الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصري على الخطوط الجوية الرومانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فيديو مدته خمس دقائق تم تصويره بالموبايل من داخل طائرة الخطوط الجوية الرومانية. الفيديو أذاعته قناة روسيا اليوم ويظهر فيه مواطن مصرى محاصر بأفراد شرطة رومانيين.. صراخ أطفال ونساء والمواطن تحت قبضة الشرطة والكلابش.. السبب خلاف على مكان تخزين حقيبة يد زوجة المصري.. طاقم الضيافة يريد الحقيبة على الرف والزوجة تريدها تحت قدمها لما تحتويه من أوراق مهمة وخلافة.
سافرت عشرات المرات وهذا خلاف متكرر يتم حله بحرفية ومهنية واحترام.. أما ما شاهدناه فهو عنف وصلف وقلة ذوق وإهانة.. حتى أن المصريين الذين ضمنهم هذه الرحلة سمعناهم يطلبون من بعضهم البعض النزول من الطائرة وعدم استكمال الرحلة.. صحيح أن المواطن الذى تعرض للاعتداء وصل بحمد الله سالما إلى مصر بعد تعديل جدول رحلته ولكن الجرح النفسى الذى تعرض إليه سيظل نازفا ما لم يتم تعامل جاد من الخارجية المصرية مع نظيرتها الرومانية.. بوخارست والقاهرة صديقتان ولكن ما رأيته وسمعته من صرخات بكاء الأطفال الذين تواجدوا فى مكان الحدث يعنى أن ما تم لم يكن طبيعيا ولا مقبولا.. ونسأل لو كان بديلا عن المصرى مواطنا آخر يحمل جنسية أوربية أو أمريكية هل كانت الشرطة الرومانية ستواصل عنفها ضد الرجل الذى تم حمله من يديه وأقدامه وسحله على أرضية الطائرة.
أتكلم عن كرامة المصرى وهيبة جواز السفر المصري.. نحن كمصريين دفعنا الضرائب وخدمنا الخدمة الإلزامية العسكرية ونعمل فى كل بلاد العالم كسفراء نرفع العلم المصرى بفخر واعتزاز.. ندعو كل من نقابله لزيارة بلادنا والتمتع بالنيل والأهرامات ومعجزة المعابد.. لم أقابل فى كل رحلاتى والتى تقترب من عشرين دولة لم أقابل مصريا إلا وكانت القاهرة فى قلبه.. لذلك جاء مشهد الطائرة الرومانية جارحا.
قرأت أن تحقيقا تم فتحه فى تلك الواقعة وأن وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج تتابع هذه التحقيقات وتنتظر النتائج لتحديد رد فعل مناسب يليق بالحدث والواقعة.. تلك الواقعة التى استفزت ليس العرب الذين تصادف وجودهم على متن الطائرة ولكن استفزت الركاب الرومانيين أنفسهم، فما حدث لا علاقة له بتجاوز راكب فى تخزين حقيبته، ما حدث كان استهتارا وانعدام مهنية وبشهادة عبدالله مباشر رئيس الجالية المصرية برومانيا فى تصريحات متعددة له يقول مباشر «إن الرجل المصرى متزوج من مغربية وكان قادما من فرنسا ترانزيت على بوخاريست القاهرة، وأن الشرطة الرومانية تعاملت مع الموقف بعنف أشبه بالتعامل مع الإرهابيين وكان هناك تعسف شديد».
وأضاف رئيس الجالية أن المواطن المصرى تم التعامل معه ومع أطفاله بطريقة همجية، وهو ما اشتكى منه الركاب الرومانيون أنفسهم اعتراضا على تلك الطريقة فى التعامل مع الموقف.
المؤكد هو أن تلك الواقعة ليست هى الأولى التى يصادفها مصريون بالخارج ولن تكون الأخيرة.. رأينا ذلك ليس فى الطائرات فقط ولكن فى المولات التجارية بدول الخليج.. رأينا هذا الموقف وأصعب منه فى المؤسسات التعليمية فى إنجلترا راحت ضحيتها شابة مصرية دفعت عمرها ثمنا لظاهرة العنصرية.. رأينا ذلك فى ألمانيا وراحت ضحية أخرى هناك. ما نريد قوله إنه آن الأوان لتقول مصر الجديدة كلمتها مصر ٣٠ يونيو التى أوقفت زحف الفوضى والإرهاب والحروب الأهلية عليها أن تقول الآن.. كل مصرى على الأراضى المصرية كرامته مصانة ومحفوظة بل كرامته فوق الرؤوس، وأن كل مصرى مغترب له الحماية الوطنية وله الدعم والرعاية.. ننتظر تحقيقات رومانيا وننتظر ما تعلنه وزارة الهجرة التى تتابع التحقيقات.