الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ماما خديجة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المذيعة الثانية التى ستدفع بها وتشجعها «حميدة العنيزي»، من ستكون أيقونة مناضلة على أكثر من صعيد، ففى سيرتها محن وخطوب، دورة حياة، ولادة ونشأة، وفقد للمعيل، ومجافاة من أهل وجيرة، هى المعلمة والإذاعية، والشاعرة الغنائية، والصحفية «خديجة الجهمي»، هذا ما سيجعلها عنوانًا للنضال النسوى الليبى ما بدأته برسالتها لموسولينى الفاشى مخاطبة له ودون مواربة أو مداراة: أن اترك بلدى وإلا ستكون جحيما لك! وعام 1956م بمحطة بنغازى سيستمع الناس وعبر محطة الراديو صوت من اخترقت الحُجب ساعة سفرها برًا لمصر متنكرة بزى عجوز بحثًا عن والدها، حينها ستعارك الحياة كامرأة مغتربة، وستكسبها تلك التجربة خبرة بأنشغالها لاحقا بقيادة صحافة «المرأة»، و«الطفل» الأمل، إلى جانب الإذاعة حين تعمل بمحطة طرابلس 1963م، وستتوسع فى نوعية برامجها ومنها برنامج «أضواء على المجتمع»، برنامجها الشهير وأطول برنامج فى تاريخ الإذاعة الليبية جرى بثه لـ18 سنة، ما تخاطب فيه المرأة كما الرجل بموضوعية ودون تحيز، هذا البرنامج تستعيده ذاكرة المجايلين لها من جمهورها العريض، وقد تُوج برنامج الناس، وهم المشاركون فيه برسائلهم وأسئلتهم، يحاكى مشاكلهم ويقدم خطابًا بمفردات تقارب ظروفهم وتتنفس أحوالهم دون تعالٍ، خديجة بطبقة صوتها المغايرة وإيقاعه الذى يشى بالجدية والحزم مفتاحها فى دعوة النساء للتحرر.
عائشة زريق الإذاعية الطليعية 
تدخل عائشة زريق الإذاعة المسموعة محطة بنغازي لتقدم برنامجًا متخصصًا فى التنمية الريفية مع نهاية الخمسينيات رفقة الرائدة حميدة بن عامر، مشاركة الرائدة النهضوية عائشة جاءت بتشجيع من معلمتها حميدة العنيزى، التى كانت تنتبه لقدرات من يُحطن بها، وتتلمس فيهن روح المبادرة وحضور الشخصية، وكونهن واجهة قدوة تحمل علائم الثقة بالنفس والاقتدار العلمى والمهني، حين التقيتُ السيدة عائشة زريق فى بيتها بطرابلس 2009 م حول اضطلاعها بمهمة الإعلام التخصصى قالت لي: «كنت أقدم برامج عن التغذية أنوه بالعادات السليمة، وكيفية التعامل مع ما هو متوفر، هو الاقتصاد المنزلي، مثل كيفية استعمال «القرع، الحمص، العسل، دقيق الشعير»، كان لى فقرة خاصة فى برنامج ركن المرأة، حيث عرفت حميدة بن عامر، وهى من المبكرات والرائدات فى العمل الإذاعي، وفى تنوير المرأة الليبية، «كانوا يجيبولها المسجل فى حوشها تسجل ما تمشيش «لا تذهب» للإذاعة لا أعرف الأسباب، وحميدة بن عامر بدأت قبل خديجة الجهمى فى بنغازي، خديجة لمعت فى طرابلس أكثر»
عويشة فى دكان البياض!
أول مذيعة راديو بطرابلس الرائدة «عويشة الخريف» وقد تقنعت خوفا باسم مستعار هو «سعاد أمين» عند خروج صوتها لأول مرة بتاريخ 15-8-1958م، وكنتُ التقيتها لأجل مقابلة تخص جريدتى ميادين، وطرحت سؤالى عن قصة عملها كيف جرت، أقتطف من ردها ما يلي: مشيت وعملت مقابلة فى شارع الزاوية، إذاعة بسيطة فيها حجرتين للبث، ودخلت على اللجنة بالخمار، عملوا لى مقابلة كامتحان، فأعطونى كتابًا قرأت منه صفحة كاملة، ووافقوا علي، وفرحوا بى، وقدمت البرامج على الهواء، وطبعا حينها ما كانش فيه تسجيل، فكل البرامج على الهواء مباشرة، اشترط على أهلى ألا أزيل الخمار، وألا أذكر اسم العائلة فى الإذاعة، كانت التيارات من كل الجوانب ضدى، الكل لا يريدنى أن أعمل فى الإذاعة».
وعن موقف الأسرة والمحيط فى ذاك الزمن أجابتنى السيدة عويشة: «ما زلت أتذكر يوم أن دخلت جارتنا على أمى وأسمعتها كلاما جارحًا عني، وأنا التى اخترت العمل بالإذاعة وقد قالت جارتنا لأمى «شنو هالعار صوت بنتك طالع من الراديو اللى فى دكان البياض «الفحم»، حى عليكم حي»، كان أخى أيضًا ضد وظيفتى وهددنى بالقتل، وكنت أخاف منه، وحتى الأقارب كانوا يقولون بنتهم خشت الإذاعة معاش تمشولهم، بعدين قاطعونا، حسيت إنى منبوذة لا أرجع لبيتنا إلا وأعرف أن أخى خارج البيت، لقد قاسيت كثيرًا حتى إن أخى طرد سيارة الإذاعة لما تجينى قدام الحوش، وأمى تقول لى لا تنامى تحت الروشن (النافذة) توا يحدفوا عليك حاجة مصيبة، وتقولى سكرى الباب بالمفتاح وارقدى تحت الباب، عشت الخوف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، رغم أنى دخلت إلى الإذاعة برغبتي».