سيناريو خروج منتخب مصر من كأس الأمم الأفريقية فى نسختها رقم ٣٢، المقامة حاليا على أرض الكنانة، أمام جنوب أفريقيا، من ثمن نهائى البطولة، كان متوقعا للمتابعين وعشاق كرة القدم المصرية، منذ انطلاقة الفراعنة فى دور المجموعات، برغم تحقيق العلامة الكاملة بالفوز فى المباريات الثلاث، والحصول على تسع نقاط، ولكن الأداء الباهت للاعبين، ومن خلفهم المدير الفنى المكسيكى خافيير أجيري، الذى تمت إقالته كان لغزا كبيرا، وبدأ الجمهور قبل الخبراء والمحللين، يتساءل: فى أى دور يخرج المنتخب من البطولة؟ ولم يمنح اللاعبين أو الجهاز الفنى الوقت أمام المتابعين للإجابة عن هذا التساؤل، وكانت الإجابة سريعة بالخروج على يد جنوب أفريقيا لينتهى الأمر مبكرا.
لن أتحدث عن خطايا المنتخب والجهاز الفنى ومجلس إدارة اتحاد الكرة، الذى أعلن استقالته مرغما عقب الخروج، ولكن سأتحدث عن فوائد هذا الخروج، وأثره فى الكرة المصرية.
الخروج كشف عورات وفساد كبير داخل المنظومة، والذى كان دائما ما يتوارى اعتمادا على مبدأ النسيان بعد مرور الوقت، ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفا، والبناء سيكون على أسس علمية وإدارية سليمة.
الدولة ممثلة فى وزارة الشباب والرياضة وجميع الوزارات المعنية، وفرت كل النجاح للعرس الأفريقى على الأراضى المصرية، والبطولة تم تنظيمها فى وقت قياسى، وكل القائمين عليها أدوا ما عليهم على أكمل وجه.
وطمأن الدعم الرئاسى من الرئيس عبدالفتاح السيسى، الدول الأفريقية على نجاح بطولة كأس الأمم الأفريقية.
وظهور الملاعب على أعلى مستوى، والتى خطفت الأضواء من الجميع بالشكل العالمى التى ظهرت عليه، وكانت الملاعب الست التى تستضيف البطولة: «القاهرة والسلام والدفاع الجوى والإسكندرية والإسماعيلية والسويس».. نقطة فارقة فى نجاح البطولة، بالإضافة إلى البنية التحتية التى تتمتع بها مصر، والتى ساهمت بشكل فعال فى الإشادة من جميع المشاركين بالإقامة والإعاشة والتنقل والأمن.
وأصبح لدينا وزارة رياضة برئاسة أشرف صبحى، لها دور فعال فى إدارة المنظومة، ولا تخشى المواجهة أو التسويف، وتراقب جميع الأمور، وتعرف جيدا متى تتدخل للسيطرة على الأمور رغم بعض الأخطاء التى وقعت فيها أثناء معالجة بعض الأمور.
فائدة أخرى من خروج الفراعنة، وهو وحدة الصف العربى بين الجماهير بعد حالة الجفاء بين الجماهير العربية، وشاهدنا الجمهور المصرى خير داعم للأشقاء فى تونس والجزائر، فى لحمة عربية غير معتادة داخل المستطيل الأخضر.
وبرغم خروج المنتخب؛ فإن الشعب المصرى والجماهير رفعوا شعار «البطولة لسه مخلصتش وهنشجع مصر الدولة التى هى أكبر من أى شيء، لأنها فى الأساس بطولة الدولة».
رسائل قصيرة
وزارة الداخلية.. دور كبير فى نجاح البطولة والعمل فى صمت.
محمد فضل.. طاقة شبابية متوهجة بالتوفيق فيما هو قادم.
محمد صلاح.. أخشى عليك من لقب ميسى مصر.
المتطوعون.. شابوه فى القاهرة والإسكندرية وإعادة النظر فى الإسماعيلية والسويس.
جماهير الكرة.. الاعتذار وحده لا يكفيكم.
لاعبو المنتخب.. الأزمة ليست فى الخروج وإنما فى الرجولة داخل الملعب.