الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ازدواجية السياسة الأمريكية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى مذكراتها كشفت هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق والمرشحة للرئاسة الأمريكية أن الولايات المتحدة هى التى صنعت القاعدة وداعش والإخوان لتنفيذ المخطط الصهيوأمريكى بتقسيم الدول العربية بوسائل حروب الجيل الرابع من إرهاب وشائعات وأكاذيب بالوكالة، حيث لعبت تركيا وقطر أقذر الأدوار بتمويل الإخوان وداعش لهدم الدولة الوطنية أولا فى العراق وسوريا لصالح إسرائيل، واعترفت هيلارى صراحة أن الولايات المتحدة كانت على وشك الاعتراف بما يسمى الدولة الإسلامية بين قوسين «داعش والإخوان والنصرة» فى المنطقة التى كانوا يسيطرون عليها بين سوريا والعراق، لولا شجاعة وتضحيات الجيش الوطنى فى كل من سوريا والعراق والذى تصدى للإرهابيين. وقد بدأ المخطط الصهيوأمريكى لتقسيم الوطن العربى فى ١٩٨٢، عندما قرر جورج بوش الابن غزو العراق بحجة أنها تمتلك سلاحًا كيماويًا، وتم تدمير الجيش العراقى وتدمير البنية التحتية واستخدام الإرهابيين لتنفيذ مخطط التقسيم. وفى فترة حكم الرئيس الأمريكى باراك أوباما ساند التنظيم الإرهابى للإخوان بمصر والحركات الثورية زعيمة التمويلات الأجنبية بالمال والسلاح والشائعات من خلال ثورة ٢٥ يناير، وبرغم نجاح الثورة فى اسقاط النظام إلا أن الإخوان سرقوا الثورة من أصحابها وركبوا الموجة وسرقوا الوطن بدعم أمريكى بريطانى تركى إيرانى قطرى، وفى ٣٠ يونيو أفشل الشعب المصرى المؤامرة وأسقط الحكم الفاشى والعميل للجماعة الإرهابية، بفضل مساندة الجيش والشرطة لثورة الشعب. وفى المؤتمر الإسلامى بالمملكة العربية السعودية اعترف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأن قطر هى الراعى الرسمى للإرهاب فى الدولة العربية، وأنها تأوى عناصر إرهابية فى قطر ارتكتب العديد من الجرائم الإرهابية فى الدول العربية. وبالرغم من أن السياسة الأمريكية المعلنة هى الحرب على الإرهاب، نجد الوجه الآخر للسياسة الأمريكية للرئيس الأمريكى عندما يستقبل منذ أيام فى البيت الأبيض تميم الراعى الرسمى للإرهاب، بل وأقام له حفل عشاء تكريمًا للأمير الإرهابى الذى وصفه ترامب بأنه حليف عظيم للولايات المتحدة، وبالطبع السبب فى هذا المديح أو هذا النفاق هو رشوة أمير الإرهاب فى قطر للولايات المتحدة الأمريكية، عندما قرر تميم توسيع قاعدة «العيديد» العسكرية الأمريكية والتى تضم ٢١ ألف عسكرى وصرف عليهم تميم من أموال الشعب القطرى ٨ مليارات دولار باعتراف الرئيس الأمريكى ترامب. كيف يقول ترامب إن حلفاء الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط هم: مصر والسعودية والإمارات، وفى نفس الوقت يغض الطرف عن دعم تركيا وقطر للتنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح لتدمير بعض الدول العربية؟! كما ظهرت سياسة الازدواجية التى تنتهجها الولايات المتحدة، عندما سمحت لتركيا بالمخالفة للقانون الدولى بإقامة منطقة عازلة شمال سوريا الدولة العربية، ثم تصدر «واشنطن» بيانًا تحذر «أنقرة» من التنقيب عن الغاز أمام سواحل قبرص؟! وإذا كانت الولايات المتحدة تحارب الإرهاب، لماذا سمحت لأمير الإرهاب فى قطر أن يجعل منها ثكنة عسكرية محتلة من قبل ميليشيات تركيا وإيران، خوفًا من أن يثور الشعب ضده ويسقطه؟! لماذا سمحت الولايات المتحدة لتركيا الدولة المارقة بأن تنقل مجموعات من الإرهاب بعد طردهم من سوريا والعراق، إلى ليبيا بالطائرات العسكرية التركية ليحاربوا بجوار التنظيم الإرهابى للإخوان، الجيش الوطنى الليبى، ومن أجل تصدير الإرهاب لمصر بدعمه بالمال والسلاح لاختراق الحدود الليبية الغربية تجاه مصر. والمعركة فى ليبيا اليوم بين الجيش الوطنى الليبى بقيادة خليفة حفتر وزير الدفاع وبين ميليشيات الإخوان التى يحميها فايز السراج رئيس حكومة الوفاق أو النفاق، وبدعم بالمال والسلاح من قطر وتركيا. مأساة الأمة العربية أنهم يظنون - وبعض الظن إثم - أن الولايات المتحدة حليفة للعرب، هل نصدق ذلك بعد اعترافات أمريكا، أن القدس عاصمة لإسرائيل العدو المحتل للأرض الفلسطينية؟! - هل نصدق ذلك بعد مخالفة الولايات المتحدة للقانون الدولى بأحقية إسرائيل فى احتلال الجولان السورية العربية؟! - لماذا لا يفكر العرب فى إقامة تحالف جديد مع أصدقائهم فى العالم؟! لماذا لا يقيم العرب تحالفًا قويًا ونظيفًا مع الصين وروسيا وبعض دول الاتحاد الأووبى؟! - الأزمة الحقيقية التى تعانى منها الأمة العربية أنهم يظنون أن ٩٩٪ من أوراق حل أزماتهم تكمن فى الولايات المتحدة، بالرغم من أنها لديها مخططات تسعى لتنفيذها لتقسيم الدول العربية من خلال حروب الجيل الرابع لصالح العدو الإسرائيلي. ينبغى على العرب - وهم قوة فاعلة - أن يتخذوا القرار الصحيح، فالولايات المتحدة هى التى صنعت الإرهاب لتدمير أمتنا العربية، من خلال أدواتها فى المنطقة تركيا وقطر وإيران، القرار الصحيح هو الذى سوف يحفظ لأمتنا أرضها وسيادتها واستقرارها.