يحتفل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، باليوم العالمي للسكان في عامه الثلاثين، اليوم الخميس، والذي يحتفل به العالم سنويا في 11 من يوليو للتأكيد على تنظيم الأسرة والحد من المشكلات التي تقابل السيدات في سبيل الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، والعنف وتشويه الأعضاء التناسلية.
وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة ناتاليا كانيم، إن المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عقد في القاهرة عام 1994 بحضور 179 دولة، أكد أن الصحة الجنسية والإنجابية هي أساس التنمية المستدامة، وأنه للمرأة الحق في اتخاذ قراراتها الخاصة بشأن الإنجاب وتوقيت الحمل المناسبين لها.
وأضافت في بيان صحفي، أنه منذ عام 1994، تعهدت الحكومات والناشطين ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بهدم الحواجز التي كانت قائمة بين النساء والفتيات وصحتهن وحقوقهن وسلطتهن لرسم مستقبلهن، فحق كل امرأة وفتاة استقلال على جسدها، وأن تحظى السيدات برعاية صحية لا تموت فيه أي امرأة وهي تمنح الحياة -بغض النظر عن موقعها أو وضعها الاجتماعي- الاقتصادي أو القانوني- وأن لا تُجبر أي فتاة على الزواج أو تشويه أعضائها التناسلية (الختان).
واستطردت أنه على الرغم من المكاسب الكبيرة التي تحققت على مدى السنوات الـ 25 الماضية، لا يزال أمامنا طريق طويل لننفذ فيه إلى جانب وعد القاهرة، فهناك الكثير من الأشخاص الذين تُركوا وراءهم، ولا يزال الكثيرون غير قادرين على التمتع بحقوقهم، حيث ترغب أكثر من 200 مليون امرأة وفتاة في تأخير الحمل أو منعه ولكن ليس لديهن وسائل لتنظيم الأسرة، وأن أفقر النساء والفتيات وأفراد المجتمعات الأصلية والريفية والمهمشة والأشخاص الذين يعانون من إعاقات هم الذين يواجهون أكبر فجوات في الحصول على هذه الخدمات.
وشددت "نتاليا" أنه حان الوقت للعمل الآن، على وجه السرعة، لضمان تمكين كل امرأة وفتاة من ممارسة حقوقها، مع وجود خيارات أكبر لتنظيم الحمل، يٌمكنها أن تزدهر كشركاء متساوين في التنمية المستدامة.
وتعهدت أن صندوق الأمم المتحدة للسكان، يعمل بحزم على الانتهاء من 3 عقبات رئيسية بحلول عام 2030 لتوفير الرعاية الصحية للسيدات، وتتمثل في القضاء على الحاجة غير الملباة لتنظيم الأسرة، وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها، والعنف القائم على نوع الجنس والممارسات الضارة، مثل زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، مؤكدة على أهمية البيانات عالية الجودة في التركيز على الاحتياجات التي تكون أكبر وتضع حدًا لظهور من هم أبعد من ذلك.
وحذرت في بيانها، من تكلفة التقاعس عن العمل، حيث يتعرض النساء للوفيات، وتحدث المزيد من حالات الحمل غير المقصود، وحرمان أكبر من الفتيات من المساواة في الحصول على التعليم، وحرمان المزيد من النساء من المشاركة في النمو الاقتصادي والاستفادة منه، وإهدار قدرات الأفراد والمجتمعات.
ونوهت على القمة التي ستعقدها الدنمارك وكينيا وصندوق الأمم المتحدة للسكان في نيروبي في نوفمبر المقبل، حيث ستتاح للمجتمع الدولي فرصة للالتزام بالوعود التي قطعوها في القاهرة وتحويل العالم الذي تصورناه في برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية إلى واقع لكل شخص، امرأة وفتاة، ستستقطب القمة رؤساء الدول وقادة الفكر ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمؤسسات المالية الدولية وممثلي القطاع الخاص وآلاف آخرين ممن لديهم مصلحة في السعي المستمر للصحة الجنسية والإنجابية للجميع، لدينا جميعا مصلحة في هذا.
ودعت أمس، في الاحتفال باليوم العالمي للسكان، الحكومات والمجتمع المدني والمجتمعات والأفراد من جميع القطاعات ومناحي الحياة، إلى التحلي بالجرأة والشجاعة لفعل ما هو مناسب للنساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، بالوفاء بوعودها بتنظيم الأسرة.
