أكد السياسي اللبناني وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، أنه سيتعامل بكل انفتاح مع أحداث العنف التي شهدتها منطقة الجبل يوم الأحد الماضي، مشددا على حرصه على تثبيت الأمن والسلم الأهلية و"مصالحة الجبل".
وأُبرمت مصالحة الجبل عام 2001 برعاية من البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير، والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، لتنهي (حرب الجبل) أحد أكثر الفصول الدامية في الحرب الأهلية اللبنانية، بما شهدته من اقتتال عنيف بين المسيحيين الموارنة والدروز من سكان الجبل.
وأعرب جنبلاط - في مؤتمر صحفي عقده اليوم - عن رفضه لما أسماه "الخطاب الاستفزازي لوزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل"، محملا إياه المسئولية عن أحداث الاشتباكات المسلحة والدامية التي شهدها الجبل، وأدت إلى سقوط قتيلين وإصابة آخرين.
وأشار إلى أن حديث وزير الدفاع إلياس بو صعب، حول ما جرى في الجبل يمثل استباقا لعمل جهات التحقيق القضائية، لافتا إلى أن لقاء سيجمعه في وقت لاحق من مساء اليوم مع رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري للبحث في ما جرى بمنطقة الجبل.
وتساءل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي: "كيف عرف باسيل أن هناك كمينا في الجبل، ولماذا يستبقون عمل القضاء؟.. أنا أطالب الرئيس ميشال عون بوضع حد لهذه التصرفات الصبيانية".
واعتبر أن رئيس التيار الوطني الحر "أعاد نبش القبور" بحديثه المتكرر عما جرى في حرب الجبل، مشيرا إلى أنه (جنبلاط) أبرم مصالحة مع البطريرك الماروني الراحل لإنهاء هذه الحرب وإيقافها، وأنه أبدى احترامه لجميع من سقطوا جراء حرب الجبل، بمن فيهم من كانوا يختلفون معه في الرأي والموقف إبان تلك الفترة.
وقال: "قمت بتحية الشهداء ويكفي العودة إلى الماضي من أجل الوصول. جبران باسيل يريد الوصول، فهمنا هذا الأمر، ولكن ليس بهذه الطريقة".. في تلميح إلى رغبة لدى رئيس التيار الوطني الحر بالوصول إلى منصب رئيس البلاد.
وشهدت منطقة الجبل يوم الأحد الماضي أحداث عنف واشتباكات مسلحة، حيث قطع عدد من أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي الطرق بمدن وقرى الجبل، تعبيرا عن الاحتجاج على زيارة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. كما تعرض موكب وزير شئون النازحين صالح الغريب، وهو حليف لباسيل، لإطلاق النيران عقب مشاركته في جانب من جولة الوزير باسيل.
وكان المحتجون على زيارة باسيل إلى الجبل، قد قطعوا الطرق بهدف منع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التي أدلى بها تستهدف الوقيعة وتشعل الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل.
وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب، وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث.
وينفي الحزب التقدمي الاشتراكي، بصورة قاطعة صحة هذا الاتهام، مؤكدا أن رئيس التيار الوطني الحر أدلى بتصريحات انطوت على استفزاز وإثارة للمشاعر الطائفية بين الدروز والمسيحيين في الجبل، وهو الأمر الذي دفع أنصار الحزب الاشتراكي إلى قطع الطرق في الجبل بصورة عفوية، لافتا إلى أن المرافقين الأمنيين للوزير الغريب هم من بادروا بإطلاق النيران بصورة عشوائية على المحتجين.
وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز. ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.