بلغنى أيها الملك السعيد
صاحب الرأس العنيد
والجالس فى البيت
بما لايناسب الإتيكيت
أن خزانة دولتكم خاوية
وهى من الذهب خالية
فمليكى قد أهمل العباد
وجلس ليسمع شهرزاد
فمولاى شهريار لم يقرأ التاريخ
ولم يفهم إشارات التوبيخ
فى الليلة الخامسة والعشرين بعد الألف يا مولاى شهريار وجد الحاكم بأمر الله نفسه حاكما على مصر المحروسة، وكان الحاكم وقتها لا يفهم شيئًا عن فنون الحكم، ووجد أهل مصر المحروسة أنفسهم أمام حاكم قليل الخبرة تأتى له الأوامر من القائد برجوان الذى كان يجلس مع مجموعة من الشطار فى ميدان الرميلة.
ووجد أهل المحروسة أنفسهم أمام حاكم غريب الطباع ينام النهار ويصحو الليل رجل يحب الظلام، وهذا يفسر سر انقطاع الكهرباء عن دروب وحوارى المحروسة، وكثيرا ما كان يخرج ليلًا ليسير فى شوارع القاهرة الفاطمية فى موكب مهيب يزيد عن 60 توك توك ليتجسس على عامة المصريين إلا أنه يدعى أنه يخرج ليلا ليطمئن على أحوال البلاد والعباد وليباشر بنفسه عربات الكارو الواقفة فى طابور طويل أمام محطات البنزين فى شارع الخليج المصرى.
وكان الحاكم بأمر الله يا مولاى شهريار يجتمع مع مستشاريه ليلا وكانت كل قراراته يصدرها فى جنح الظلام ولم يخرج على المصريين يوما عبر شاشات التلفزة إلا بعد منتصف الليل حسب التوقيت المحلى لجزر غسيل الأموال بأمريكا اللاتينية.
ولم يكتف الحاكم بأمر الله بتشريعات مجلس شورى الجماعة الفاطمية بل أصدر مجموعة من القرارات المكبلة لأهل مصر المحروسة وأمر وزير تموين الدولة الفاطمية بعدم السماح للتجار بفتح حوانيتهم إلا بعد غروب الشمس كما حرم الحاكم بأمر الله على النساء مغادرة منازلهن وعدم الصعود لأسطح المنازل للتمتع بالهواء النقى وشرب النسكافيه كما منع الحاكم بأمر الله الرجال من الجلوس على المقاهى فى عطوف المحروسة لمشاهدة الأفلام الهندية كما أمر صانعى الأحذية بعدم صنع أحذية للنساء لأن جماعة الحكم فى الدولة الفاطمية أدركت أن أحذية النساء فى مصر المحروسة أصبحت أكثر خطورة من أحذية الرجال.
والغريب يا مولاى شهريار أن الحاكم بأمر الله أصدر قرارات لتنظيم الطعام والشراب فحرم الحبهان والكركم وجوز الطيب والقرفة الخشب كما حرم أكل الملوخية حتى لا يصاب أهل المحروسة بالتسمم فتستغل منظمة هيومن رايتس الموقف وتبدأ فى نشر الشائعات وتدعى أن تسمم طلاب دار الحكمة جاء نتيجة أكل الملوخية وقد تبالغ المنظمة فى وصفها للملوخية وتعتبر أكل الملوخية مؤامرة لقلب نظام الحكم.
ولا أخفيك سرًا يا مولاى شهريار أن الحاكم بأمر الله كثيرًا ما كان يصعد ليلًا إلى مرصده فى جبل المقطم لرصد الأطباق الطائرة وشماريخ الأولتراس.
وبدأت الدولة الفاطمية فى عهد الحاكم بأمر الله سلسلة من التحولات الليلية والأحكام التعسفية ضد ناشطى الفيس بوك وتم اغتيال حفيد جوهر الصقلى لأن جده كان يصنع الحلوى سرا للأمراء الموحدين فى قصر الحمراء بغرناطة كما أمر الحاكم بأمر الله بمنع لعب الشطرنج ومنع ذبح الأنواع الجيدة من الماشية واستبدالها بلحوم مجمدة من بلاد الفرنجة وكل من تسول له نفسه بمخالفة هذه التعليمات سوف يعاقب بالجلد والحرمان من مكافأة الامتحانات.
والحاكم بأمر الله مثلك يا مولاى شهريار ضد كوتة المرأة فقد منع الأخوات الفضليات من أعضاء الجماعة الفاطمية الدخول للمجلس القومى للمرأة حتى لا يصبن بفيروس التاء المربوطة فيخرجن عن حظيرة السمع والطاعة.
وأثناء حكم الحاكم بأمر الله أشهر الحكام الفاطمين خيمت سحابة مخيفة من الرعب والفزع على أهل مصر المحروسة إلا أن المصريين أصحاب القلوب اللينة والحضارة التى نقشت تحت جلودهم أدركوا أن المصرى لن يبيع حريته مقابل الخضوع لسلطة مطلقة تفعل به ما يحلو لها لأن الهدف من الحكومات حماية الشعوب لا السيادة والسيطرة وقمع وتهميش الشعوب بفكرة الولاية والخلافة وسب النساء ولطم النساء وركلهن بالأقدام.
واختفى الحاكم بأمر الله وقتها وانتشرت الشائعات بين أهل مصر المحروسة وقال واحد من الحرافيش إن الحاكم بأمر الله ذهب إلى سوريا ليقف بجوار إخوانه فى المعارضة المسلحة لتمزيق سوريا إلى عدة دويلات.
وضخ مليارات الدولارات من أموال بيت المال لدعم القوات الأميرية القطرية والقوات الجوية الأمريكية وسلاح الجو الملكى البريطانى فى قاعدة العديد.
وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح وخرج الديك فى الصباح وكتب تغريدة على حسابه الخاص على تويتر «القدس عروس عروبتكم».