فى لحظات تجلى تتأمل فيها قطاع السياحة فى مصر ستتوقف عند أحداث وقرارات مهمة كانت فارقة فى تاريخ ومسار السياحة فى مصر، وحينما تتأمل تاريخ السياحة فى مصر تجد نفسك أمام أسماء لشخصيات عظيمة كانوا حجر الأساس وأحيانًا كالمحاربين لإنقاذ القطاع من أزمات خطيرة، وهناك شخصيات استطاعوا أن يكونوا واجهة مشرفة لمصر فى الخارج، وأن يكسبوا ثقة أهم الشركات الأمريكية والأوروبية، فحينما تسرد تاريخ السياحة عليك أن تبدأ بذكر أنجح وزير سياحة وطيران مر على مصر، وأنا أعتبره هو مَنْ وضع حجر الأساس لهذا القطاع «فؤاد سلطان» ثم نأتى إلى ذكر قلب الأسد اللواء محمد نسيم الذى لا يعرف المستحيل أشهر ضباط المخابرات المصرية الذى انتقل إلى مجال السياحة وأسس هيئة تنشيط السياحة وجمعية مستثمرى جنوب سيناء، الشخصيتان هما حجر أساس قطاع السياحة فى مصر، وأثناء تأملى فى تاريخ هذا القطاع توقفت عند شخصية أصفه كطبيب سياحى ماهر يعى جيدًا كل أبعاد هذا القطاع، شديد الثقافة يمتلك لغة راقية ومواكب دائمًا للتكنولوجيا وللتطور، لديه القدرة على التشخيص الجيد للمرض السياحى وتحديد الترياق للعلاج، شخص منظم جدًا ولديه طاقة وحب للعمل لا تنتهى ولا يمل، «إلهامى الزيات»، أول من أدخل أرقى أنواع السياحة إلى مصر «سياحة الحوافز»، ولمن لا يعرف جيدًا ماذا تعنى سياحة الحوافز، هى من أكثر أنواع السياحة خصوصية وشديدة الحساسية، والتأثير على القطاع، فوجود سياحة حوافز فى دوله تعنى أن تلك الدولة لديها سمعة جيدة، وهى أداة تحفيزية تعزز الإنتاجية لدى المؤسسات الكبرى، وكذلك تحقيق أهداف رجال الأعمال، ويتم ذلك من خلال تنظيم الأحداث الكبرى والخاصة جدًا بفئة أو شريحة معينة مصاحبة أحيانًا لبرنامج سياحى دقيق جدًا، وهى من أنواع السياحة الراقية والمربحة جدًا، وحينما تحاول فهم عوامل نجاح سياحة الحوافز فى مصر فى عهود وفترات زمنية سابقة، أكتشفت أن حينما قام إلهامى الزيات بإدخال هذا النوع إلى مصر كان فى حاجة لدقة وتنظيم شديد، لأن العميل هنا لا يقبل الخطأ، فأدخل الزيات أول جهاز كمبيوتر إلى شركة سياحة فى وقت لم يكن أحد يدرك ما معنى جهاز كمبيوتر، وكيف يمكن أن نستفيد منه، أدخل الكمبيوتر فى البداية من ضمن تطوير عملية إدخال المعلومات وتطور الأمر بتطور التكنولوجيا وأدخل نظامًا إداريًا من خلال التكنولوجيا وأجهزة الكمبيوتر داخل الشركة وأستعان فيها بشركات عالمية للحصول على هذا النظام ولم يكتف بل قام بتطويره من خلال بعض المحترفين الهنود، حتى أدخل الإنترنت الذى استطاع من خلاله ربط كل الفروع ببعضها، فأصبح كل شئ يعمل بدقة شديدة وبنظام لا يقبل الخطأ. لذلك نجحنا.
إنه التطور ومواكبة العصر، وشخصيات لا تعرف المستحيل ولدينا فى سماء قطاع السياحة نجوم عديدة منها رجال أعمال ومنها مسؤلون ومنها مرشدون سياحون، ولكن برغم نجاح العديد ووجود أسماء لامعة كثيرة إلا أن هناك بعض الشخصيات غير المخلصة للمصلحة العامة ولم يعملوا من أجل نهضة القطاع بل عملوا من أجل أنفسهم وأسمائهم وحسابهم البنكي، لا يهتموا بحل مشاكل القطاع وتجدهم أصحاب أصوات عالية فى ما يخص مصلحتهم فقط، وهناك مدعوون يهدفون الوصول لمنصب ما يومًا ما، علينا الفرز والتدقيق، وعلينا ترك مصالحنا الشخصية، والتركيز على نهضة هذا القطاع.
