أكد الرئيس اللبناني ميشال عون رفضه القاطع أي مساس بوحدة منطقة الجبل، مشددا على أنه سيتصدى لأية محاولات تستهدف المساس بأمن أبناء تلك المنطقة أو التأثير على العيش المشترك الواحد في الجبل.
وقال الرئيس اللبناني - في تصريح لصحيفة (الجمهورية) اللبنانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء - إنه لن يسمح بعودة الوضع في الجبل إلى الوراء، خصوصا إلى ما كان عليه إبان أحداث العقدين الأخيرين من القرن الماضي. في إشارة إلى "حرب الجبل" التي كانت أحد أكثر الفصول الدامية بالحرب الأهلية اللبنانية.
وأُبرمت مصالحة الجبل في عام 2001 برعاية من البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير، والزعيم السياسي الدرزي وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، لتنهي (حرب الجبل) بما شهدته من اقتتال عنيف بين المسيحيين الموارنة والدروز من سكان الجبل.
وأضاف الرئيس اللبناني: "تلك الصفحة (حرب الجبل) طويت إلى غير رجعة، والمحطات التي تلتها كانت تاريخية ومهمة ولا يجوز التفريط بما كرسته من تفاهمات ومصالحات".. معتبرا أن وحدة الجبل ليست مسئولية طرف واحد، وإنما هي مهمة جميع أبنائه بلا استثناء، وجميعهم لهم الحق والحرية التامة في التعبير عن حرية المعتقد والحرص على حق الاختلاف.
وشدد الرئيس اللبناني على أن الترتيبات التي اتُخذت ستكون فعالة، وأن الإجراءات التي ستُنفذ ستثبت ذلك. قائلا: "من يحاول لعب دور الطابور الخامس والاصطياد في الماء العكر للمساس بأمن أبناء المنطقة والتأثير على العيش المشترك الواحد في الجبل، لن يتمكن من ذلك، وبالتأكيد سيفشل".
وتابع: "من يتحدث عن مشاريع الفتنة أو السعي إليها في السر أو العلن، سنكون له جميعا بالمرصاد وبالقوة حيث يجب، ولا سيما من موقعي كرئيس للجمهورية المؤتمن على الدستور ومصالح اللبنانيين".
ودعا عون إلى ترك القضاء للقيام بدوره كاملا استنادا إلى ضرورة "حماية الوفاق الوطني اللبناني"، مؤكدا أنه طالما أعلن الجميع أنهم سيحتكمون إلى القضاء، فعليهم إقران القول بالفعل، والبدء في تسليم المتورطين والمشتبه فيهم في أحداث العنف والاشتباكات المسلحة التي وقعت قبل عدة أيام، حتى يمكن التحقيق معهم وتحديد المسئوليات.
وشهدت منطقة الجبل - يوم الأحد الماضي - اشتباكات نارية مسلحة، حيث قطع عدد من أنصار وعناصر الحزب التقدمي الاشتراكي الطرق بمدن وقرى الجبل، تعبيرا عن الاحتجاج على زيارة كان يجريها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. كما تعرض موكب وزير شئون النازحين صالح الغريب، وهو حليف لباسيل، لإطلاق النيران عقب مشاركته في جانب من جولة الوزير باسيل.
وكان المحتجون على زيارة باسيل إلى الجبل قد قطعوا الطرق بهدف منع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التي أدلى بها تستهدف الوقيعة وتشعل الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل.
وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب، وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث.
وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز. ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.