أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، اليوم الأحد، أن الأجواء السياسية الراهنة في البلاد لا توحي باجتماع للحكومة في الأيام المقبلة، مشددا على أن هذا الأمر غير مقبول ويمثل "جريمة بحق الوطن".
وقال جعجع، في حديث لإذاعة (لبنان الحر): "في ظل الوضع الذي نعيش فيه، والصعوبات المعيشية التي تزداد يوميا، يقتضي الأمر اجتماعات مكثفة وسريعة للحكومة".. متهما وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بتعطيل عمل الحكومة من أجل بعض المكاسب الحزبية الصغيرة، على حد تعبيره.
وأضاف "لكي يزول التشنج السياسي في لبنان والعودة إلى حياة سياسية طبيعية، فإنه يتعين على باسيل أن يوقف خطاباته المتشنجة، وعدم مهاجمة الآخرين وإثارة مواضيع بالغ الحساسية، البعض منها سبب حربا أهلية بين اللبنانيين".
وشدد على أن الضرر اللاحق بلبنان في الوقت الحالي، يقتضي من الجميع الانكباب على العمل لإنقاذ الوضعين المالي والاقتصادي.. متابعا : "وحتى هذه المحاولات الضعيفة تعطلت بسبب خطابات متشنجة أدت إلى انعكاسات ترجمتها أحداث الاشتباكات والعنف المسلح في الجبل قبل أسبوع".
وقال :"بدلا من أن يعتذر الوزير باسيل عما تسبب به في الجبل، عطّل الحكومة للضغط حتى يتم تحويل قضية الجبل إلى المجلس العدلي (جهة قضائية تنظر في القضايا شديدة الخطورة التي تمس أمن الدولة).. هناك تسلسل طبيعي للأمور، التحقيقات يجب أن تكتمل، ويجب أن يتم تسليم من يظهره التحقيق مذنبا، وعلى ضوء التحقيقات الأولية تأخذ الأمور مجراها".
وأشار إلى أن لبنان شهد العديد من الحوادث ذهب ضحيتها أشخاص، ولم يتم تحويل القضايا فيها إلى المجلس العدلي، لافتا إلى أن إحالة ملف أحداث عنف الجبل إلى المجلس العدلي، يعود إلى التوصيف القانوني الذي يصدر عن التحقيقات، وهذا ما لا يقبل به الوزير باسيل.
واضُطر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى تأجيل جلسة الحكومة التي كانت من المقرر لها أن تنعقد صباح الثلاثاء الماضي.. مشيرا إلى أن الاحتقان السياسي في البلاد، والذي أعقب أحداث عنف الجبل، اقتضى التأجيل لحين التوصل إلى حلول للخلافات.
وكان عدد من الوزراء الذين ينضوون تحت لواء تحالف (تكتل لبنان القوي) برئاسة جبران باسيل والذي يضم 11 وزيرا من التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق الأرمني والحزب الديمقراطي اللبناني الدرزي، قد حضروا متأخرين أكثر من ساعتين عن موعد جلسة الحكومة وهو الأمر الذي أثار تكهنات بوجود رغبة لدى التكتل لعدم إكمال النصاب الحكومي حتى لا تنعقد جلسة مجلس الوزراء.
وشهدت منطقة الجبل، يوم الأحد الماضي، أحداث عنف مسلحة تسببت في توتر سياسي شديد في عموم لبنان، على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية إلى عدد من قرى الجبل، حيث وقعت اشتباكات نارية بين أعضاء الحزب الديمقراطي اللبناني الحليف لباسيل، وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، بعدما اعتبر الفريق الأخير أن باسيل أدلى بتصريحات من شأنها إشعال الفتنة الطائفية بين المسيحيين الموارنة والدروز من سكان الجبل.