أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن أحداث العنف الدامية التي شهدتها منطقة الجبل بالأمس مؤسفة ومؤلمة للغاية.. داعيا كافة الأطراف المعنية إلى الاحتكام للعقل والحكمة، وترك الأمر للقضاء اللبناني وحده للاضطلاع بدوره في التحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب اللبناني اليوم الاثنين بأن بري أجرى سلسلة من الاتصالات بهدف "تطويق ذيول ما حدث في الجبل" في ضوء الانعكاسات السلبية لما جرى على الأوضاع العامة في البلاد..مشددا على ضرورة بذل كافة الجهود الممكنة في سبيل الحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقرار العام في البلاد..معربا عن ثقته في "عقلاء الجبل".
وأثارت الاشتباكات المسلحة التي وقعت بالجبل بالأمس استياء واستنكارا كبيرا لدى القوى السياسية اللبنانية، وسط مخاوف من انفلات الأوضاع على غرار ما شهده الجبل إبان فترة الحرب الأهلية اللبنانية من اقتتال عنيف بين المسيحيين الموارنة والدروز، والذي يعتبر أحد أكثر الفصول الدامية للحرب الأهلية، قبل أن يتم إبرام مصالحة الجبل في عام 2001 برعاية من البطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير والزعيم السياسي الدرزي وليد جنبلاط.
وكان عدد من القرى بمدينة (عاليه) في محافظة جبل لبنان قد شهدت بالأمس أحداثا دموية واشتباكات مسلحة ، على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى بعض مناطق الجبل حيث قطع محتجون ينتمون للحزب التقدمي الاشتراكي الطرق لمنع باسيل من استكمال جولته ، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التي أدلى بها تستهدف الوقيعة وإشعال الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل.
وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب للانضمام إلى جولة الوزير باسيل وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث.
وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز ، ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.