرح بإمكانياتنا الجبارة وقدراتنا الهائلة وعزيمتنا الصلبة وإرادتنا الحديدية وطاقتنا التى تظهر حينما نتحمل المسئولية، نفرح لأننا جميعًا نحن المصريون كُنا نقول: أنا من البلد دى التى نظمت هذه البطولة، نفرح لأننا كُنا من سنين معدودة خايفين ننزل الشارع من الفوضى العارمة والآن نزلنا الشارع حاملين أعلام مصر للتشجيع والهتاف باسم مصر والاستمتاع بالمشهد الرائع بإستاد القاهرة، نفرح بعد ما فشلنا لسنوات وأخيرًا نجحنا، نفرح من قلبنا لبلدنا التى ظهرت أمام الأشقاء بأنها عامرة آمنة، نفرح لأنه لم يُعكر صفو البطولة شىء وخرجت دون أى تعليق سلبى، نفرح لأن الدولة ومؤسساتها قامت بدورها ولَم تُقصر، بصراحة من حقنا نفرح ببلدنا لأنها كانت «مِنورة» وما زالت، نفرح بمشاهد حلوة كثيرة ومنها زيارة نجوم الكرة الأفريقية وعدد من أعضاء اللجنة المنظمة لمستشفى أبوالريش، نفرح بالأخبار التى تداولتها صحف العالم ووسائل الإعلام عن مصر وحلاوتها ومظهرها وهو شيء لو تعلمون عظيم، نفرح باستضافتنا لحفل القرعة للبطولة القادمة من كأس أفريقيا ٢٠٢١ والتى ستقام فى الكاميرون، نفرح لإعلان الاتحاد الأفريقى لكرة القدم عن اختيار «الغردقة» لاستضافة حفل توزيع جوائز الأفضل فى أفريقيا فى يناير القادم من أفضل لاعب وأفضل فريق وأفضل مدير فنى نفرح لأننا كمصريين بنحب الفرحة، نفرح لأننا كُنا محتاجين نفرح، نفرح لأن «الفرحة حلوة».