الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مذكرات على الحائط الأزرق «2 - 2»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت الإذاعية عايدة الكبتى فى التدوين على حائطها بمقال تعلق بذكرياتها مع سينما «لارينا جاردينا»،وكان أول ما اقتنصتهُ لها معجبة به فلم يعرف جيلى ذلك، وتشجيعا لها أرسلته للنشر بموقع ليبيا المستقبل مرفقا بصورتها وصورة السينما، وحظى بإعجاب (220 متابعا) وتعليقات مهتمين من سلك الأدب والصحافة والإعلام والتعليم، وعلى صفحتها كتابة كانت المتنفس وباب التواصل لها مع الآخرين، إذ كتابة المعلقين وردودها على إضافاتهم شكلت كتابة على كتابة ما استفدتُ منه عند جمع وحفظ مادتها هنا، الملفت أيضا أن التعليقات تقاربت فى نوع جنسها الرجال كما النساء، والطريف من تعرف عليها للمرة الأولى من المتابعين كجيل لم يعاصر صوتها فكانت سيرة عملها سجلا لما غُيب عنهم وعنهن قصدا.
مادة مدونتها توالت دونما تراتبية زمنية للموضوعات (سنلحظ غيابا لتواريخ أحداث فى متنها أيضا) فما يعن ببالها تكتبه، من سيرة نشأة، وعائلة، وعمل فى مجالات عاصرتها وقت ازدهارها خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وإن هى فيها لمددٍ قصيرة، لكنها سنوات مفعمة بالانشغال والاشتغال، عملها وزميلاتها بالإذاعة والصحافة، ومهنة التدريس حتى التقاعد. 
عايدة الكبتى بثت مشاعرها وأعلنت مواقفها، مباشرة أو بكتابة تهكمية ساخرة، وهى كما تنتقد نفسها صراحة، تنتقد ما يحصل فى واقع البلاد على مدى العقود الأربعة وعقد الثورة أخيرا، وتضع مقارنتها بزمانها هو الزمن الجميل، زمن رأته جميلا بمحافظته على تقاليده وقيمه وتمسكه بأخلاقيات العُرف بين الناس، ولعلها نظرة جيل المرحلة ما يحمل عنوان أنه الزمن الجميل الذى لا سبيل لاستعادته،ولا لعيش مستقبل أفضل ما بدا كأنه تقديسٌ أبدى لزمن ماضٍ!.
كل ذلك ورد مُخرجا على صفحتها، مُرفقا بصورٍ مُناسبة تنتقيها، وتعلن فى بعضها عن مصدرها استئذانًا وتحية شكر، وإن كان فقدها لكثير من صورها فى حادث حريق بشقتها غيب وثائق مهمة تركن لها وتقدم إثباتا تاريخيا من روح الزمان وعين المكان، وبالإضافة إلى ما عمر من أدراج ذاكرتها، وآرائها ووجهات نظرها حول الحاصل فى شئون بلدها وهو يخوض متغيرا عسيرا، صبت بحلقاتها، وخصت جانبا للثقافة الشعبية عادات وتقاليد، وطقوس وأزياء، وواجبات طعام، ألعاب أطفال قديمها وجديدها ما يمثل مادة أنثروبولوجية يمكن الاستفادة منها بجغرافيا محددة هى مدينة طرابلس، كما وعينها الراصدة لرحلها الاغترابى بأمريكا وبلدان أخرى. 
فى الكتاب ما تيسر من سيرتها: العائلية، الوظيفية الإذاعية والصحفية والتعليمية، وستكون المذيعة الأولى والإعلامية فى جيلها ومن بعده من تدون سيرتها رقميًا ثم كتابًا، بل والتى لم يكن مبتدأها مسودة ورقية وهى الشغوفة بالورق !، هى كتابة مُباشرة على الحائط بأخطائها المطبعية الإملائية، يتوازى مع ذلك عدم امتلاكها لخبرة تقنية أولية بكيفية الإضافة والتعديل، وستشكو كل هذه العلل علنا على حائطها، عايدة دونت بدأب رغم إصابتها المرضية فى بصرها مع علتى الضغط والسكر، فأى اجتهاد ومثابرة انتهجتها بشغف ابنة القرن المنصرم بما خطته طرقا بأناملها على لوحة العصر الآى باد، ما يمكن أن يذروه اختراق «هاكرز» ليصير كأن لم يكن، خبرا لكان !، وكى لا يتمكن العدو الرقمى من هزيمة المُنتج الشهادة والتاريخ، جاء إصدار عايدة الكبتى أول مذيعة تليفزيون ليبية جمعتها وحررتها بعد متابعة على صفحتها الخاصة وصفحتها الملحقة خربشات من الزمن الجميل، وحفظ (نسخ ولصق) على التوالى لمنشورات حائطها والصور المرفقة التى تخص منشور الحائط، مثّل فى بعضه مقاطع قصيرة، وبعضه ما يشبه المقالة، وفيه ما جاء فى ردودها للمعلقين أو لى على الماسنجر توضيحا لما غمض فى متن الحائط، قمتُ بتحريرها وترتيبها أيضا عبر خارطة بما يجعل منها مذكرات تجمع بين الذاتية (سيرتها)، والموضوعية وهو ماقاربتَهُ من أحداث ووقائع. وإذا ما ظهر تقصير أو خطأ فأتحمل مسئوليته، وأعتذر عنه، ممتنة لثقتها، وشاكرة لها منحى الإذن بالتصرف إعدادًا لا يمس صُلب المواد ومضمونها، متمنية لها ولكل أسرتها موفور الصحة والعافية.