الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أسرار الفيولا في عالم الموسيقى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحيانا يسيطر على عقل الكاتب موضوع معين، يصحبه فى صحوه ونومه، ولا يهدأ حتى يرى ما يدور فى عقله أمام عينيه مقروء وملموس.. هذا ما حدث معى منذ فترة، يسيطر على عقلى ووجدانى الكتابة عن سلسلة ثقافية تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة وهى سلسلة «عالم الموسيقى»، ولكنى كنت أستشعر الحرج، لأن هذه السلسلة المتميزة ولدت وترعرعت على يدى شقيقتى، دكتورة. رانيا يحيى، ومن بنات أفكارها.. وقد اتخذت قرار الكتابة لسبببن.. الأول شهادة حق من متخصصة فى المجال الموسيقى، وأعلم جيدا قيمة هذه السلسلة ومدى أهميتها، وخاصة لندرة طباعة الكتب المتخصصة فى المجال الموسيقى، واحتياج الموسيقيين إلى القراءة فى مجالهم، وطباعة ونشر ما يساعدهم على الارتقاء بفكرهم وفنهم.. أما السبب الثانى هو ميلاد كتابى «أسرار الفيولا» منذ أيام، كأحد إصدارات السلسلة المتميزة.. لقد تغلبت على حرج الكتابة؛ لأن شقيقتى ليست فى حاجة للكتابة عنها أو الإشادة بها، فهى بفضل الله إنسانة ناجحة ومتحققة، وكتب عنها عشرات المقالات من كتاب وصحفيين كبار، بفضل نشاطها ومجهودها الذى لا تدخره لحظة طالما للصالح العام، ويشهد بذلك الوسط الثقافى والأكاديمى.. لقد بذلت دكتورة/رانيا مجهودا كبيرا فى السعى للحصول على الموافقة لخروج هذه السلسلة للنور، والتى تعد السلسلة الموسيقية الوحيدة فى جميع هيئات وزارة الثقافة وفى مصر بأكملها، رغم وجود العديد من السلاسل المتخصصة فى مجالات أخرى!!.. وبعد نجاحها فى استصدار السلسلة، كانت تسعى وراء السادة الأفاضل من الأساتذة المتخصصين والباحثين، لحثهم على نشر كتبهم، وتشجيعهم على وضع خبراتهم وعلمهم فى كتب تفيد المتخصص والمتذوق على السواء..فقامت بإثراء حركة الكتابة المتخصصة فى هذا المجال، واستطاعت نشر خمسة عشر كتابا قيما حتى الآن، والتى تباع بأسعار زهيدة رغم ثراء المعلومات وندرتها.. وكان لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى فى إخراج كتاب عن الأستاذ الفاضل والزميل العزيز دكتور. على عثمان، وذلك بعد أن وافته المنية وأفتقده كل الموسيقيين بأكاديمية الفنون، وذلك كونه أحد المؤلفين الذين تمتعوا بموهبة كبيرة وعلم غزير، وكان أحد الأساتذة العظام الذين لا يبخلون بجهد، فى سبيل توصيل العلم، ومساعدة المتعثر فى المواد النظرية التحليلية.. وقد رحبت الدكتورة الفاضلة. حنان أبوالمجد (عميد الكونسرفتوار) بفكرة دكتورة. رانيا وتحمست لكتابته.. كذلك رحبت زوجته مغنية الأوبرا الدكتورة. تحية شمس الدين أستاذة الغناء فى الكونسرفتوار ودار الأوبرا المصرية، والتى قدمت للدكتورة. حنان كل المعلومات والوثائق، حتى يخرج الكتاب فى أرقى صورة، وصدر الكتاب القيم «نسمة من الجنوب» ليؤرخ لدور أستاذنا على عثمان رحمه الله.. كما ساعدت فى إعادة طبع كتاب «تاريخ الموسيقى العالمية» للمؤلف ثيودور فينى، ترجمة أساتذتنا الأجلاء رحمهم الله د. سمحة الخولى، وزوجها المؤلف الموسيقى د. جمال عبد الرحيم.. فسعت للتواصل مع ابنتهما عازفة الفيولينة، بسمة عبد الرحيم والتى تعيش فى ألمانيا، حتى تحصل على موافقتها لطبع هذا الكتاب الضخم والقيم مرة أخرى، وقد تم طباعته فى جزأين، وهما الإصدار الخامس والسادس للسلسة.. وهو أحد أهم المراجع المتخصصة التى يعتمد عليها الدارسون فى كل المراحل التعليمية، ويعد ثروة حقيقية لا تقدر بثمن للمتخصصين والمتذوقين، وخاصة أن مجال الموسيقى العالمية وعلومها وروادها، التى لا يتوافر لها سوى مراجع قليلة للغاية، وهو ما اضطرنى فى رسالتى الماجستير والدكتوراه للاعتماد بشكل كلى تقريبًا على المراجع الأجنبية!!.. كذلك صدر عن السلسلة كتاب «فن العزف على آلة الكمان» للدكتور. محمود بيومى أستاذ الفيولينة والعميد الأسبق فى الكونسرفتوار، وهو يعد أحد الكتب الثرية التى تقدم معلومات عن التقنيات وطرق الأداء قلما تتواجد فى كتب عربية.. والكتاب الرائع والقيم «النهر الخالد» للكاتب والصحفى الكبير الأمير أباظة رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، والذى أعده من خلال جمع وكتابة لقاءات تليفزيونية بين الكاتب الكبير. سعد الدين وهبة مع الموسيقار محمد عبدالوهاب، وهو كتاب قيم وثرى بالمعلومات بأسلوب شيق وممتع.. كذلك كل الكتب التى تم نشرها فى السلسلة، والتى لا يستوعب المقال سردها، ولكنها بالتأكيد تثرى الثقافة الموسيقية والعامة، وتعد إضافة حقيقية لمن يقتنيها ويقرأها.. أما كتابى «أسرار الفيولا» الذى صدر مؤخرًا عن سلسلة عالم الموسيقى كما أشرت، فهو يتجول بالقارئ فى عالم آلة الفيولا وأسرارها، وتاريخ صناعتها وعزفها، وأهم روادها فى العالم، ومؤلفيها وعازفيها، ويوضح أنها الأصل الذى خرجت من عباءته العائلة الوترية.. وهو خلاصة بحثى لسنوات طويلة فى المراجع الأجنبية المتخصصة، والذى بذلت فيه الكثير من الجهد والمثابرة لتحرى الدقة، للمساعدة فى توصيل المعلومات بسلاسة، حتى أستطيع جذب غير المتخصصين بجانب الزملاء الدارسين.. وقد رفعت الحرج عن نفسى وكتبت مقالي، لأن الترويج للكتاب أو السلسلة لا يعود بأى عائد مادى لى أو لرئيسة تحرير السلسلة أو أى من الكتاب، ولأن هذه المجموعة القيمة من الكتب تدعمها وزارة الثقافة، وتقدمها هيئة قصور الثقافة بسعر رمزى لا يغطى تكاليف طباعتها التى تتحملها الدولة، لتشجيع القراءة ونشر الثقافة التى تعد أحد أهم روافد النهضة فى المجتمع.