الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العشق الممنوع بين ترامب والملالي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل هناك علاقة بين الفن والسياسة.. كثيرا ما كنت أبحث عن إجابة لهذا السؤال الجدلي، حتى تذكرت تفاصيل المسلسل التركي الشهير "العشق الممنوع" وأبعاد العلاقة بين بطلي العمل الفني "مهند" وسمر، والتى تجسد حالة فتاة جميلة لكنها انتهازية ومتملقة تفعل كل شيء من أجل الوصول لأهدافها وأطماعها فى الاستيلاء على كل ما يملكه الآخرون، وتبدأ علاقة مهند الشاب الوسيم القوي بالتوتر مع الفتاة الانتهازية وتصل إلى حد الصفعات المتبادلة، ثم تتوالى الشهور ليبرز مهند وسمر انجذابهما وتطور أحاسيسهما تجاه بعضهما فى علاقة حب سرية.
هذه الحبكة الدرامية تتطابق جميع أحداثها سياسيا بين إدارة ترامب، الذى يجسد دور مهند، وسمر التى يجسدها نظام الملالى، حيث بدأ ترامب علاقته بالتوتر مع نظام الملالى وتوجيه صفعات له وعقوبات وصلت إلى حد إعلان ترامب توجيه ضربة عسكرية لإيران وإيقافها قبل انطلاقها بعشرة دقائق، وكأن كل هذه المشاهد كربونية من المسلسل التركي، فبعد أن برز للعالم بأن هناك عداءً وبغضًا لا يمكن أن يكون هناك تواصل وتفاهم بعده بين ترامب ونظام الملالى، إلا أن العلاقات السرية والتى برزت أمس الثلاثاء الموافق 16 يوليو 2019 فى تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لا يريد تغيير نظام الملالي، يأتى هذا فقط كرسالة من ترامب بعد 24 ساعة من إنهاء مؤتمر المعارضة الإيرانية فى تيرانا عاصمة ألبانيا، والذى كان عنوانه "إيران حرة بدون نظام الملالي" بمشاركة كبيرة من مسئولين ونواب سابقين وحاليين فى الكونجرس الأمريكي إلى جانب محامي ترامب السابق رودي جولياني، الذين أكدوا جميعا أن نظام الملالى خطر يهدد المجتمع الدولي وحان الوقت لتغييره الآن بدلا من الغد لأنه أصبح سرطانا حقيقيا.
ويعد إعلان ترامب بشأن عدم تغيير نظام الملالى بمثابة فصل جديد فى منطقة الشرق الأوسط، يمنح الملالى فرصة التقاط الأنفاس والسعي لتنفيذ أجندته ضد جيرانه عبر أذرعه المختلفة، لذا مع هذا التغيير المعلن فى خطاب ترامب وجب تغيير استراتيجية التعامل مع نظام الملالي، حيث كانت تطلب المعارضة الإيرانية على لسان وزير خارجيتها محمد محدثين - خلال تصريحاته مع "البوابة نيوز" فى العاصمة الألبانية تيرانا - من المجتمع الدولى والدول العربية بأن تصبح المعارضة برئاسة مريم رجوي الممثل الشرعي للشعب الإيراني وإسقاط الشرعية الدولية عن نظام الملالي، لذا أصبح هذا أحد الخيارات المطروحة لإنهاء هذا النظام دون الدخول فى حروب، ولكن بعد إعلان ترامب ربما تظهر تغييرات فى مواقف مختلفة من العالم تدعم هذا الخيار لتجبر ترامب على إنهاء العلاقة مع هذا النظام الذى يهدد أمن المنطقة.